أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مساء السبت، عن توافد أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من مختلف الأعمار إلى أقسام الطوارئ بمختلف مستشفيات القطاع، نتيجة عدم توفر الأطعمة والمواد الغذائية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.
وحذرت الوزارة في بيان من تعرض مئات المواطنين لخطر الموت بعد ما أصاب أجسادهم من نحولة شديدة بسبب الجوع وعدم قدرتهم على الصمود دون طعام.
وأكد مصدر طبي لـ المنصة طالبًا عدم نشر اسمه أن المستشفيات تفتقد للعديد من المستلزمات الطبية والمحاليل الكافية للأعداد الكبيرة التي تصل أقسام الطوارئ، مطالبًا من الدول والمنظمات الدولية بممارسة الضغط على الاحتلال للسماح بدخول كميات وفيرة من الأطعمة والمساعدات الطبية في أقرب وقت ممكن.
في 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل وتواصل عدوانها حتى الآن مع إغلاق المعابر ورفض دخول المساعدات الغذائية والطبية.
في سياق آخر، اعتقل جيش الاحتلال 5 صيادين خلال محاولتهم رمي شباك الصيد في البحر قبالة ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن عددًا من الصيادين توجهوا عبر مراكب صغيرة يتم تحريكها يدويًا وعلى عمق أقل من نصف ميل بحري ليتم مهاجمتهم من قبل 4 زوارق حربية إسرائيلية بالنار قبل أن يتم اعتقالهم.
وأشار المصدر إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان تعرَّض الصيادون للإصابة نتيجة إطلاق النار المباشر باتجاههم قبل اعتقالهم حيث لا تزال ظروفهم الصحية مجهولة.
واعتقل الاحتلال اثنين من عائلة الهبيل وثلاثة من عائلة سعد الله، بينهم شقيقان، خلال رمي الشباك في البحر.
كان جيش الاحتلال جدد أوامر منع دخول البحر على طول ساحل قطاع غزة الغربي، معلنًا منع الصيد والسباحة والغوص، حسبما أعلن المنسق الإسرائيلي السبت الماضي.
من جانب آخر، وصل إلى مستشفيات القطاع منذ صباح السبت وحتى فجر الأحد 131 قتيلًا نتيجة استمرار عمليات القصف وارتكابه عدة مجازر في مختلف المناطق، وأفاد مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة وصول 63 ضحية إلى مجمع ناصر الطبي بخانيونس، نصفهم قُتل في مجزرة ارتكبها الاحتلال بحق الباحثين عن المساعدات الإغاثية من نقطة التوزيع الأمريكية، فيما وصل آخرون جراء استهداف أكثر من 6 خيام للنازحين بشكلٍ منفصل.
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة نهاية مايو/أيار الماضي توزيع المساعدات الإغاثية على القطاع بعد حصار فرضه جيش الاحتلال منع خلاله دخول المساعدات ضمن خطة تجويع السكان، لكن تعرضت نقاط توزيع المساعدات، سواء في رفح أو وسط قطاع غزة لعمليات استهداف إسرائيلي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات السكان والنازحين.
وأوضح مصدر صحفي لـ المنصة أن الاستهدافات الإسرائيلية تركزت على الخيام في مناطق مختلفة بالمواصي غرب خانيونس، التي قتل نتيجتها عددًا من الأطفال والنساء.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرة في بلدة الزوايدة وسط القطاع قُتل فيها 11 مواطنًا من عائلة عقل، وقال شاهد لـ المنصة إن الاحتلال استهدف منزلهم دون إنذار.
في مدينة غزة قتل 53 ضحية في أكثر من 15 استهدافًا، وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة بأن العديد من الضحايا لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض نتيجة كثافة القصف ومحدودية الإمكانات، مضيفًا "في استهدافات بمناطق عسكرية صعب الوصول إلها، وصلتنا عدة مناشدات من أحياء تحت الأنقاض لكن لم تستطع طواقمنا الوصول لتقديم المساعدة".
ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة، محادثات منذ أكثر من 11 يومًا لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا دون نتيجة إيجابية حتى الآن.