أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنهم ما زالوا يعتقدون "أن نافذة الدبلوماسية مفتوحة، وأننا نواصل هذا المسار السلمي بجدية"، في وقت قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن طهران تأمل في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه ليس في عجلة من أمره للتحدث معها.
وكتب بزشكيان على إكس مساء الاثنين "لفتح آفاق جديدة، علينا أن ننظر إلى الماضي بعين ناقدة. ما سيقودنا إلى مستقبل أفضل هو إعادة بناء الأمل، والاستعداد للتعلم والتغيير، وشق طريق جديد قائم على الوفاق والتعاطف والعقلانية".
وأضاف "في الاختبار الكبير للحرب المفروضة، ورغم الضغوط النفسية والمشاكل الكثيرة التي فرضت على شعبنا، شهدنا تشكيل أحد أكثر مظاهر المشاركة العامة والإجماع والتلاحم الاجتماعي تميزًا في تاريخ إيران المعاصر، ووقف الإيرانيون في الداخل والخارج، المنتقدون وغير المنتقدين، متحدين كيد واحدة ضد العدو المعتدي".
من جهته قال ترامب "يريدون التحدث. لست في عجلة من أمري للتحدث لأننا دمرنا مواقعهم"، في إشارة إلى القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية الشهر الماضي، وهو عكس ما قاله مؤخرًا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "رسائل متعددة وصلت من الجانب الأمريكي لاستئناف المفاوضات"، مؤكدًا أن "إيران تدرس الزمان والمكان والشكل والضمانات المطلوبة لذلك، وليست في عجلة من أمرها للدخول في مفاوضات غير مدروسة".
سجال التصريحات هذا يأتي بعد أسابيع من قصف أمريكي طال ثلاث منشآت نووية إيرانية هي فوردو ونطنز وأصفهان في 22 يونيو/حزيران الماضي، وذلك عقب هجوم إسرائيلي على إيران قالت إنه "لمنعها من امتلاك سلاح نووي"، تمكّنت خلاله من تصفية قيادات عسكرية إيرانية من بينها رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، بالإضافة إلى علماء نوويين.
ومؤخرًا، هدَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران مجددًا إذا استأنفت مساعيها لامتلاك سلاح نووي، كما نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، لم تسمهم، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض أن تل أبيب ستنفذ ضربات عسكرية ضد إيران إذا استأنفت مساعيها لامتلاك سلاح نووي.
وكانت إيران تستعد لجولة مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي في الوقت الذي قصفتها إسرائيل، ما أعقبه إلغاء المحادثات التي تعطلت حتى اليوم.
وذكر أكسيوس نقلًا عن ثلاثة مصادر أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اتفقوا في اتصال هاتفي الاثنين على تحديد نهاية أغسطس/آب المقبل موعدًا نهائيًا لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي.
وأوضحت المصادر للموقع الأمريكي أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول هذا الموعد النهائي، فإن القوى الأوروبية الثلاث تعتزم تفعيل آلية "العودة السريعة" أو "سناب باك" التي تعيد فرض جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015.
وقال مصدران إنه تم الاتفاق على أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستفتح قريبًا محادثات مع إيران لتمديد آلية "سناب باك" إلى ما بعد أكتوبر/تشرين الأول وعدم إعادة فرض العقوبات، وذلك في مقابل خطوات إيرانية من شأنها تهدئة المخاوف بشأن البرنامج النووي.
وحسب المصادر فإن من بين الخطوات المحتملة من جانب طهران استئناف مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع في إيران، التي توقفت بعد شن إسرائيل حربًا على إيران وقصف واشنطن مواقع نووية إيرانية.
وأضاف أحد المصادر أن خطوة أخرى قد تشمل إزالة 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب من 60% من المنشآت التي تعرضت للهجوم ونقلها خارج إيران.
وتوصلت إيران مع مجموعة "5+1" في 14 يوليو/تموز 2015 إلى اتفاق ينظم رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ عقود مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية وقبولها زيارة مواقعها النووية.
ورغم "الصورة الوردية التي رسمها الاتفاق" وفق الجزيرة، فإن تداعيات الانسحاب الأمريكي من خطة العمل المشتركة عام 2018 أفضت إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي.