شهدت عدة مدن وعواصم أوروبية أمس مظاهرات احتجاجية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما تظاهر آلاف الإسرائيليين في ساحة التظاهر بتل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة تبادل المحتجزين لدى فصائل المقاومة الإسرائيلية.
وتتعقد مساعي الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، وكشف قيادي بارز في الحركة إن جهود التوصل إلى وقف النار في غزة "عادت إلى المربع صفر"، بعد تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس باستئناف العدوان بعد انتهاء هدنة الستين يومًا ما لم يتم نزع سلاح المقاومة.
وتجري حماس وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بشأن هدنة تمتد لـ60 يومًا تتضمن الإفراج عن جثامين 9 محتجزين إسرائيليين و10 أحياء مقابل إطلاق سراح مُعتقلين فلسطينيين لدى الاحتلال، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وشهدت ميلانو الإيطالية مسيرة شعبية للمطالبة بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل احتجاجًا على حرب غزة، وأكد المتظاهرون أن استمرار التعاون مع إسرائيل يضع إيطاليا في موقع المتواطئ مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية، حسب الجزيرة.
كما انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم مظاهرة داعمة لغزة، وطالب المشاركون في المظاهرة حكومة بلادهم والمجتمع الدولي بمعاقبة إسرائيل. وفي برلين طالب ناشطون ومتضامنون مع القضية الفلسطينية خلال وقفة احتجاجية بوقف حرب الإبادة الجماعية والهجمات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة، ووقف تصدير الأسلحة الألمانية، لكن الشرطة الألمانية اعتقلت عددًا منهم.
في بريطانيا، اعتقلت الشرطة نحو 40 شخصًا من المشاركين في وقفة احتجاجية أمام البرلمان البريطاني في لندن، كانوا اجتمعوا للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي.
وأمس خرج آلاف الإسرائيليين للتظاهر في تل أبيب للمطالبة بالإسراع في إتمام صفقة تبادل المحتجزين مع حماس، ورفعوا شعارات وعبارات من قبيل "لن يكون هناك نصر دون عودة المحتجزين"، إذ تقدر إسرائيل وجود 50 أسيرًا إسرائيليًا بغزة، منهم 20 أحياء، حسب العربية.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بالرغبة فقط بصفقات جزئية تضمن استمرار الحرب، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره بالسلطة، وذلك استجابة للجناح اليميني في حكومته.
ونقلت العربية عن إعلام عبري أن "المفاوضات لم تنهر، والوفد الإسرائيلي يواصل المحادثات في الدوحة رغم عراقيل حماس".
ومؤخرًا، قالت حماس إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل تعقيد المفاوضات الجارية في الدوحة وتتعنت من خلال رفض المطالب الجوهرية بشأن آلية تدفّق المساعدات، والانسحاب من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب.