حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إكس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست للتصويت على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية، 18 يوليو 2024

مصدر في حماس: نتنياهو أعادنا للمربع صفر.. وندرس مع فصائل المقاومة جدوى المفاوضات

محمد خيال
منشور السبت 12 يوليو 2025

كشف قيادي بارز في حركة حماس، مطلع على المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، إن جهود التوصل إلى اتفاق إطار في قطاع غزة "عادت إلى المربع صفر"، بعد تلويح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس، باستئناف العدوان بعد انتهاء هدنة الستين يومًا ما لم يتم نزع سلاح المقاومة.

وأشار المصدر الذي تحدث لـ المنصة إلى أن حماس تدرس جديًا وبالتشاور مع باقي فصائل المقاومة، جدوى الاستمرار في المفاوضات التي وصفها بـ"العبثية"، وإعلان موقف رسمي يوضح للرأي العام الفلسطيني والدولي ما يجري خلف الكواليس، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يدفع الحركة إلى إعادة النظر في جدوى المشاركة بهذه الجولة.

وأكد القيادي أن "ملف نزع سلاح المقاومة غير مطروح للنقاش لا في هذه المرحلة ولا في المراحل اللاحقة"، مشددًا على أن الحركة سبق وأعلنت بشكل واضح أنها لن تتخلى عن سلاحها إلا في إطار اتفاق سياسي شامل، يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على أن حماس لا يمكن أن تمضي في اتفاق بالشكل المطروح حاليًا.

كان نتنياهو قال عقب لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض خلال زيارة بدأها الاثنين الماضي، إن حكومته ستستأنف القتال إذا لم يتم نزع سلاح حماس خلال فترة الستين يومًا.

وتجري حماس وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية في الدوحة منذ بداية الأسبوع الجاري، بشأن هدنة تمتد لـ60 يومًا تتضمن الإفراج عن جثامين 9 محتجزين إسرائيليين و10 أحياء مقابل إطلاق سراح مُعتقلين فلسطينيين لدى الاحتلال، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وانسحاب القوات الإسرائيلية. 

واعتبر القيادي في حماس أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تمثل "إعلانًا صريحًا بفشل المفاوضات"، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال هذه التصريحات إلى تحميل حماس مسؤولية انهيار المسار التفاوضي، رغم أن المقترحات المطروحة حاليًا "لا تلبي الحد الأدنى من مطالب المقاومة ولا احتياجات سكان القطاع".

وأضاف أن الوفد الإسرائيلي قدّم في مفاوضات الدوحة خارطة انتشار جديدة تتيح له البقاء الكامل في مدينة رفح، مقابل إخلاء محور موراج، واصفًا المقترح بأنه "تلاعب مرفوض"، وتساءل "ما فائدة إخلاء محور محدود إذا كانت السيطرة الإسرائيلية ستشمل كامل رفح؟ هذه الخارطة تلتهم نحو 40% من مساحة القطاع".

وفيما يتعلق بدور الوسيط الأمريكي، انتقد القيادي أداء واشنطن خلال المفاوضات، قائلًا "بدلًا من أن يلتزم الوسيط بالبنود المحددة مسبقًا لاتفاق الإطار، بدأ يطلب تأجيل النقاش حول الانسحاب الإسرائيلي من القطاع لحين بدء المفاوضات الشاملة، وهذا يفرغ جولة التفاوض من مضمونها ويُحاول تحميل حماس المسؤولية عن فشلها".

وأكد المصدر أن حماس تدرس الآن بشكل جدي، وبالتشاور مع باقي فصائل المقاومة، جدوى الاستمرار في المفاوضات التي وصفها بـ"العبثية"، وإعلان موقف رسمي يوضح للرأي العام الفلسطيني والدولي ما يجري خلف الكواليس، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يدفع الحركة إلى إعادة النظر في جدوى المشاركة بهذه الجولة.

وقال القيادي في ختام تصريحاته "نحن الآن عدنا إلى نقطة البداية، لكن الجولة لم تنتهِ بعد"، مؤكدًا أن القرار النهائي بشأن الاستمرار في المفاوضات سيتخذ خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب.