أكد عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريدي البياضي تعطل المنصة الإلكترونية الخاصة بنواب البرلمان التي يفعّلون من خلالها أدواتهم الرقابية.
كان البياضي أعلن على فيسبوك اليوم تقدمه بطلب إحاطة عاجل موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزير الداخلية، بشأن "الكارثة التي شهدتها مصر مساء أمس، إثر اندلاع حريق في سنترال رمسيس، وهو ما أدى إلى شلل واسع في خدمات الاتصالات والإنترنت، وتعطل الأنظمة المصرفية، والمرافق الحيوية، وتأخر رحلات الطيران المدني، وتعطل خدمات الطوارئ".
ولفت البياضي إلى مفارقة تعطل منصة البرلمان الإلكترونية ما يؤكد حجم الأزمة، حيث تعذر عليه تقديم طلب الإحاطة من خلال المنصة بسبب استمرار تعطلها حتى لحظة كتابة البيان صباح اليوم.
وقال إن هذا "دليل إضافي على فشل المنظومة الرقمية المركزية التي تم الاعتماد عليها دون وجود بدائل احتياطية".
وأوضح البياضي أن الخلل بدأ نحو الساعة السادسة من مساء أمس، حيث فوجئ المواطنون في عدد كبير من المحافظات بانقطاع مفاجئ في خدمات الإنترنت والاتصالات، قبل أن يعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن السبب هو حريق كبير في سنترال رمسيس، أحد أكبر مراكز الاتصالات في مصر.
وأكد النائب أن ما حدث "لا يمكن اعتباره مجرد حادث طارئ، بل هو كارثة رقمية تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وكشف فاضح عن غياب معايير الوقاية، وانعدام خطط الطوارئ، والاعتماد المفرط على مركزية تشغيل الاتصالات في الدولة".
وتساءل البياضي "هل يُعقل أن تتوقف مصالح ملايين المواطنين، وتتعطل البنوك والمستشفيات والمطارات وخطوط الطوارئ بسبب حريق في مركز واحد؟! وأين منظومة التأمين الاحتياطي التي تضمن استمرار الخدمة في حالات الطوارئ؟!".
وطالب بفتح تحقيق عاجل وشفاف في أسباب الحريق وإعلان نتائجه للرأي العام "ومحاسبة أي مسؤول يثبت تقصيره أو إهماله ووضع خطة قومية لإعادة هيكلة منظومة الاتصالات، تقوم على إنهاء المركزية، وإنشاء مراكز تشغيل بديلة موزعة جغرافيًا، وتطوير أنظمة الوقاية والسلامة والرقابة الفنية".
واعتبر أن ما حدث ليس مجرد حادث عرضي، بل "كارثة رقمية تمسّ الأمن القومي، والدولة لا تحتمل التكرار أو التهاون".
كان الحريق اندلع مساء أمس في إحدى غرف الأجهزة بالطابق السابع من المبنى المكون من 10 طوابق، ما أدى إلى تلف بعض الكابلات الرئيسية والسيرفرات وامتداد دخان كثيف أعلى المبنى، فيما كشفت التحقيقات الأولية، وفق مصدر أمني لم تذكر سكاي نيوز عربية هويته، أن ماسًا كهربائيًا قد يكون سبب الحريق، ولا يزال المعمل الجنائي يرفع الأدلة لمتابعة التحقيقات.
في وقت سابق من مساء الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار إن 22 شخصًا على الأقل أصيبوا جرّاء الحريق، كما نعت اللجنة النقابية للشركة المصرية للاتصالات صباح اليوم 4 موظفين بالشركة لقوا مصرعهم "داخل سنترال رمسيس أثناء تأدية واجبهم المهني، إثر الحريق المفجع الذي اندلع أمس".
بالتوازي مع محاولات الإطفاء أمس أغلقت الإدارة العامة للمرور شارع رمسيس وكوبري 6 أكتوبر بالكامل باتجاه مدينة نصر للسماح بعبور مركبات الإطفاء والإنقاذ، مما تسبب في اختناقات مرورية حادة، الذي ما زال مغلقًا حتى صباح اليوم، لاستكمال أعمال السيطرة على الحريق.
كما تأثرت حركة الطيران وتأخرت مواعيد بعض الرحلات نتيجة الدخان الكثيف المتصاعد، قبل أن تعود لطبيعتها في ساعة متأخرة من مساء أمس.