تصوير محمد الخطيب، المنصة
آلاف الفلسطينيين يحصلون على مساعدات إغاثية بعد ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، 27 مايو 2025

الاحتلال يواصل استهداف نقاط توزيع المساعدات بغزة.. وارتفاع عدد الضحايا إلى 454 شخصًا

سالم الريس
منشور الثلاثاء 24 يونيو 2025

قُتل 23 فلسطينيًا على الأقل، فجر اليوم، خلال محاولتهم الحصول على طرود مساعدات إنسانية من نقطة توزيع على محور نتساريم وسط قطاع غزة، بعد أن استهدفتهم دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقذائف المدفعية بشكل متتالٍ.

وأفاد مصدر طبي في مستشفى العودة بمخيم النصيرات لـ المنصة بوصول جثامين 19 شخصًا وأكثر من 140 مصابًا، بينهم 62 حالة وصفت بالخطيرة، أُصيب معظمهم بشظايا القذائف في أنحاء متفرقة من الجسد. كما استقبل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح جثامين ثلاث ضحايا آخرين، سقطوا في الحادثة ذاتها أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، بحسب مصدر بالمستشفى لـ المنصة.

وقال شاهد عيان إن نقطة توزيع المساعدات فُتحت لنحو 15 دقيقة فقط أمام آلاف المواطنين المحتشدين، قبل أن تعلن نفاد الكمية المتوفرة وتغلق مجددًا، ما دفع الكثيرين إلى محاولة التقدم والاقتراب من النقطة في محاولة يائسة للحصول على المساعدات، ليفاجأوا بقصف مدفعي مكثف من جيش الاحتلال على جسر وادي غزة، حيث تكدس المواطنون.

وأكد الشاهد لـ المنصة أن القصف أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وأن العشرات من الضحايا لا تزال جثامينهم ملقاةً في محيط جسر وادي غزة، حيث يصعب وصول فرق الإنقاذ إليهم بسبب استمرار القصف وخطورة المنطقة.

وأشار مصدر صحفي لـ المنصة إلى أن الوضع الميداني حال دون انتشال الضحايا والمصابين، مؤكدًا أن محاولات الأهالي لإسعاف المصابين أو انتشال الجثامين كانت محدودةً للغاية بسبب استمرار إطلاق النار والقصف المدفعي من قبل جيش الاحتلال.

وقال "الاحتلال ارتكب مجزرة بحق طالبي المساعدات، هناك من حاول المساعدة، لكن كثافة القصف والنيران حالت دون ذلك، ولا يزال العدد الأكبر من الضحايا في مكانهم".

وكشفت حركة حماس عبر بيان على تليجرام عن ارتفاع عدد القتلى خلال عملية استلام المساعدات بنقاط التوزيع الأمريكية إلى 454 شخصًا، وإصابة نحو 3500 آخرين منذ بدء العمل بالمنظومة الجديدة قبل أقل من شهر.

وذكر البيان أن "هذه الأرقام المرعبة تكشف الطبيعة الإجرامية لهذه الآلية، وتؤكد أن ما يسمى نقاط توزيع المساعدات ليست سوى مصائد موت مدروسة، تُستخدم لإدارة التجويع والإذلال ضمن سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية ضد أبناء قطاع غزة".

وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية عبر التدخل الفوري "لوقف هذه المجازر وتوفير آلية إنسانية آمنة وخاضعة للأمم المتحدة وللرقابة الدولية المستقلة لإيصال المساعدات بعيدًا عن قبضة الاحتلال".

كما دعت إلى تحرّك عاجل وفاعل لفرض وقف فوري وشامل لحرب الإبادة التي تستهدف أكثر من مليونَي إنسان محاصر في قطاع غزة، مشددة على ضرورة تفعيل المساءلة الدولية وملاحقة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال على جرائمهم بحق المدنيين العزّل.

كانت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من أمريكا أعلنت أواخر مايو/أيار الماضي، بدء توزيع المساعدات الغذائية في القطاع، وقالت إن العملية ستعتمد على أربعة مراكز توزيع رئيسية ستفحص خلالها العائلات للتأكد من عدم وجود أي صلة لهم مع حركة حماس، وربما تستخدم تقنية التعرف على الوجوه لهذا الغرض.

في سياق متصل، قُتل سبعة فلسطينيين آخرون، فجر اليوم، نتيجة استهداف جيش الاحتلال تجمعات المواطنين في منطقة زكيم شمال غرب القطاع، أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات من شاحنات دخلت عبر النقطة العسكرية الإسرائيلية، فيما استقبل مستشفى الشفاء جثامين الضحايا وأكثر من 15 مصابًا.

وأفاد مصدر بوزارة الصحة الفلسطينية لـ المنصة بمقتل 22 فلسطينيًا، مساء الاثنين، خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، ووصلت جثامين 11 من الضحايا إلى مجمع ناصر الطبي بخانيونس، حيث كانوا يحاولون الحصول على المساعدات من نقطة التوزيع الأمريكية جنوب غرب مدينة رفح، فيما وصل 11 آخرون إلى مستشفى الشفاء بعد استهدافهم في منطقة زكيم.

إلى ذلك، استهدفت طائرات الاحتلال، فجر الثلاثاء، منزلًا سكنيًا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة بصاروخ حربي، ما أدى إلى تدميره بالكامل على رؤوس قاطنيه، من دون أي سابق إنذار أو تحذير.

وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة بأن الجيران تمكنوا من انتشال جثامين خمسة ضحايا من عائلة قزعاط التي كانت تقيم بالمنزل المستهدف، بينما لا يزال عدد آخر مفقودًا تحت الأنقاض في ظل صعوبة عمليات البحث بسبب كثافة الركام.

وأكد المصدر بوزارة الصحة أن أكثر من 85 جثة وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة، بينهم 52 قتيلًا من طالبي المساعدات، فضلًا عن عشرات الضحايا الذين قضوا في قصف استهدف منازل المواطنين وخيام النازحين في مدن غزة وخانيونس ومخيمي جباليا والنصيرات.

​​وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.