استأنف المطبخ المركزي العالمي/WCK، السبت، عملياته في وسط قطاع غزة، في وقت أكد مصدر طبي بوزارة الصحة الفلسطينية لـ المنصة مقتل أكثر من 50 شخصًا خلال الـ24 ساعة الماضية جراء قصف إسرائيلي.
وقال المطبخ المركزي العالمي، في بيان أمس، "وصلت شاحنات مساعدات إلى فرقنا في غزة لأول مرة منذ أكثر من 12 أسبوعًا. واستأنفنا اليوم الطهي، وهي خطوة حاسمة نحو زيادة إنتاج الوجبات لتلبية الاحتياجات العاجلة للنازحين الفلسطينيين".
وأكد أنه بفضل المكونات التي "وصلت إلى منشآتنا، تُركز فرقنا على إعداد وجبات مغذية ودافئة غنية بالكربوهيدرات، مثل المعكرونة ويخنات البطاطس الشهية. إذ طُهي ما يقرب من 10 آلاف وجبة في اليوم الأول من استئناف العمليات".
وحسب البيان، في السابع من مايو/أيار الماضي، اضطر WCK إلى وقف الطهي في جميع مطابخه ومخبزه المتنقل بعد نفاد كامل مخزوناته الغذائية "شكّل هذا التوقف لحظةً كارثيةً، إذ قطع مصدرًا حيويًا للغذاء اليومي عن عائلاتٍ تواجه بالفعل صعوباتٍ بالغة".
"تُعدّ هذه الشحنة إنجازًا هامًا، لكن آثار الجوع المتواصل لا تختفي بين ليلة وضحاها. فالجوع يترك ندوبًا جسدية ونفسية عميقة، وحتى مع استئناف توزيع الوجبات، لا يزال الضرر الناجم عن انقطاع الوصول لفترات طويلة يؤثر على الأسر والمجتمعات" وفق البيان، الذي أوضح أن المطبخ العالمي قدم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 133 مليون وجبة في جميع أنحاء غزة.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.
ومنذ ذلك الوقت، منع الاحتلال دخول شاحنات المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية والأدوية، متسببًا في مجاعة أصابت أكثر من مليوني فلسطيني.
وسبق أن تعرض ثلاثة من موظفي WCK في ديسمبر/كانون الأول الماضي للقتل إثر استهداف طائرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة كانت تُقلهم بمدينة خانيونس جنوب القطاع.
وتعرضت مخازن المطابخ المجتمعية في مختلف مناطق القطاع في بداية مايو الماضي لسرقات من عصابات وقطاع طرق، كانت أشبه بعمليات السرقات المنظمة حيث تعمدت مجموعات مسلحة مهاجمة مخازن المطابخ من بينها مخازن تابعة للمطبخ المركزي العالمي، ما أجبرهم في حينها على التوقف عن تقديم وجبات الطعام المجانية اليومية.
وعن التطورات الميدانية، واصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية البرية والقصف الجوي مستهدفًا عددًا من المنازل والخيام وتجمعات المواطنين في الشوارع، خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث وصل إلى المستشفيات حتى فجر الأحد أكثر من 250 ضحية، وأكثر من 1100 إصابة آخرين، الغالبية العظمى منهم نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل الآليات العسكرية داخل نقاط توزيع المساعدات الإغاثية التي تديرها شركات أمن أمريكية، حسبما أفاد مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة.
وأشار المصدر الطبي إلى مقتل أكثر من 50 ضحية نتيجة مواصلة الاحتلال لعمليات القصف خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث تركزت عمليات القصف على مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن طائرات الاحتلال استهدفت أكثر من 4 خيام للنازحين في منطقة المواصي غرب المدينة وبشكل منفصل، فيما استهدفت ثلاثة منازل دون تحذير ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المواطنين.
وأشار المصدر إلى كثافة عمليات نسف المربعات السكنية والتفجيرات، شرق المدينة فجر الأحد، بالإضافة إلى تكثيف الاحتلال لعمليات القصف المدفعي بمحيط مقبرة النمساوي المجاورة لمُجمع ناصر الطبي وسط خانيونس.
وارتفع عدد الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات منذ بدء الحرب على غزة إلى 55908 ضحية، و131138 إصابة، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات جراء عدم قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول لمناطق استهدافهم وانتشالهم، حسبما أعلنت وزارة الصحة.