أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي "تدمير أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ"، أو ثلث المنصات التي تملكها إيران، منذ بداية الحرب يوم الجمعة الماضي، فيما قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي "نتصرف حاليًا بضبط النفس، ولم نستخدم كامل قدراتنا".
وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال إيفي دفرين، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، أن "سلاح الجو الإسرائيلي حقق تفوقًا جويًا كاملًا" فوق العاصمة الإيرانية طهران، وأنه "دمر ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، وينجح في تعطيل أجزاء واسعة من هجماتها على إسرائيل"، على حد قوله.
وقال دفرين إن "إيران أطلقت 65 صاروخًا باليستيًا وعشرات المسيرات على إسرائيل في هجومين متتاليين ليلة الأحد وصباح الاثنين"، زعم اعتراض معظمها "على الرغم من أن ثلاثة منها أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص"، وأكد أن "سلاح الجو الإسرائيلي استهدف خلال الليل 20 صاروخًا باليستيًا في وقت واحد في إيران قبل إطلاقها".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل 24 شخصًا جراء الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل منذ الجمعة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن بلاده لا تنوي إلحاق الأذى المتعمد بسكان طهران، متراجعًا عن تعليقات أدلى بها في وقت سابق من اليوم الاثنين. وأضاف "أود توضيح ما هو بديهي: لا نية لإلحاق الأذى الجسدي بسكان طهران كما يفعل الديكتاتور القاتل بسكان إسرائيل". وتابع "سيضطر سكان طهران إلى دفع ثمن الديكتاتورية وإخلاء منازلهم من المناطق التي ستستدعي مهاجمة أهداف النظام والبنى التحتية الأمنية في طهران".
أما نتنياهو، فزعم أن إيران تصنف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنه "عدوها الأول وتريد قتله"، وقال "يريدون قتله. إنه عدوهم الأول. إنه قائد حاسم. لم يسلك قط الطريق الذي سلكه الآخرون لمحاولة التفاوض معهم بطريقة واهية، مانحين إياهم طريقًا لتخصيب اليورانيوم، أي طريقًا نحو قنبلة نووية".
وسبق أن قال مسؤولان أمريكيان، لم تسمهما رويترز، الأحد، إن ترامب عارض في اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لقتل المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو ما رفض نتنياهو التعليق عليه، وقال "هناك العديد من التقارير الكاذبة عن أحاديث لم تحدث قط، ولن أخوض في هذا الأمر".
وفي وقت سابق نقلت أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، قولهم إن تل أبيب طلبت من إدارة ترامب الانضمام إلى الحرب ضد إيران من أجل القضاء على برنامجها النووي.
وسبق أن أعرب ترامب، أمس، عن أمله في أن تتوصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه قال أيضًا "في بعض الأحيان يتعين على الدول أن تخوض القتال حتى النهاية".
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "الأسد الصاعد" التي وصفها بأنها "ضربة استباقية" على البرنامج النووي الإيراني وأهداف عسكرية أخرى، فجر الجمعة. وردت إيران في اليوم نفسه باستهداف عشرات الأهداف والقواعد والبنى التحتية العسكرية، وقال وقتها الجيش الإيراني إنه "نجح في قصف وزارة الدفاع الإسرائيلية رغم محاولات التشويش والاعتراض".
على الجبهة الأخرى، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي "نتصرف حاليًا بضبط النفس، ولم نستخدم كامل قدراتنا؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر يومًا بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر. حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القدرة".
وأكد أن "هذه الحربَ خطيرةٌ وأن أمامنا حربًا صعبةً قد تستمرُّ لأسابيع"، وقال "انتهاء هذه الحرب وانتصارنا على إسرائيل سيغيران الجغرافيا السياسية للمنطقة".
في الأثناء، قالت إيران إن "منظومة الدفاع الجوي أسقطت مسيرة متطورة لإسرائيل في سماء محافظة إيلام". وأوضحت أن هذه المسیرة من طراز MQ9 التي تصنعها شركة جنرال أتوميكس في الولايات المتحدة.
وحسبما نقلت وكالة مهر الإيرانية، قال قائد القوات البرية للجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري، اليوم، إن "وحدة المسيرات التابعة للقوات البرية أطلقت خلال الـ48 ساعة الماضية العشرات من أنظمة المسيرات الانتحارية نحو أهداف داخل الأراضي المحتلة، واستهدفت مواقع تابعة للكيان الصهيوني".
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية في إيران لم تلحق أضرارًا إضافية بموقعي نطنز وفوردو، وهما من أبرز مواقع التخصيب النووي في البلاد.
من جهتها، قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان أبلغ نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، خلال مكالمة هاتفية اليوم، أن أنقرة مستعدة للعب دور الوسيط بهدف استئناف المفاوضات النووية وإنهاء النزاع مع إسرائيل.
أما باكستان فأعلنت اليوم إغلاق جميع معابرها الحدودية مع إيران لفترة غير محددة، على ما قال مسؤولون إقليميون، وقال المسؤول في إقليم بلوشستان المحاذي لإيران قادر باخش بيركاني إن "المرافق الحدودية في جميع المقاطعات الخمس، جاغي وواشك وبنجكور وكيج وكوادر، تم تعليقها".
واستهدفت موجة من الصواريخ الإيرانية، اليوم الاثنين، عدة مناطق في تل أبيب، بينها قاعدة نيفاتيم الجوية، ومناطق بالقرب من مصنع الأمونيا في ميناء حيفا، ومحطة كهرباء حيفا، فيما كشفت هيئة الإسعاف الإسرائيلية عن تسجيل 100 إصابة، و5 قتلى، في جميع المواقع جراء الهجمات.
وأفادت وسائل إعلام بارتفاع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على إيران منذ يوم الجمعة إلى 224 قتيلًا، مشيرة إلى أن 90% منهم مدنيون.