تدرس الولايات المتحدة تقييد دخول مواطني 36 دولة إضافية لأراضيها، فيما يشكل توسعًا كبيرًا في حظر السفر الذي أعلنته إدارة ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، وفقًا لمذكرة صادرة عن وزارة الخارجية اطلعت عليها واشنطن بوست.
ومن بين القائمة الجديدة للدول التي قد تواجه حظرًا على التأشيرات أو قيودًا أخرى 25 دولة أفريقية "بما في ذلك شركاء مهمون للولايات المتحدة مثل مصر وجيبوتي، بالإضافة إلى دول في منطقة البحر الكاريبي وآسيا الوسطى والعديد من دول جزر المحيط الهادي" وفق واشنطن بوست.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لم تسمه واشنطن بوست إن الوزارة لن تُعلق على المداولات أو الاتصالات الداخلية. وحسب الصحيفة الأمريكية، من شأن هذه الخطوة أن تشكل تصعيدًا آخر في الحملة العدوانية التي تشنها إدارة ترامب على الهجرة.
وبدأت التوترات في لوس أنجلوس الجمعة قبل الماضي عندما اشتبك متظاهرون مع مسؤولي إنفاذ القانون الذين كانوا يُجرون مداهماتٍ للتفتيش عن المهاجرين في مواقع متعددة بوسط المدينة، بعد تحركات من إدارة ترامب لتكثيف مراجعة سجلات الهجرة "للقضاء على حالات تجاوز مدة التأشيرات".
ذكرت المذكرة التي وقعها وزير الخارجية ماركو روبيو وأُرسلت أمس السبت إلى الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين مع الدول أن حكومات الدول المدرجة مُنحت مهلة 60 يومًا للوفاء بالمعايير والمتطلبات الجديدة التي وضعتها وزارة الخارجية.
وحددت المذكرة معايير متنوعة عجزت هذه الدول، في تقدير الإدارة الأمريكية، عن الوفاء بها، مثل أن بعض الدول عانت من "احتيال حكومي واسع النطاق"، أو أن لديها أعدادًا كبيرة من مواطنيها الذين تجاوزوا مدة تأشيراتهم في الولايات المتحدة، إضافة إلى مزاعم "النشاط المعادي للسامية من قِبل أشخاص من تلك الدول".
ولم يتضح بعد متى سيتم تطبيق قيود السفر المقترحة إذا لم يتم تلبية المطالب.
وحسب واشنطن بوست، تُمثل القائمة توسعًا كبيرًا في الإعلان الرئاسي الصادر في 4 يونيو/حزيران الحالي، الذي فرضت فيه الولايات المتحدة قيودًا كاملةً على دخول الأفراد من أفغانستان، وميانمار، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن. كما فرضت الولايات المتحدة قيودًا جزئيةً على دخول المسافرين من بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا بموجب ذلك الأمر.
وبعد إعلانه قائمة 4 يونيو، التي لم تشمل مصر، أوضح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، لدى سؤاله لماذا لم يضم مصر لقائمة الدول التي فرض على مواطنيها حظر سفر، أن مصر "شريك مقرب، وتسيطر على الأمور".
ومؤخرًا ألقت السلطات الأمريكية القبض على المصري محمد صبري سليمان الذي هاجم مظاهرات داعمة لإسرائيل في ولاية كولورادو، حيث ألقى على المشاركين زجاجات حارقة، فأصاب عددًا منهم.
وفي بداية ولايته الأولى، حاول ترامب تقييد السفر من إيران والعراق وسوريا والصومال والسودان واليمن وليبيا. وأثارت النسخة الأولى من الحظر ارتباكًا وفوضى في المطارات، وواجهت العديد من التحديات القانونية حتى أيدت المحكمة العليا النسخة الثالثة منه في يونيو 2018، وفق واشنطن بوست.
وفي حين تم إلغاء حظر السفر في عهد إدارة بايدن، تعهد ترامب مرارًا وتكرارًا بإعادة فرضه خلال حملته الانتخابية، قائلًا إنه سيكون "أكبر من ذي قبل".
وفي يوم التنصيب، أصدر البيت الأبيض أمرًا تنفيذيًا يدعو الإدارات الأمريكية، بما في ذلك وزارة الخارجية، إلى البحث عن "الدول في جميع أنحاء العالم التي تكون فيها معلومات التدقيق والفحص ناقصة إلى الحد الذي يبرر تعليقًا جزئيًا أو كليًا على قبول مواطني تلك الدول".
وتعهد في خطاب يوم تنصيبه بوقف ما سمّاه "غزو الحدود والمهاجرين غير الشرعيين إلى أمريكا"، معتبرًا أنهم سبب في ارتفاع نسبة الجرائم في الولايات المتحدة.
ومؤخرًا، أعلنت دائرة خدمات المواطنة والهجرة/USCIS وهيئة الجمارك وحماية الحدود/CBP ووكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك/ICE في الولايات المتحدة عن تكثيف مراجعة سجلات الهجرة "للقضاء على حالات تجاوز مدة التأشيرات الناجمة عن فشل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في إنفاذ القانون".