الطبيب الكندي يبينج جي، بإذن لـ المنصة
الأمن يحتجز المشاركون في المسيرة العالمية إلى غزة عند بوابة الإسماعيلية، 13 يونيو 2025

رغم التوقيف والاعتداء.. المسيرة العالمية إلى غزة: سنواصل حمل الرسالة

محمد الخولي ريم عبد العزيز
منشور السبت 14 يونيو 2025

أكدت المتحدثة باسم المسيرة العالمية إلى غزة ميلاني يوهانا شويتسر، أن المسيرة التي يشارك فيها مئات المتضامنين مع غزة من حول العالم إلى معبر رفح "ستواصل حمل الرسالة"، وذلك بعد توقيف مجموعة من المشاركين بها أمس عند نقطة تفتيش أمنية في طريقهم إلى شمال سيناء، وإصابة بعضهم بجروح إثر اعتداءات مدنيين عليهم في حضور الأمن، ورغم أن السلطات المصرية بدأت في اتخاذ إجراءات قانونية ضد بعض المشاركين قد تشمل الترحيل.

واعتصم مئات المتضامنين من جنسيات مختلفة بين بوابتي الإسماعيلية مساء أمس، بعدما حاولوا المرور منها في طريقهم من القاهرة نحو معبر رفح للمشاركة في المسيرة العالمية إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي، قبل أن يعتدي عليهم مجموعة من المواطنين بحضور أفراد الأمن الذين تدخلوا وأجبروا المتضامنين على ركوب أتوبيسات عادت بهم إلى القاهرة.

وانتشرت فيديوهات لقوات الشرطة أثناء اقتيادها متضامنين دوليين من بيت شباب الإسماعيلية عصر أمس وإجبارهم على استقلال أوتوبيسات تمهيدًا لترحيلهم.

كما انتشرت فيديوهات على انستجرام فيديوهات لقوات الأمن أثناء توقيفها السيارات على طريق القاهرة الإسماعيلية وسؤالهم عن جوازات سفر الركاب.

وقال المنظمون في البيان الذي اطلعت عليه المنصة، إن القوات الأمنية أوقفت المشاركين لدى مرورهم من إحدى نقاط التفتيش لعدة ساعات دون تقديم تفسير واضح. وردًا على ذلك، جلس بعضهم على جانب الطريق، دون أن تصدر عنهم أي أعمال عنف في أي وقت. لاحقًا، جرى توقيف عدد من الأفراد وأصيب بعضهم بجروح.

وتابع البيان، "حتى الآن، لم تُوجّه أي تهم جنائية لأي مشارك، ولم تُسجّل بحقهم أي مخالفات قانونية"، لافتًا إلى أن المجموعة التي أوقفت ضمّت مشاركين من أكثر من 80 دولة كانوا يقيمون في فنادق متفرقة في القاهرة والإسماعيلية، وتوجهوا إلى نقطة تجمع للقاء  المباشر الأول بينهم، قبيل انطلاق المسيرة السلمية المقررة لاحقًا هذا الأسبوع.

وكان من المقرر أن تبدأ المسيرة رحلتها البرية نحو معبر رفح أمس الجمعة، لتنتهي باعتصام سلمي على مشارف قطاع غزة للمطالبة بإدخال المساعدات وإنهاء الحصار.

وجاء في بيان المسيرة العالمية "كان من المخطط أن يستريح المشاركون وينسقوا صفوفهم وينتظروا التوجيهات التالية، بالتوازي مع مواصلة المفاوضات مع السلطات المصرية للحصول على تصريح رسمي بالتوجه إلى رفح".

وبحسب البيان قالت المتحدثة باسم المسيرة ميلاني يوهانا شويتسر "جئنا لنقف إلى جانب غزة، وما زلنا صامدين. سنتماسك، ونتكافل معًا، وسنواصل حمل رسالتنا. ما نواجهه هنا لا يُقارن بما يواجهه الفلسطينيون في غزة يوميًا".

ولم تكشف المسيرة في بيانها إن كان أحد المشاركين في المسيرة لا زال قيد التوقيف، فيما أكد النائب الأيرلندي بول مورفي، عضو حزب "الناس قبل الربح" على إكس مساء أمس، إطلاق سراحه مع عدد من المواطنين الأيرلنديين بعد احتجازهم من قبل السلطات أثناء مشاركتهم في المسيرة، مشيرًا إلى أن السلطات لا تزال تحتفظ بموبايلاتهم.

ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأيرلندي، سيمون هاريس، أنه تحدث مع مورفي صباح اليوم، وأن جوازات سفر جميع المواطنين الأيرلنديين أُعيدت إليهم، بينما لا تزال بعض الموبايلات محتجزة.

لا تراجع

إلى ذلك قال صامويل كريتينان، أحد منظمي المسيرة، لـ المنصة "ما زلنا نحاول التأكد من أن الجميع بخير، نحاول التواصل مع المجموعات المختلفة للاطمئنان".

وأضاف "ليس واضحًا حتى اللحظة ما هي الخطوة القادمة، لكننا لن نتخلى عن المسيرة. منذ البداية ونحن نعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، ولكننا عازمون على الوصول إلى رفح للمطالبة بفتح ممر إنساني وإنقاذ الناس في غزة. نحن هنا من أجل غزة".

وشدد كريتينان على أنه لا يمكن "أن نغفل عن حقيقة أن الوضع في فلسطين بالغ الخطورة، وأن إخوتنا يُبادون اليوم، لا بالقصف فقط، بل بالجوع أكثر من أي شيء آخر. لذلك، نحن مصممون على مواصلة جهودنا لإيصال المساعدات الغذائية لهم، ولا خيار أمامنا سوى الاستمرار في الطريق الذي نسلكه حاليًا".

وأشار  إلى أن جميع المشاركين في المسيرة حضروا إلى مصر بشكل شخصي و"لن نطلب من أحد البقاء أو الرحيل، كل شخص من حقه اتخاذ القرار بشكل فردي. كل ما نفعله هو محاولة التنسيق بين الجميع لنتحرك معًا".

وأكد أنهم على تواصل مع سفارات دولهم، و"هذا هو السبب الذي أوقف الترحيل القسري، كان هناك سفراء ودبلوماسيون في المطار منعوا الترحيل لأنه مخالف للقوانين الدولية، لهذا السبب أخذتنا الحافلات إلى المطار، لكنهم لم يستطيعوا إجبار أحد على المغادرة".

غزة ما زالت محاصرة

وعن تأثير ما يحدث بين إيران وإسرائيل قال كريتينان "ما يحدث في إيران لن يغير شيئًا بالنسبة لنا، غزة ما زالت محاصرة، بل هي اليوم بحاجة إلينا أكثر من أي وقت مضى، بعد انقطاع الاتصالات الكامل، نحن هنا من أجل غزة ولم يتغير شيء".

وعن سبب اختيار مصر كنقطة عبور بدلًا من إسرائيل، قال كريتينان، "لقد كنا واضحين دائمًا مع الحكومة المصرية في أن هذه إبادة جماعية غربية، ولم تكن مصر هدفًا لنا أبدًا. التقينا السفراء، وكتبنا ذلك مئات المرات، وطلبنا المساعدة من الحكومة. المساعدات مكدسة في رفح، ونحن نطلب الشيء نفسه الذي تطلبه مصر".

ومن جانبها قالت الناشطة السويسرية ومقدمة بودكاست عن فلسطين، إيما بورجاس، لـ المنصة إن إسرائيل لن تسمح لهم بالدخول أبدًا "لأن العديد من المشاركين في المسيرة هم من أصول فلسطينية"، مشددة على أن "المسيرة كانت تحركًا سلميًا، وأبلغنا الحكومة المصرية بها عبر سفارات مختلفة، بل التقينا بالفعل بعدد من ممثلي السفارات ولم نتوقع أبدًا ما حدث". 

وكانت إسرائيل طالبت الأربعاء السلطات المصرية بمنع الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة ومحاولة الدخول إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية وألا تسمح لهم بالقيام باستفزازات أو محاولة دخول غزة، وهي خطوة من شأنها أن تعرض سلامة الجنود (الإسرائيليين) للخطر ولن يُسمح بها".