صفحة رئاسة مجلس الوزراء على فيسبوك
رئيس الوزراء مصطفى مدبولي يشهد توقيع عقد إطلاق مدينة "جريان"، 1 يونيو 2025

"البيئة" تشترط إقامة محطة معالجة لمياه مشروع جريان.. ومخاوف من ارتفاع التكلفة

عبدالله البسطويسي
منشور الثلاثاء 17 يونيو 2025

كشف مصدر بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، مطلع على ملف مشروع مدينة جريان في السادس من أكتوبر، أن وزارة البيئة اشترطت تنفيذ محطة متطورة لمعالجة المياه، لضمان صلاحيتها للشرب لسكان المدينة، وسط مخاوف من تلوث ناتج عن وجود أحد المصارف الذي يصب في امتداد فرع رشيد.

وبداية يونيو/حزيران الجاري، وقعت الحكومة ممثلة في جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة عقود تطوير مدينة جريان مع تحالف من القطاع الخاص مكون من شركات بالم هيلز وماونتن فيو وnations of sky.

وبينما تم الترويج للمشروع تحت شعار "شقة على النيل في الشيخ زايد"، حذر مراقبون من إهدار المياه في مشروع سكني، لكن رئيس الوزراء عقب على ذلك بقوله إن مد المياه كان مخططًا من قبل المشروع بهدف استصلاح أراض جديدة بمساحة أربع أو خمس محافظات، وسيتم استغلال عائد المشروع السكني لخدمة المشروع الزراعي.

وأضاف المصدر لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، أن إقامة المشروع السكني يستلزم معالجة دقيقة للمياه قبل استخدامها.

وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، الأمر نفسه، مشيرًا إلى أن معالجة مشكلة تلوث المياه في "جريان" تتطلب استثمارات ضخمة لمواجهتها.

وشرح شراقي لـ المنصة، أن "تكاليف تنفيذ المدينة كبيرة نظرًا لارتفاع سطح الأرض عن المياه بحوالي 100 متر ما يتطلب تنفيذ محطات ضخ عديدة بخلاف محطات معالجة المياه وتكاليف البناء نفسها".

وبينما أكد رئيس الوزراء أن الترويج لمدينة سكنية جديدة تطل على النيل يرفع من قيمة الأرض ما يمثل عائدًا كبيرًا للدولة، لم تفصح الحكومة بعد عن تكلفة البنية الأساسية التي ستتحملها في شراكتها مع القطاع الخاص لتنفيذ هذه المدينة، لكنها قالت إن "التكلفة والعوائد الاستثمارية المتوقعة للمشروع تصل إلى نحو 1.5 تريليون جنيه".

واتفق المصدر بهيئة المجتمعات العمرانية مع شراقي، في ارتفاع تكلفة المشروع لكنه قال إن "عوائده ستغطي كل تكاليف التنفيذ وسيحقق أرباحًا مجزية في ظل زيادة القيمة الاستثمارية للوحدات بفضل الإطلالة على النيل".

وأعلنت الحكومة عن تفاصيل مشروع "الدلتا الجديدة" في 2021، الذي يتم تنفيذه بالاعتماد على مد فرع جديد للنيل من فرع رشيد إلى الصحراء الغربية، وتعد مياه الصرف الزراعي أحد المصادر الرئيسية للمياه في استصلاح "الدلتا الجديدة"، وسبق وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن تكلفة معالجة المياه لهذا المشروع "كبيرة جدًا".