شهدت محافظة الإسكندرية في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، رياحًا شديدة مصحوبة بأمطار رعدية غزيرة، كما تساقطت الثلوج على بعض المناطق، ما تسبب وفق شاهد تحدث إلى المنصة في غرق سيارات وتكاتك في نفق أبو قير، وأضرار مادية لم تقدم أي جهة حكومية أو محلية حصرًا بها.
وفيما لم تصدر الهيئة العامة للأرصاد الجوية أي بيانات بشأن الطقس السيئ في الإسكندرية وبعض المناطق على ساحل البحر المتوسط، تقدم النائب أيمن محسب بسؤال برلماني إلى كل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، ورئيس هيئة الأرصاد، بشأن غياب أي تحذيرات مسبقة للمواطنين، وتقصير الجهات التنفيذية في الاستعداد للتقلبات المناخية المفاجئة.
وقال أحمد علي، وهو من سكان إحدى العمارات القديمة في منطقة 45، إنه شعر أن منزله "كله كان بيتهز من الرياح، مكناش. مكناش عارفين نعمل إيه ننزل الشارع اللي بقى بركة مية، ولا نفضل في البيت وإحنا خايفين يطربق فوق دماغنا، المية كانت داخله علينا الشقة من كل مكان".
وتابع وهو يتحدث إلى المنصة منتقدًا غياب أي تحذيرات حكومية "المفروض كان يبقى في تحذيرات كفاية تخلينا نعمل حسابنا، عشنا ساعتين رعب، الأطفال كانوا هيموتوا من الخوف".
وقبيل الساعة العاشرة من مساء الجمعة، نشرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، تنويهًا على فيسبوك، عن حالة الطقس المتوقعة السبت، قالت فيه إن "هناك فرصة لسقوط أمطار خفيفة الى متوسطة قد تكون رعدية أحيانًا، على مناطق من السواحل الغربية وشمال الوجه البحرى تمتد خفيفة إلى مناطق من جنوب الوجه البحرى على فترات متقطعة، ونشاط رياح على مناطق من الوجه البحرى والسواحل الشمالية الشرقية".
وتبعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تنويهها، بإشارة في العاشرة والنصف من مساء الجمعة، إلى أن صور الأقمار الصناعية تنبأ بـ"تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة الرعدية على مناطق متفرقة من السواحل الشمالية الغربية يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة".
فيما لم تطلق السلطات المحلية في الإسكندرية أي تحذيرات للمواطنين، قبل العاصفة، وخلت الصفحة الرسمية لمحافظة الإسكندرية على فيسبوك، من أي إشارة أو توقعًا لحالة المناخ.
وفي مايو/أيار 2023، رتَّب قانون إعادة تنظيم هيئة الأرصاد الجوية غرامة باهظة على تقديم خدمات الأرصاد الجوية دون ترخيص من الهيئة، أو نشر أخبار غير صحيحة عن حالة الطقس، تصل في حدها الأقصى إلى خمسة ملايين جنيه.
أما محمود حسن الذي يعمل سائق توكتوك، فقد تمكَّن بصعوبة من إنقاذ التوكتوك الخاص به بعد أن تعطل في نفق سيدي بشر. مضيفًا لـ المنصة "شفت هناك موتوسيكلات وتكاتك غرقانة، صحابها مش عارفين يطلعوها من النفق اللي بقى زي البحيرة. المية كانت حوالي متر ونص، لو كنا نعرف إن في عواصف مكناش نزلنا متأخر، إحنا كنا نازلين نسترزق مش سهرانين بره بكيفنا يعني".
كما انتشرت عبر فيسوك صور ومقاطع فيديو لمركبات غارقة في نفق سيدي بشر، وسيارات محطمة، ولافتات إعلانية، اقتلعتها الرياح. ونشرت مواقع إخبارية أنباءً عن انهيار أجزاء من عقار بشارع تانيس في منطقة كامب شيزار، فيما قال شهود عيان لـ المنصة من أحياء مختلفة في الإسكندرية إن أجزاءً من شرفات انهارت، ونوافذ زجاجية وخشبية تحطمت وتطايرت من شدة الرياح.

آثار الأمطار الرعدية والثلوج على الإسكندرية، 31 مايو 2025وانتقد العالم بوكالة ناسا الدكتور عصام حجي، في تغريدة على إكس، التعامل "مع العلم بالاستخفاف والتكذيب، من أصوات، تخادع متخذي القرار". وحذر من أن "شدة العواصف وتغير أوقاتها ناتج عدة تغيرات مناخية ستؤدي أيضًا لمزيد من انهيارات المباني".
وأعلنت محافظة الإسكندرية، في بوست على فيسبوك فجر السبت، أن المحافظ الفريق أحمد خالد حسن سعيد، كلف الأجهزة المعنية باتخاذ حزمة من الإجراءات الفورية للتعامل مع الموقف وضمان انسيابية تصريف المياه والحفاظ على كفاءة الشبكات.
كما أعلنت المحافظة تكثيف تواجد الأتوبيسات في مختلف المناطق لتسهيل انتقال الطلاب لأداء الامتحانات، عقب موجة الطقس غير المستقر والرياح الشديدة التي شهدتها المحافظة فجر اليوم.