محكمة أمريكية تقضي بإلغاء الرسوم الجمركية.. والبيت الأبيض يطعن على الحكم

قضت محكمة أمريكية متخصصة بقضايا التجارة الدولية بإلغاء الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بنسبة 10% على جميع السلع التي تستوردها الولايات المتحدة.

ومطلع أبريل/نيسان الماضي، أعلن ترامب، عن فرض حد أدنى للرسوم الأمريكية على كل واردات بلاده بنسبة 10%، مع رفعها لمستويات أعلى على أكبر الدول المصدرة لأمريكا، ما أطلق عليه إجراءات "يوم التحرير"، في تصعيد قوي للحرب التجارية التي يشنها بهدف جذب استثمارات للولايات المتحدة بدلًا من التصنيع في الخارج.

وقالت محكمة التجارة الدولية الأمريكية إن الكونجرس وحده من يملك صلاحية فرض مثل هذه الرسوم.

وأضافت أنه "لا يمكن للرئيس أن يتذرع بقانون الاستجابة الاقتصادية الطارئة لعام 1977 لفرض رسوم إضافية غير محدودة، على المنتجات المستوردة من كل الدول تقريبًا".

وشددت المحكمة في قرارها على أن "قانون القوى الاقتصادية الطارئة الدولية يسمح للرئيس بفرض العقوبات الاقتصادية اللازمة في حالة الطوارئ لمكافحة تهديد غير عاد وغير معهود".

ولفت الحكم إلى أن المراسيم التي وقعها ترامب في 2 أبريل وفرض بموجبها على كل المنتجات التي تستوردها بلاده رسومًا جمركية تتراوح بين 10 و50%، بحسب البلد المصدّر، "تتجاوز الصلاحيات الممنوحة للرئيس بموجب قانون الاستجابة الاقتصادية الطارئة لتنظيم الواردات من خلال استخدام الرسوم الجمركية".

على الفور، طعن البيت الأبيض على قرار المحكمة الذي يحرم ترامب من السياسة الاقتصادية المركزية، ما يعني أنه لن يتم العمل بقرار المحكمة حتى البت في الطعن.

وندد المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي، بالقرار، وقال إنهم "قضاة غير منتخبين يفتقرون إلى القدرة على اتخاذ قرار بشأن كيفية إدارة حالة طوارئ وطنية على النحو السليم".

وأضاف المتحدث في بيان، أن "الرئيس ترامب تعهد بوضع أمريكا في المقام الأول، والإدارة ملتزمة باستخدام كل أدوات السلطة التنفيذية للاستجابة لهذه الأزمة واستعادة عظمة أمريكا".

وتعد إجراءات "يوم التحرير" التي فرضها ترامب امتدادًا للسياسات التي اتبعها خلال فترته الرئاسية الأولى، كما قام منذ بداية هذا العام بتصعيد القيود على عدد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بدأها برسوم على بضائع صينية بنسبة 10% في فبراير/شباط الماضي، وفي مارس/آذار الماضي فرض رسومّا بـ25% على كل واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم.

وفي الحرب التجارية كان الصراع الأمريكي الصيني هو الأكثر اشتعالًا بعدما رفع ترامب الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% بسبب الرسوم الانتقامية التي فرضتها بكين على واردات بلاده، قبل أن تعلن واشنطن وبكين عن توصلهما إلى اتفاق مشترك يشمل تعليق جزء كبير من الرسوم لمدة 90 يومًا.