تصوير سالم الريس، المنصة
فلسطينيون يتفقدون منازلهم بعد استهداف جيش الاحتلال المفاجئ لها، 18 مارس 2025

مجازر متتالية في غزة.. ونزوح أكثر من 300 ألف مواطن من الشمال

سالم الريس
منشور الأحد 18 مايو 2025

توالت المجازر الإسرائيلية حتى فجر الأحد، وراح ضحيتها ما يزيد عن 120 شخصًا، أكثر من نصفهم أطفال ونساء، حسب مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة، ما أدى إلى تكدس جثامين الضحايا داخل وخارج قسم المشرحة بمُجمع ناصر الطبي.

وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس، في بيان مساء السبت على واتساب، إن جيش الاحتلال دمر نحو ألف وحدة سكنية، وتسبب في نزوح أكثر من 300 ألف مواطن من شمال غزة، نتيجة كثافة القصف الإسرائيلي وارتكاب المجازر بحق المدنيين خلال الـ48 ساعة الأخيرة.

وأوضح أن من بين الضحايا نحو 140 ما زالت جثامينهم تحت الأنقاض، مضيفًا "هذه جريمة مركّبة تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف التي تفرض حماية المدنيين وتسهيل عمليات الإنقاذ في أوقات الحرب".

ولفت البيان إلى تعمد مسيرات الاحتلال حرق مئات الخيام المخصصة لإيواء نازحين في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا وفي بيت لاهيا ومناطق أخرى شمال قطاع غزة، وذلك وسط "صمت دولي مريب ومشاركة فعلية في جريمة الإبادة الجارية".

وفي مدينة غزة، التي فُرض عليها استقبال مئات العائلات النازحة، قال الإعلام الحكومي إنه لا يوجد فيها خيام أو مراكز إيواء كافية "حيث إن آلاف العائلات باتت في الشوارع دون مأوى، ما ينذر بكارثة إنسانية مركّبة مع انعدام أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء ودواء، في ظل حصار خانق وقصف متواصل".

واستمرت الهجمات الإسرائيلية على بلدتي بيت لاهيا وجباليا شمالًا، ووصل مستشفى الإندونيسي نحو 25 ضحية، فيما لا يزال غالبية الضحايا تحت الأنقاض، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وشنت طائرات الاحتلال فجرًا أكثر من 10 غارات في محيط مستشفى العودة، تأكد بعدها مقتل 5 من عائلة واحدة، فيما لم تتمكن سيارات الإسعاف على الوصول للمنطقة أو إحصاء الحصيلة النهائية للضحايا، حسب مصدر في الإسعاف لـ المنصة.

وفي مدينة غزة، وصل مستشفيي الشفاء والمعمداني 27 ضحية نتيجة استهداف تجمعات للمواطنين، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وقتل الاحتلال 10 من عائلة واحدة بحي التفاح شرق غزة، استهدفهم بصاروخ، حسب شاهد عيان لـ المنصة.

وفي وسط القطاع، وبعد توغل 3 آليات إسرائيلية في منطقة أبو العجين، وإطلاق عشرات القذائف المدفعية على المناطق المحيطة، أطلق جنود الاحتلال الرصاص باتجاه شارع صلاح الدين، حيث أصبح المرور وتنقل المواطنين عن طريقه بين مدينتي دير البلح وخانيونس يشكل خطرًا على حياتهم.

وقُتل 4 مواطنين نتيجة القصف، ووصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.

وارتكب الاحتلال مساء السبت مجزرتين وسط وغرب دير البلح، استهدفت إحداهما مخزنًا تموينيًا تابعًا لجمعية سفينة الخير.

وقال شاهد لـ المنصة إن الاحتلال أطلق طائرة انتحارية نحو المكان ولم تنفجر، وبعد لحظات ورغم تجمعات المواطنين الكثيفة في المكان أطلق صاروخ استطلاع مباشرًا على المخزن، ما تسبب في مقتل عدد من النساء والأطفال والشباب، خلال محاولتهم الحصول على كوبون غذائي.

وأفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة بنقل 9 ضحايا بينهم 4 نساء و5 جرحى في مجزرة إسرائيلية جراء قصف منزل فجرًا في وسط القطاع.

وفي خانيونس قُتل 59 ضحية، جراء استهداف خيامهم بالصواريخ الحربية في منطقة المواصي غربًا.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن غارةً إسرائيليةً استهدفت خيام النازحين بشكل مباشر بجوار المستشفى الميداني الكويتي تسببت في مقتل 24 شخصًا.

وأوضح المصدر أن من بين الضحايا 6 من عائلة واحدة، بينهم شاب وزوجته وأطفاله الاثنان، حيث مُسحت عائلته من السجل المدني.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن النيران ابتلعت أكثر من 30 خيمة، ما تسبب في حرق خيام وأمتعة عدد كبير من العائلات النازحة.

وفي مجزرة أخرى استهدفت خيام النازحين في المواصي أيضًا، قُتل 11 من الضحايا جراء استهداف خيامهم، وفق شاهد عيان لـ المنصة.

وأكد مصدر صحفي ثانٍ لـ المنصة مقتل ثلاثة من عائلة واحدة فجرًا نتيجة قصف خيمتهم غرب خانيونس.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.