صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك
حركة الملاحة في قناة السويس، 6 أغسطس 2023

"شركات ملاحية" تتوقع العودة لقناة السويس.. ومصدر: شريطة وقف الحرب

محمد اسماعيل
منشور الأحد 18 مايو 2025

توقع عدد من ممثلي الخطوط الملاحية عودة شركات الشحن للعبور من خلال قناة السويس بفضل التخفيضات التي أعلنت عنها الهيئة الأسبوع الماضي، حسب 3 مصادر تحدثت لـ المنصة، فيما ربط أحدهم العودة الكاملة للقناة بإعلان كل الأطراف وقف الحرب بشكل كامل.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2023، عدلت شركات الملاحة العالمية مسارها للدوران من رأس الرجاء الصالح بدلًا من قناة السويس، لتجنب هجمات مسلحة نفذتها جماعة الحوثي اليمنية ضد السفن، ردًا على التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي محاولة لاجتذاب الشركات مرة أخرى، أعلنت هيئة قناة السويس الثلاثاء الماضي اعتزامها خفض رسوم عبور سفن بعض شركات الملاحة بنسبة تتراوح من 12 إلى 15% لفترة محددة ستعلنها لاحقًا، بهدف تشجيع المزيد من السفن على استخدام القناة.

وأكد رئيس غرفة ملاحة بورسعيد ورئيس مجلس إدارة توكيل ميتشل جونيور/Mitchell Jr عادل اللمعي لـ المنصة أن التخفيضات التي أقرتها الهيئة جاءت بناءً على طلب من شركات الشحن الدولية، وتستهدف بالأساس مساعدة الكيانات في تقليص نفقاتها من الطرق البديلة التي تضاعف المسافة والتكلفة.

وتوقع اللمعي أن تبدأ قيادات الخطوط الملاحية في وضع الخريطة الجديدة للإبحار من المجرى المصري خلال يونيو/حزيران المقبل.

ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف قصف الحوثيين في اليمن بعد تعهد الجماعة اليمنية بعدم استهداف السفن الأمريكية وإعاقة حركتها في الشرق الأوسط، فإن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع أشار إلى استمرار شعور الشركات بالقلق من المرور في ظل مرور الصواريخ من اليمن إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر.

من جهته، أكد المدير التجاري لخط وان الياباني أحمد طارق أن الاتفاقية التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية مع جماعة الحوثيين، إلى جانب التخفيضات التي أقرتها هيئة قناة السويس، من المؤكد أن يكون لها صدى على المدى القصير لدى الناقلين الدوليين، وبدء دراستهم بجدية لعودة العبور من القناة مرة أخرى.

وأضاف طارق لـ المنصة أن حوافز قناة السويس لا تمثل إلا دافعًا، لكن المشكلة في الأساس تتركز في تخوف الخطوط الملاحية من الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين من حين لآخر على السفن التجارية، وهو حذر مطلوب ومهم ولا يمكن تجاهله بشكل مطلق طالما لم يتم الإعلان صراحة من كل الأطراف توقف تام للهجمات.

وقال إن "الكثير من شركات الشحن لديها تعاون مع نظيرتها زيم الإسرائيلية، والاتفاق بين واشنطن والحوثيين مقتصر على الناقلات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتبعية باقي الخطوط ما زالت تشعر بتخوف من الهجمات المتقطعة".

وأوضح أن الشركات الملاحية ستضع الخريطة الجديدة لطرق الشحن البحرية حال إعلان توقف الهجمات صراحة ومن كل الأطراف المعنية، لأن غالبية الشركات اعتادت العبور من رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي، وعودتها يتطلب تعديلًا كاملًا للشحنات، والعملاء وطبيعة الخدمات المقدمة.

وأشار إلى صعوبة إغفال أهمية العبور من قناة السويس التي تتيح فرصًا كبيرة أمام شركات الشحن في إضافة خدمات جديدة وزيادة المنقول خاصة من الخامات التي تحتاجها مصانع الدول العربية، وتعويض تراجع طلبات الشحن خلال العامين الماضيين بسبب ارتفاع التكلفة.

وأكد رئيس شركة تاروس ميد إيجيبت/Tarros MED Egypt‎، وكيل خط التاروس الإيطالي، هاني عبد الرشيد، أن تخفيضات الهيئة بادرة جيدة في وقت تسعى الخطوط الملاحية بكل فئاتها لخفض تكاليف المصروفات التي ارتفعت بشكل كبير خلال العامين الماضيين بسبب التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر التي فرضت عليها البحث عن طرق بديلة لقناة السويس.

وأوضح عبد الرشيد لـ المنصة أن الناقلين الدوليين لم تكن لديهم أزمة في رسوم العبور مطلقًا، كون المشكلة التي تعاني منها منطقة البحر الأحمر سياسية بالدرجة الأولى وليست مالية، وقال "لا يمكن التغافل عن وجود قناعة لدى شركات الشحن بمخاطر المرور من منطقة باب المندب".

وتمر عبر قناة السويس نحو 10% من حركة التجارة العالمية، وتعتمد عليها القاهرة لتأمين العملة الأجنبية، إذ بلغت إيراداتها في عام 2023 نحو 9.4 مليارات دولار، وفق BBC. لكن الحركة التجارية في القناة تراجعت بعد أن بدأت جماعة الحوثيين في اليمن استهداف السفن التجارية "المرتبطة بإسرائيل" في البحر الأحمر، ردًا على الحرب المستمرة في قطاع غزة.

وأثرت تداعيات الحرب الإسرائيلية في خفض إيرادات قناة السويس، التي تعد ضمن مصادر البلاد الرئيسية من النقد الأجنبي، بأكثر من 60% خلال العام المالي 2023-2024، في وقت تستهدف مصر زيادة إيرادات القناة إلى 88.1 مليار دولار خلال الفترة من 2024 حتى 2030، وفق إندبندنت عربية.