قالت مؤسسة غزة الإنسانية/GHF، مساء أمس، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفقًا للآلية السابقة المعتمدة، لتتمكن المؤسسة الأمريكية من استكمال إنشاء بنيتها التحتية اللازمة لتوزيع المساعدات الغذائية والصحية، وبما يضمن عدم وصولها إلى حركة حماس، وفق أكسيوس.
وذكر الموقع الأمريكي أن القرار الإسرائيلي جاء بعد شهرين من إغلاق إسرائيل المعابر ومنعها دخول المساعدات، رغم التحذيرات الأممية من نفاد الإمدادات الغذائية.
ورغم إعلان المؤسسة عن تلقيها ردًا إيجابيًا من الحكومة الإسرائيلية على رسالتها، لم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي، بحسب الموقع ذاته.
ووفقًا لأكسيوس، فإن مؤسسة غزة الإنسانية ستبدأ عملياتها الإغاثية قبل نهاية مايو/أيار الحالي بعد سلسلة من المناقشات مع مسؤولين إسرائيليين، تضمنت التوافق على السماح بتدفق مساعدات انتقالية حتى يتم الانتهاء من تجهيز مراكز توزيع آمنة خاصة بالمؤسسة.
وأكد المدير التنفيذي للمؤسسة جيك وود أن استئناف إرسال المساعدات كان شرطًا أساسيًا لإطلاق آلية توزيع جديدة، قائلًا "لا وقت لانتظار الظروف المثالية، تقع على عاتقنا مسؤولية العمل دون المساس بقيمنا، واليوم نقترب خطوة أخرى من تحقيق ذلك".
وفي بيان لها، أوضحت المؤسسة أنها دخلت المرحلة النهائية من تأمين كميات كبيرة من المساعدات الغذائية، على أن تقدم أكثر من 300 مليون وجبة خلال أول 90 يومًا من عملياتها في القطاع.
كما كشف أكسيوس عن رسالة رسمية وجهتها المؤسسة إلى الحكومة الإسرائيلية، طالبت فيها بتوسيع عدد مراكز توزيع المساعدات الآمنة في قطاع غزة، وتوفير حلول لتسهيل إيصالها إلى المدنيين غير القادرين على الوصول إلى هذه المراكز، إضافة إلى تحديد مواقع لتوزيع المساعدات في شمال القطاع خلال 30 يومًا، مع التأكيد على ضرورة أن يكون أي نزوح مدني محتمل "مؤقتًا وطوعيًا، ولأغراض الحماية فقط".
وتزامن هذا التطور مع جلسات مكثفة تُعقد في قطر بمشاركة وفد أمريكي، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفق ما أوردته القناة الإسرائيلية 13، ونقلت القناة عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لن يتراجع عن رفضه إنهاء الحرب بشكل نهائي"، مشيرًا إلى وجود خطط جاهزة لتوسيع العمليات العسكرية، قد يتم إقرارها خلال ساعات إذا لم تُحرز تقدمات في المفاوضات.
ميدانيًا، شهد قطاع غزة، فجر اليوم، تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق، حيث كثف جيش الاحتلال قصفه المدفعي والجوي على مناطق شمال القطاع، خاصة جباليا وبيت لاهيا، ما أسفر عن مقتل 73 شخصًا في مختلف المناطق، بينهم 58 في مدينة خانيونس.
وأفادت مصادر صحفية بسقوط عشرات القذائف المدفعية على مناطق مفتوحة، إضافة إلى قصف منازل سكنية، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة عشرة آخرين في جباليا، بينما أُصيب 11 آخرون في استهداف آخر بحي السلاطين ببيت لاهيا.
وفي مدينة غزة، استهدفت طائرات مروحية منزلًا في مخيم الشاطئ، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة، فيما أدى قصف جوي آخر على شقة سكنية بشارع الوحدة إلى سقوط أربعة شهداء وعدد من الجرحى.
أما في خان يونس جنوب القطاع، فقد شن الطيران الحربي سلسلة غارات على أكثر من ثمانية منازل وخيمة تؤوي نازحين، بالإضافة إلى غرفة أمن تابعة لمركز "جولدن مول" التجاري، وأفادت مصادر طبية في مجمع ناصر باستقبال أكثر من 80 إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب 20 قتيلًا بينهم رضيع لا يتجاوز عمره بضعة أيام.
وفي دير البلح وسط القطاع، أدى قصف مروحي على منزل مأهول يعود لعائلة النباهين إلى مقتل أم واثنين من أبنائها، وإصابة باقي أفراد العائلة، حيث نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
ولا تزال طواقم الإسعاف والدفاع المدني تبحث عن ضحايا تحت الأنقاض في عدة مناطق مستهدفة وسط تدهور الأوضاع الإنسانية والميدانية بشكل حاد.
ومنذ 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.