قُتل صحفيان فلسطينيان في قصفين إسرائيليين استهدفا مدرسة بحي التفاح ومطعمًا قُرب مستشفى الشفاء بقطاع غزة، اليوم، وأسفرا عن مقتل 47 مدنيًا وإصابة العشرات.
وقعت "المجزرة الأولى" في مدرسة الكرامة بحي التفاح شرق مدينة غزة، والتي تؤوي مئات النازحين، حيث قصف الاحتلال المبنى بصاروخ حربي مباشر دون سابق إنذار، ما تسبب في مقتل 22 شخصًا وإصابة آخرين، حسب شهود عيان لـ المنصة، قبل أن يقصف الاحتلال المبنى ذاته خلال محاولة انتشال القتلى والجرحى.
وخلال القصف قُتل الصحفي نور الدين عبدو، الذي هرع إلى المدرسة بعد استهدافها الأول وعمل على نقل مشاهد من "المجزرة" الإسرائيلية، لكن معاودة الاحتلال القصف أودى بحياته.
وكان عبدو يعمل مذيعًا ومحررًا مع عدد من وسائل الإعلام، كما عمل أخيرًا على توثيق المجازر الإسرائيلية بهاتفه.
وقال أحد شهود العيان "صار انفجار في مبنى المدرسة وانتشر الدخان والركام وجثامين الضحايا، حاولنا ننتشل المصابين والجرحى من بين الدمار لكن بسبب انخفاض طائرة كوادكوبتر اضطرينا نتركهم ونبعد"، وأضاف "حاول بعض الشباب العودة لإنقاذ المصابين، وأثناء ذلك قصفهم جيش الاحتلال مرة أخرى ما تسبب في مقتل وإصابة عدد آخر".
أما "المجزرة الثانية"، فوقعت غرب مدينة غزة، حيث استهدفت طائرات الاحتلال مطعم التايلندي ومفترق شارع الوحدة القريب من مستشفى الشفاء، ما أدى إلى مقتل 40 شخصًا على الأقل، في حصيلة أولية، حسب مصدر طبي في مستشفى الشفاء لـ المنصة.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن المطعم كان يستقبل عددًا من الزبائن لحظة الاستهداف ما تسبب في مقتل بعضهم وإصابة آخرين، دون سابق إنذار، فيما أشار شاهد آخر إلى انتشار جثامين الضحايا والجرحى من مختلف الفئات والأعمار على مفترق الوحدة الذي كان يعج بحركة الباعة والزبائن.
وأوضح الشاهد أنّ "شظايا الصاروخ لحظة الانفجار، تطايرت لتستقر في أجساد المدنيين وسط الشارع وعلى الأرصفة في مشهد دموي".
وجراء القصف قُتل المصور الصحفي يحيى صبيح، الذي كان يتعاون مع عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، واستقبل مولودته صباح اليوم، وكان يجلس مع زوج شقيقته في المطعم القريب من مستشفى الحلو الدولي، بعد فرحته بالمولودة، بحسب ما قال مصدر عائلي لـ المنصة.
ووثق صبيح بكاميراته خلال عمله الصحفي منذ اليوم لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مئات "المجازر" الإسرائيلية، ومعاناة سكان القطاع خلال النزوح القسري وتجويع إسرائيل لأكثر من مليوني و400 ألف غزي، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.
من ناحيته، أدان مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان عبر واتساب، ارتكاب الاحتلال 4 "مجازر" متتالية خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث سبق ارتكاب مجزرتي اليوم، أخريان مساء أمس بقصف مدرسة أبو هميسة شرق مخيم البريج وأخرى مجاورة لها.
واتهم البيان جيش الاحتلال بتعمده استهداف المطاعم والمدارس ومراكز الإيواء والأسواق الشعبية، ما يمثل نية إسرائيلية مُبيتة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والمصابين النازحين، مشيرًا إلى أن "المجازر الإسرائيلية تشكل جريمة حرب مكتملة الأركان وامتدادًا لنهج الإبادة الإسرائيلية".
وأدان مكتب الإعلام الحكومي، في بيانين عبر واتساب، عملية استهداف وقتل واغتيال الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل ممنهج، داعيًا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب لإدانة الجرائم الإسرائيلية الممنهجة بحق الصحفيين في قطاع غزة.
وقال المكتب إنه بمقتل الصحفيين اليوم يرتفع عدد الضحايا الصحفيين إلى 214 صحفيًا وصحفية منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية.
وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.