تصوير سالم الريس، المنصة
آثار قصف عنيف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة أبو هميسة التي تأوي عشرات النازحين بمخيم البريج وسط قطاع غزة، 6 مايو 2025.

نجوا من "المجزرة الأولى" فقُتلوا في الثانية.. قصف إسرائيلي يقتل 31 شخصًا في غزة

سالم الريس
منشور الأربعاء 7 مايو 2025

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، "مجزرتين مروعتين" خلال ثلاث ساعات، استهدفتا مدرسة أبو هميسة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة وأخرى مجاورة لها، ما أسفر عن مقتل أكثر من 31 مدنيًا، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وإصابة ما يزيد عن 100 آخرين، حسب مصادر طبية في مستشفيي العودة بالنصيرات وشهداء الأقصى بدير البلح لـ المنصة.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن تحذيرًا من جيش الاحتلال ورد إلى أحد سكان مخيم البريج يطالبه بإخلاء منزله والمنازل المجاورة تمهيدًا لاستهداف منزل قريب من مدرسة أبو هميسة، ما أجبر السكان على النزوح إلى المدرسة وأخرى مجاورة وبعد نحو 15 دقيقة من الاتصال، قصفت طائرة حربية المدرسة بصاروخين بشكل مباشر.

وأشار إلى أن كثافة الأعداد داخل المدرسة أدت إلى تناثر جثث الضحايا وأشلائهم، ووصلت بعض الجثامين إلى أسطح منازل مجاورة بسبب قوة الانفجار، وأضاف "الجيش استخدم الاتصال خدعة لتضليل الناس، ثم قصف المدرسة التي لجأوا إليها دون أي اعتبار للأطفال أو النساء".

من ناحيته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان نشره عبر واتساب، القصف الأول للمدرسة الذي أودى بحياة 22 شخصًا وأصاب 52 آخرين، واعتبره امتدادًا لما وصفه بـ"جريمة الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال منذ 19 شهرًا.

وأشار البيان إلى أن الاحتلال استهدف منذ بداية العدوان 234 مركز إيواء، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية.

وفي أعقاب القصف، أصدر جيش الاحتلال بيانًا عبر واتساب، زعم فيه استهداف "عناصر إرهابية" تابعة لحركة حماس داخل "مجمع قيادة وسيطرة" في وسط القطاع، وقال البيان إن المجمع كان يستخدم لتخزين أسلحة والتخطيط لهجمات، مضيفًا أنه "اتخذ عدة خطوات لتقليل إصابة المدنيين".

وبعد نحو ثلاث ساعات من "المجزرة الأولى"، عاودت الطائرات الحربية استهداف المدرسة بصاروخ جديد، وبالتزامن قصف المدرسة المجاورة لها بصاروخ آخر، في وقت كان النازحون لا يزالون يحاولون تضميد جراحهم.

وأكدت المصادر الطبية في مستشفيي العودة وشهداء الأقصى، مقتل 9 مدنيين وإصابة 50 آخرين في القصف الثاني، بينهم أكثر من 10 حالات خطيرة، وقال شاهد عيان لـ المنصة، "الناس كانوا بيودعوا أولادهم، وفجأة صاروا في مجزرة تانية"، مشيرًا إلى حالة الصدمة والرعب التي انتابت الأطفال الناجين.

وفي استهدافات أخرى وسط القطاع، قتل جيش الاحتلال 11 مدنيًا في أربع غارات متفرقة، آخرها فجر الأربعاء، حيث استهدف خيمة نازحين في مخيم المناصرة شرق مستشفى شهداء الأقصى، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة، وإصابة أربعة آخرين.

وفي خانيونس جنوب القطاع، أسفر قصف جوي عن تدمير منزلين بالكامل، ففي بلدة بني سهيلا شرق المدينة قتل الاحتلال شابًا وزوجته وأصاب 7 آخرين، بينما لا تزال طفلتان من العائلة تحت الأنقاض، وأفاد أحد أقارب الأسرة لـ المنصة بأنه لم يتم توجيه أي تحذير لسكان المنزل.

وفي قصف آخر استهدف الاحتلال منزلًا لعائلة القدرة وسط خانيونس، وانتُشل رجل وزوجته وطفلاهما أحياء من تحت الأنقاض، فيما أُصيب سبعة آخرون، وأفاد شاهد عيان بأن رب الأسرة يعمل ضمن طواقم البلدية.

وأكد شهود عيان استمرار البحث عن أربعة مفقودين تحت الركام، بينما وصل إلى مجمع ناصر الطبي ستة قتلى من ثلاث غارات متفرقة، كان أبرزها استهداف خيام نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.

وفي تطور ميداني آخر، أعلن جيش الاحتلال، مساء أمس، عبر المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، عن اعتقال عنصرين من كتائب القسام خلال العملية البرية في مخيم الشابورة وسط رفح، قبل عدة أسابيع، وقال إن "أحد المعتقلين شارك في هجوم السابع من أكتوبر، وكان مسؤولًا عن احتجاز مختطفين تم لاحقًا تحريرهم، فيما شغل الآخر منصب قائد في وحدة القنص التابعة لحماس".

وأضاف أن "المعتقلين قدما معلومات استخباراتية ذات قيمة كبيرة حول موقع بنية تحتية إرهابية مهمة في المنطقة"، خلال التحقيق معهما من قبل جهاز الشاباك.

ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، يقول جيش الاحتلال إن 35 منهم قتلوا، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين خمسة أمريكيين.

وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.