تصوير سالم الريس، المنصة
محاولات إنقاذ فلسطينيين أسفل الركام جراء استهداف الاحتلال مربع سكني بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، 9 أبريل 2025

مجازر الاحتلال مستمرة.. ورسالة من محتجز إسرائيلي إلى نتنياهو

سالم الريس
منشور الخميس 24 أبريل 2025

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مدمرًا المربعات السكنية لا سيما في مخيم الشابورة للاجئين وسط المدينة، من خلال تفجيرات وتجريفات طالت المنازل والبنية التحتية مخلفًا عشرات الضحايا والمصابين، وفق ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.

وأوضح المصدر أن جيش الاحتلال صعّد من وتيرة هجماته خلال الأيام الأخيرة، مستهدفًا المباني السكنية بشكل مباشر في محاولة لتحويل المدينة إلى أنقاض، مشيرًا إلى تعرُّض عدد من المنازل لقصف مدفعي مكثف طوال يوم الأربعاء وحتى ساعات فجر الخميس.

وفي سياق متصل، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مدينة خانيونس جنوب القطاع، حيث استهدفت طائرات حربية فجر الخميس شقة سكنية بصاروخ في منطقة المعسكر الغربي قرب مجمع ناصر الطبي، ما أسفر عن مقتل سيدة وطفليها من عائلة أحمد، وإصابة ثلاثة آخرين.

وأفاد أحد أفراد العائلة لـ المنصة بأن الضحايا كانوا من النازحين من مدينة رفح، ويقيمون في شقة مستأجرة حديثًا قرب مدارس تابعة لوكالة "الأونروا"، التي تؤوي مئات العائلات النازحة، مؤكدًا أن القصف تم دون سابق إنذار أو تحذير، ما أسفر عن مقتل الأم وطفليها، وجميعهم دون سن العاشرة.

وفي استهداف ثانٍ، استقبل الممرض أحمد النجار الذي يعمل في قسم الاستقبال والطوارئ بمجمع ناصر الطبي، والديه المسنين بعد استهداف منزل عائلته في منطقة قيزان النجار جنوب خانيونس، فيما أصيب 4 آخرون من أسرته.

وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، قُتل أربعة أشخاص في قصفين منفصلين مساء أمس، ففي الهجوم الأول، استهدفت طائرة استطلاع بسطة لبيع المواد الغذائية في شارع السلام غرب المدينة بصاروخ، ما أدى إلى مقتل شاب نازح من مدينة رفح، وإصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة، وفق مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى.

وفي استهداف آخر، قصفت طائرة استطلاع خيمة تؤوي نازحين في شارع البيئة غرب دير البلح، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته وابنته، إضافة إلى إصابة خمسة آخرين تم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفى الأقصى، حسبما أفاد شهود عيان لـ المنصة.

مجازر متواصلة

وفي مدينة غزة، تواصلت لليوم الثاني على التوالي عمليات القصف والتفجير التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث شهدت أحياء الشجاعية والتفاح شرق المدينة، منذ مساء الأربعاء وحتى فجر الخميس، قصفًا مدفعيًا مكثفًا ونسفًا ممنهجًا للمربعات السكنية باستخدام العبوات المتفجرة، وسط تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع والمروحيات التي أطلقت النار على منازل المدنيين، وفق ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.

وفي حي الشيخ رضوان شمال غرب غزة، استهدفت طائرة حربية إسرائيلية فجر الخميس، منزل المُعتقل المحرر علي الصرافيتي بصاروخ، ما أدى إلى تدميره بالكامل فوق رؤوس أفراد العائلة أثناء نومهم، دون أي إنذار مسبق. وأكد شهود عيان لـ المنصة أن الغارة أسفرت عن مقتل الصرافيتي وزوجته وأطفاله الأربعة.

وفي مجزرة أخرى مساء الأربعاء، استهدفت قوات الاحتلال منزل عائلة حسونة في حي الشجاعية، ما أسفر عن مقتل ثمانية من أفراد العائلة، بينهم نساء وأطفال، وفق مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة، وأوضح المصدر أن الطواقم تمكنت من الوصول للموقع تحت القصف المدفعي الكثيف، بعد تلقي نداءات استغاثة، حيث تم أيضًا إجلاء خمسة مصابين بجراح متفاوتة.

وفي حي التفاح، استهدفت طائرة حربية إسرائيلية منزلًا بصاروخين، فجر الخميس، ما أدى إلى تدمير المبنى المكون من طابقين بالكامل، إضافة إلى تضرر المنزل المجاور جزئيًا. وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة بأنه تم انتشال أربعة شهداء وإخلاء مصابة واحدة، بينما لا تزال نحو 20 شخصًا تحت الأنقاض، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم نتيجة خطورة المنطقة.

وأضاف المصدر أن طواقم الدفاع المدني تعرضت لإطلاق نار مباشر من قبل الاحتلال، كما سقطت عدة قذائف مدفعية في محيط وجودهم، ما أجبرهم على الانسحاب، رغم محاولاتهم الاستماع لأي أصوات من تحت الأنقاض بحثًا عن أحياء، لكن دون جدوى.

دعوة للتظاهر 

نشرت حركة حماس أمس، عبر تليجرام، رسالة مصورة من المُحتجز الإسرائيلي عمري ميران، تحت عنوان "الوقت ينفذ"، وظهر ميران في المقطع، وهو محتجز داخل أحد أنفاق المقاومة تحت الأرض، موجّهًا نداءً مؤثرًا إلى زوجته وعائلته، دعاهم خلاله إلى التظاهر أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى تتيح له العودة إلى أسرته.

وطالب ميران، البالغ من العمر 48 عامًا، كافة الأسرى الإسرائيليين السابقين الذين أُفرج عنهم ضمن صفقات تبادل مع المقاومة، بالمشاركة في الحراك الشعبي والإعلامي، والتوجه إلى وسائل الإعلام والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إنجاز صفقة جديدة.

وأشار المحتجز في رسالته إلى أن كتائب القسام خفّضت عدد وجبات الطعام التي تصله، بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية الناجم عن استمرار إغلاق المعابر الإسرائيلية منذ أكثر من خمسين يومًا، حسب ما نقله عنه آسروه.

ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، يقول جيش الاحتلال إن 35 منهم قتلوا، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين خمسة أمريكيين.

وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.