تصوير محمد الخولي، المنصة
موقف ميكروباصات بجوار محطة مياه المعادي، 13 أبريل 2025

تعريفة موازية لركوب الميكروباص.. الالتزام بالأجرة في حضور المسؤولين فقط

محمد الخولي
منشور الأحد 13 أبريل 2025

استلزمت الزيادات الأخيرة لأسعار الوقود تعديلًا في تعريفة المواصلات، وهي التعديلات التي لم يلتزم بها غالبية سائقي الميكروباص، حسب ما رصدته المنصة خلال حديثها مع ركاب وسائقين في منطقة المعادي اليوم الأحد.

وأعلنت الحكومة الجمعة الماضي عن زيادة جنيهين في سعر لتر البنزين والسولار، بجانب زيادة في أسعار المازوت واسطوانات البوتجاز، وذلك ضمن المراجعة ربع السنوية التي تجريها لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية لضبط أسعار الوقود وفقًا لتغيرات السوق العالمية وسعر الصرف المحلي.

رغم تأكيد محافظة القاهرة، في بيان، ألا تتجاوز نسبة الزيادة 15% في الخطوط الطويلة، و10% على الخطوط العادية، فإن السمة العامة التي لاحظتها المنصة في جولتها في المعادي اليوم، وفي التعليقات على بوست محافظة القاهرة المتعلق بالتعريفة الرسمية، كانت التسعير العشوائي.

رسميًا، أصبحت تعريفة الانتقال من المعادي إلى الهرم، 9.5 جنيه بدلًا من 8.5، بزيادة جنيه واحد، لكن على أرض الواقع لم تكن التعريفة القديمة مطبقة وبالتالي فإن التعريفة الجديدة مختلفة عما أعلنته المحافظة.

ردود أفعال بعض المواطنين على تعريفة الركوب الجديدة بعد زيادة أسعار المحروقات، 11 أبريل 2025

وحسب وائل عبد الحميد، فإن الأجرة كانت قبل القرار الأخير 10.5 جنيه، وارتفعت بعد زيادات البنزين إلى 12.5، وأوضح لـ المنصة "أنا راكب النهارده من المعادي إلى الهرم بـ 12.5.. والناس بيتخانقوا مع السواقين بس في الآخر اللي مش عاجبه السواق بيقوله انزل، والحقيقة كلنا بقينا عارفين إن محدش هيساعدنا فبنسكت".

على عكس وائل، لم يلتزم حسن محمود الصمت، وشهدت المنصة بالصدفة مشادة بينه وبين سائق ميكروباص عند محطة مياه المعادي على كورنيش حلوان. عندما رفض حسن محاولات السائق تقسيم المسافة ما بين عبد المنعم رياض إلى حلوان لثلاث محطات وبدلًا ما أن تكون الأجرة كلها 11 جنيهًا يريد السائق أن يحصل على 13 جنيهًا.

في المشادة الكلامية التي كادت تتحول إلى اشتباك بالأيدي استدعى حسن رجل شرطة كان بالقرب منهم، إلا أن الوسطاء من باقي الركاب مع رجل الشرطة أقنعوا حسن والسائق بتقسيم الزيادة وإنهاء الأزمة، "مش هنعمل مشكلة على 3 جنيه يعني يا أستاذ"، وارتضى الطرفان وانتهت المشكلة.

الغريب أنه وفقًا لما أعلنته محافظة القاهرة، فقيمة التعريفة من موقف عبد المنعم رياض إلى حلوان كانت 8 جنيهات وزادت إلى 9 جنيهات، وهو ما لم يكن يحدث على أرض الواقع، حسب ثلاثة ركاب تحدثت معهم المنصة أكدوا أن الأجرة كانت قبل الزيادة أصلًا 10 جنيهات وارتفعت منذ الجمعة إلى 11 جنيهًا.

وفكرة تقسيم الخط إلى محطات ليست جديدة ويتبعها الكثير من سائقي الميكروباص بغرض زيادة التعريفة، حسب السائق عبد الله جميل الذي يقول لـ المنصة إن الأسعار التي تعلنها المحافظة لا علاقة لها بالواقع "وفي الآخر إحنا زينا زي كل الناس عندنا مصاريف والدنيا بقت صعبة على الكل، أيوه أنا مش ملتزم بالتعريفة الرسمية بس مين في البلد ملتزم بالقانون يعني".

انفصال عن الواقع

وفي 11 أبريل/نيسان الحالي، صباح يوم زيادة أسعار الوقود، نشرت محافظة القاهرة بيانًا عن تفقد المحافظ إبراهيم صابر عددًا من مواقف النقل الجماعى في عددٍ من أحياء العاصمة للاطمئنان على انتظام العمل والالتزام بخطوط السير، والتعريفة الجديدة، ووضعها في مكان ظاهر في مدخل الموقف بصورة واضحة أمام المواطنين، وإلزام السائقين بوضع ملصقات بقيمة التعريفة الجديدة على زجاج السيارات الأمامي والخلفى للسيارة على أن يتضمن خط السير والأجرة.

وقال المحافظ، حسب البيان، إنه "تم وضع تعريفة الركوب الجديدة لتراعي مصلحة المواطن والسائق، وروعي فيها مسافة كل خط سير، وعدد الرحلات تحقيقًا للعدالة، كما تم التنسيق مع المحافظات المجاورة التى ترتبط مع المحافظة بخطوط سير لضمان توحيد التعريفة فى الجانبين لمنع استغلال المواطنين".

وأكد المحافظ وجود تنسيق بين رؤساء الأحياء وإدارتي السرفيس، والمواقف، والإدارة العامة للمرور لتكثيف الحملات الرقابية بمختلف المواقف والميادين لمتابعة التزام جميع السائقين بالتعريفة الجديدة، والتعامل مع أي مخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة مع أي محاولات لاستغلال المواطنين، وطالب المواطنين بعدم دفع أي مبالغ مالية سوى التي حددتها وأعلنتها المحافظة وإبلاغ مدير الموقف في حال وجود أي مخالفات من السائقين.

ورغم تأكيدات وتشديدات المحافظ فإن غالبية التعليقات على بيان التعريفة الجديدة الذي نشرته المحافظة على فيسبوك، أكدت انفصالها عن الواقع، وأن الأجرة المعلنة رسميًا لا علاقة لها بالأجرة التي يتم دفعها، وأكد حساب باسم وليد حسن، في تعليقه، أن "ده كلام فارغ وكاتبين تعريفات كانوا بياخدوا أكتر منها أصلًا قبل الزيادة وإيه 25 قرش دي انتو بتستخفوا بعقول الناس"، فيما علق حساب باسم كابتن حمادة بأن "التعريفة القديمة الموجودة بالصور ملهاش أي علاقة بالواقع ما بالك بقى بالجديدة، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل شخص مقصر في شغله وسايب الناس الغلابة لقمة سهلة في إيد الحرامية".

"اتهام سائقي الميكروباص بالبلطجة والسرقة أسهل حاجة ودا ظلم والله"، حسب إبراهيم حسان السائق على خط المعادي فايدة كامل (دار السلام)، في حديثه مع المنصة، موضحًا أنهم "بيعانوا زي باقي الناس في مصاريف حياتهم العادية اللي ارتفعت بشكل كبير، وأسعار الحكومة تخسرنا".

وقال إبراهيم إن وردية السائق تكون من الساعة 6 صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، يحصل فيها السائق على ثلث الأجرة بينما الثلثان يذهبان إلى مالك السيارة، ويكون هو المسؤول عن وقودها ومخالفتها وتراخيصها، "يعني لو العربية عملت في الوردية 1000 جنيه، أنا باخد حوالي 350 جنيه والباقي لصاحب العربية".

وأشار إبراهيم إلى أن مصاريف السيارة ارتفعت بشكل كبير الفترة الأخيرة، و"أي زيادة في البنزين والسولار يعني زيادة في كل حاجة يعني عايز تقولي إن حد واخد باله من أسعار قطع الغيار ولا الزيت ولا الصيانة، أنا مقولتش حاجة لسه عن الترخيص والتأمينات والضرائب اللي كل سنة بدفعلها حوالي 25 ألف جنيه، دا غير المخالفات اللي ارتفعت جدًا وغير طبعًا إكراميات الطريق".

ويضيف إبراهيم أن "في كل موقف كارته دي الرسمي بتاعها 5 أو 10 جنيه لكن الرسمي بدفع كل وردية 30 وساعات 40 جنيه.. كده بلطجة ومقدرش أتكلم".

ويلفت إبراهيم إلى أن غالبية مخالفة التعريفة تكون في الخطوط الطويلة، أو الخطوط غير الرسمية، أما الخطوط القصيرة مثل المعادي - فايدة كامل فعادة ما يلتزم السائقون عليها بالتعريفة الرسمية. 

وضرب إبراهيم مثالًا على خط سير غير رسمي من فايدة إلى نهاية شارع التسعين بالتجمع الخامس، "يعني دا كانت الأجرة 25 جنيهًا بعد الزيادة بقى 28 جنيهًا مرة واحدة ومحدش يقدر يتكلم لأن المسافة فعلًا بعيدة".