
بقصف مدفعي وجوي عنيف.. الاحتلال يجبر مئات العائلات على النزوح من شرق غزة
شنت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، قصفًا مدفعيًا عنيفًا استهدف مناطق شرق جباليا وشرق مدينة غزة، مركّزًا على أحياء التفاح والشجاعية والزيتون، بعد ساعات من إصداره أوامر إخلاء عاجلة للسكان، بزعم توسيع نطاق سيطرته العسكرية في تلك المناطق، ما أسفر عن قتيلين و30 مصابًا وصلوا مستشفى المعمداني، حسب شهود عيان ومصدر صحفي وآخر طبي تحدثوا إلى المنصة.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن صاروخًا أُطلق من طائرة حربية بشكل مباشر ودون إنذار مُسبق استهدف منزلاً في جباليا البلد شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل شابين وإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء، مبينًا أن المنطقة الشرقية لجباليا تعرضت لقصف مدفعي كثيف حيث سقطت عشرات القذائف على أراضي زراعية وركام المنازل التي تعرضت للتدمير خلال أشهر الحرب الماضية.
وفي شرق مدينة غزة، استهدفت طائرة حربية منزلًا في شارع النخيل بحي التفاح، ما تسبب في دماره والمنازل المجاورة فوق رؤوس العائلات المدنية، وفق شاهد عيان آخر لـ المنصة، موضحًا أن استهداف المنزل تزامن مع قصف مدفعي كثيف تعرضت له عدة مناطق في الحي.
وأضاف الشاهد "المنطقة صنفها جيش الاحتلال قبل ساعات إنها منطقة قتال خطيرة، وأمرنا بالإخلاء لكن ما عنا أماكن تانية ننزح عليها، وكتير عائلات ما طلعت من بيوتها لأنه ما فيه بديل"، وتابع "مع الفجر، سمعنا صوت انفجار هز البيت وشظايا تتساقط، طلعنا لقينا بيت الجيران مقصوف وفي نار مشتعلة وصراخ".
ساعد أهالي الحي الضحايا لانتشالهم حتى وصول سيارات الإسعاف لنقلهم للمستشفى، لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذ كافة سكان المنزل "طلعنا أطفال تعرضوا لحرق ونساء، لكن في شابين من العائلة ما قدرنا نلاقيهم أو نوصلهم ومش معروف مصيرهم" يقول الشاهد.
وأُجبر مئات العائلات على النزوح قسرًا من أحياء الشجاعية واجديدة والتركمان والزيتون الشرقي والنور والتفاح إلى مناطق متفرقة شمال وغرب غزة، بعدما أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء لتلك المناطق أمس، مشيرًا إلى أن قواته ستعمل بقوة شديدة في تلك المناطق بهدف توسعة النفوذ ولتدمير البنى التحتية.
وقال محمود نصر من حي التفاح لـ المنصة، إنه اضطر للنزوح مع زوجته وأطفاله بعدما قرر غالبية جيرانه الأمر نفسه، مشيرًا إلى أنها المرة العاشرة التي يضر فيها للنزوح والانتقال إلى مكان آخر خلال الحرب.
وتابع "أول مرة بضطر أطلع من البيت بعد استئناف الحرب، ما صدقنا نرجع وكنا مفكرين الحرب خلصت، لكن شكلها مش حتخلص قبل ما يمروا باقي لبيوت الموجودة، طلعت لأني خفت على ولادي وخفت من قصف البيت وتدميره فوق روسنا".
وقال محسن بدر الدين من سكان حي الشجاعية لـ المنصة، إن جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء تشمل الشجاعية والمناطق المحيطة منذ قرابة أسبوع، وفي كل أمر جديد يضيف مناطق وأحياء أخرى حتى تعدت مناطق الإخلاء من الحدود الشرقية للقطاع متجاوزة شارع صلاح الدين الرئيسي باتجاه الغرب.
وأوضح أنّ وسط وغرب غزة أصبحت مناطق متكدسة بخيام النازحين في الشوارع والطرقات وأسفل المباني السكنية التي تعرضت لدمار جزئي أو بجوارها، مضيفًا "وين بدنا نروح، مفيش مساحات ولا أماكن الناس فوق بعض صارت ويا ريت لاقين مي نضيفة ولا أكل منيح، دمروا حياتنا وبيوتنا ومش شبعانين قتل فينا ودمار".
وأُجبر بدر الدين على النزوح مع عائلته والانتقال للعيش في خيمة أسفل مبنى سكنى مُدمر وسط المدينة، وقال "ما بدي أطلع وبدي أموت بالبيت، بس خوف الأولاد من صوت القصف والتفجير وخوفي عليهم أجبرني".
وفي خانيونس جنوب القطاع، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء ثانية للسكان في مناطق خربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة، أمس، بذريعة بدء هجوم عسكري لتدمير قدرات المنظمات الفلسطينية والتي وصفها بـ"الإرهابية".
وقال مصدر صحفي لـ المنصة، من سكان مناطق شرق خانيونس إن الجيش وفور إصداره أوامر الإخلاء استهدف عدد من الأراضي الزراعية بعشرات من القذائف المدفعية لإجبار المكان على النزوح قسرًا من منازلهم ومناطق سكنهم، حيث اضطر عدد من العائلات للنزوح تحت القصف وإطلاق الرصاص.
واستهدفت طائرة استطلاع خيامًا تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس بصاروخ واحد، وقال مصدر طبي بقسم الطوارئ بمُجمع ناصر الطبي لـ المنصة، إن المجمع استقبل قتيلًا وسبعة مصابين من بينهم أب وابنه تعرضوا لإصابات خطيرة.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، استأنف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، رافضًا الانسحاب من محور فيلادلفيا واستكمال مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد إتمام المرحلة الأولى منه بإطلاق حماس سراح 33 محتجزًا بينهم 8 قتلى فيما أفرجت إسرائيل عن 1800 معتقل فلسطيني في سجونها.
ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، أكد جيش الاحتلال مقتل 35 منهم، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف، ومن بين المحتجزين 5 أمريكيين.