قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، 29 مدنيًا فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، وأصاب أكثر من 60 آخرين، في حصيلة أولية، جراء استهداف مربع سكني بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما لا يزال آخرون أسفل الركام.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال استهدف 10 منازل مأهولة بصواريخ من طائرة حربية دون سابق إنذار، ما أدى لانهيارها فوق رؤوس ساكنيها، مبينًا أن نصف المنازل دُمرت بشكل كامل.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل لـ المنصة إن طواقم الإنقاذ لم تتمكن من انتشال جميع الضحايا بسبب تراكم الركام وعدم توفر المعدات الثقيلة اللازمة، متوقعًا ارتفاع عدد القتلى لأكثر من 50 شخصًا خلال الساعات المقبلة.
وقال أحد رجال الإنقاذ لـ المنصة إنهم كانوا يسمعون صوت صراخ الأطفال والنساء تحت الركام، مضيفًا "فيه صوت أطفال ونساء بتصرخ، وحكينا معهم خلال محاولاتنا رفع الركام، لكن بعد نصف ساعة تقريبًا من عدم قدرتنا على الوصول، انقطعت أصواتهم، لكننا لازلنا نحاول".
وأكد مصدر طبي بمستشفى المعمداني لـ المنصة وصول 29 جثمانًا لقتلى من بينهم أشلاء لأشخاص لم يتم التعرف عليهم، وأكثر من 60 إصابة بينهم أطفال ونساء تعرضوا لإصابات خطيرة، وتابع "أطلقنا نداء استغاثة عاجل بضرورة التبرع العاجل بالدم، نحن بحاجة إلى وحدات كبيرة من الدم غير متوفرة لدينا بسبب استنزاف المخزون وكثافة الإصابات".
وأشار المصدر الطبي إلى أن العديد من الإصابات بحاجة إلى إجراء عمليات عاجلة، لكن الأهم توفير وحدات الدم قبل إدخالهم لغرفة العمليات "أجرينا محاولات لوقف النزيف بشكل أولي، وننتظر الحصول على وحدات دم من المتبرعين لإدخالهم غرف العمليات بشكل عاجل".
منزل عائلة أبو عمشة كان أحد المنازل المستهدفة بشكل مباشر، وقال أحد المقربين من العائلة لـ المنصة إن غالبية قاطني المنزل قتلوا نتيجة القصف، "وجدنا من بين الضحايا، ابن العم شريف وزوجته وأبناءه ووالدته وجميع أفراد الأسرة، قتلوا بدون تحذير سابق".
وبقصف مدفعي استهدف جيش الاحتلال منزلًا بجوار مسجد طارق بن زياد في منطقة قريبة من تلة المنطار شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 5 فلسطينيين استطاع الإسعاف انتشال جثامينهم بعد الاستهداف بساعات.
وقال سائق سيارة إسعاف لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إنه تم إبلاغهم بالقصف صباح اليوم، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول للمنزل المنهار بسبب خطورة المكان، حيث حاول شبان الوصول للمنزل إلا أنّ طائرة مسيرة أطلقت النار عليهم.
وفي جنوب قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال بصاروخ من طائرة استطلاع خيمة للنازحين في منطقة بئر 19 بمنطقة المواصي جنوب شرق خانيونس، حيث تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال 3 جثامين من بينهم امرأة وطفلة، ووصلوا إلى مُجمع ناصر الطبي، حسبما أفاد سائق إسعاف لـ المنصة.
وقال مصدر طبي بمجمع ناصر الطبي لـ المنصة إن الضحايا جميعهم من عائلة واحدة وهم أم وابنها وحفيدتها، فيما وصل 4 مصابين آخرين جراء ذات الاستهداف، ويجري العمل على تقديم الإسعافات لهم.
وفي استهداف آخر، قال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال قصف مستودعًا للمواد التموينية الخاصة بإحدى المنظمات الدولية الإغاثية، وذلك في منطقة المنارة جنوب شرق خانيونس، مشيرًا إلى اشتعال النيران بالمخزن ومحتوياته دون الإبلاغ عن إصابات أو ضحايا.
وأكد شاهدا عيان لـ المنصة تكثيف جيش الاحتلال المتمركز في منطقة موراج شمال رفح إطلاق قذائف المدفعية وبشكل متتال منذ صباح اليوم، على المناطق والأحياء المحيطة بمكان تمركزهم ودون توقف.
وأشار الشاهدان إلى أن القذائف تتساقط على منازل وأراض زراعية وشوارع دون القدرة على الدخول لتلك المناطق ومعرفة ما إذا كان هناك ضحايا ومصابين جراء استمرار القصف، حيث لا يزال يوجد بعض المواطنين بمنازلهم في المناطق المحيطة بتمركز قوات الاحتلال.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، استأنف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، رافضًا الانسحاب من محور فيلادلفيا واستكمال مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد إتمام المرحلة الأولى منه بإطلاق حماس سراح 33 محتجزًا بينهم 8 قتلى فيما أفرجت إسرائيل عن 1800 معتقل فلسطيني في سجونها.
ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، أكد جيش الاحتلال مقتل 35 منهم، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف، ومن بين المحتجزين 5 أمريكيين.