صفحة الهلال الاحمر الفلسطيني على فيسبوك
جانب من وداع مسعفي الهلال الأحمر الثمانية، 30 مارس 2025

"عذبوهم ودفنوهم في مقبرة جماعية".. إسرائيل تقتل 14 موظف إغاثة بغزة

سالم الريس
منشور الاثنين 31 مارس 2025

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجهاز الدفاع المدني في غزة، مساء الأحد، انتشال جثث 14 من موظفيهما قتلهم ودفنهم جيش الاحتلال غرب رفح قبل تسعة أيام، في وقت كثف الاحتلال في أول أيام العيد من عمليات القصف واستهداف المنازل وخيام النازحين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 60 فلسطينيًا غالبيتهم من الأطفال.

وبعد اختفاء قسري لأكثر من أسبوع، وعمليات بحث استمرت ثلاثة أيام، تمكنت طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني بمشاركة فريق من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من العثور على 13 جثة لموظفين في الهلال والدفاع المدني كانوا في مهمة إنقاذ إنسانية وانقطع التواصل معهم، بالإضافة إلى جثمان آخر لموظف يعمل في وكالة الأونروا.

وقال نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين جوناثان ويتال إن فريقهم بالتعاون مع الهلال الأحمر والدفاع المدني عثر على المفقودين مدفونين في قبر جماعي تحت الأرض بعدما قتلهم جيش الاحتلال.

وأضاف على إكس "لم يسمح لنا بالوصول وبدء البحث إلا بعد خمسة أيام من اختفائهم، حيث صادفنا في الطريق مدنيين يفرون من القصف وإطلاق النار، وصادفنا ضحايا في الطريق".

وأوضح أنهم عندما وصلوا وجدوا أربع سيارات إسعاف ومركبة تابعة للأمم المتحدة وسيارة إطفاء، جميعهم تعرضوا للتدمير والدفن الجزئي، وبعد ساعات من الحفر تمكنوا من انتشال جثمان ضابط دفاع مدني من تحت شاحنة.

ولدى استكمالهم البحث في أول أيام عيد الفطر تمكنوا من انتشال ثمانية مسعفين وخمسة ضباط دفاع مدني، وموظف يعمل مع الأمم المتحدة، وتابع "قُتلوا بلباس عملهم المميز وكانوا يقودون سياراتهم بعلاماتها المميزة، ما كان يجب أن يحدث هذا أبدًا".

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل لـ المنصة إنهم تمكنوا من العثور على كامل فريقهم الذي تعرض للقتل والدفن، مضيفًا "واضح إنه تم التحقيق معهم وتعذيبهم قبل قتلهم بالرصاص ودفنهم، حيث كان أحد ضباطنا مكبل القدمين بأسلاك قوية مشدودة، وآخر مكبل اليدين، جميعهم أطلقت عليهم النار خاصة في الأجزاء العلوية من أجسادهم".

وأوضح أن الضحايا كانوا في مهمة إنقاذ مدنيين بعد تلقيهم نداء استغاثة نتيجة قصف إسرائيلي، حيث عُثِر عليهم في حي تل السلطان غرب رفح، وفي جسد كل واحد منهم 20 رصاصة على الأقل، وواحد منهم فُصِل رأسه عن جسده، على حد قوله.

من جانبها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني العثور عن ثمانية من أفراد طواقمهم، بينما لا يزال تاسعهم مفقودًا، ورجحت أن يكون تعرض للاعتقال من قبل جيش الاحتلال.

وأفاد أحد المشاركين في عمليات البحث والإنقاذ من طواقم الهلال الأحمر لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، بأنهم وجدوا الضحايا مدفونين في حفرة تحت الأرض بعمق أكثر من مترين.

وأضاف "كانوا مدفونين في حفرة عميقة، وبين كل جثمان وآخر أقل من متر واحد، كان واضحًا عليهم التقييد وآثار التعذيب قبل قتلهم بالرصاص".

ضحايا أول أيام العيد 

أما ميدانيًا، فقد ركز الاحتلال استهدافاته في أول أيام عيد الفطر على خانيونس، حيث وصل إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي أكثر من 30 ضحية، من بينهم عائلات بأكملها، حسبما أكد مصدر صحفي لـ المنصة.

وأفاد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه باستهداف الاحتلال شقة سكنية في مدينة حمد، ما أدى إلى مقتل صاحب الشقة وزوجته وأطفالهم الثلاثة ووالدة زوجته وابنها، وإصابة خمسة آخرين من الجيران.

كما قتل 11 في غارة إسرائيلية استهدفت عددًا من خيام النازحين في منطقة المواصي وأصيب آخرون، وقال شاهد لـ المنصة "هكذا هو العيد، تقتل أطفالنا ونقصف بالصواريخ الحربية، لا مكان آمن في غزة، ولا يحترم الاحتلال المناسبات الدينية". 

وأشار الشاهد إلى بعض الأطفال الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي كانوا يلعبون بين الخيام في أول أيام عيد الفطر.

وفي استهداف آخر لخيمة نازحين جنوب خانيونس، قتل 10 أشخاص، حسب شاهد من المنطقة لـ المنصة. واستهدف الاحتلال، منتصف ليلة الاثنين، منزلًا وسط خانيونس، ما تسبب في مقتل رجل مُسن وثلاثة من أحفاده، فيما أصيب أكثر من 30 غالبيتهم أطفال، حسبما قال مصدر صحفي لـ المنصة.

وأضاف المصدر "قضينا كصحفيين أول يوم العيد في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر، من الصبح استهداف ورا استهداف وغالبية الضحايا والإصابات من الأطفال"،  مشيرًا إلى سماعهم أصوات انفجارات قوية ومشاهدة أعمدة الدخان تتصاعد من وسط وغرب مدينة رفح جراء العملية البرية التي ينفذها الاحتلال على مدار تسعة أيام متواصلة.

وفي مدينة غزة، وصل مستشفى المعمداني أكثر من 15 قتيلًا، من بينهم أطفال ونساء، بحسب مصدر طبي تحدث لـ المنصة. فيما ذكر شاهد أن الاحتلال استهدف منزلين في وقت منفصل بحي الشجاعية شرق المدينة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 10 مواطنين بينهم 5 أطفال، وأصيب قرابة 20 شخصًا.

وأوضح الشاهد لـ المنصة أن الاحتلال تعمد استهداف المنازل المأهولة بالسكان دون تحذير، مشيرًا إلى 3 استهدافات أخرى بالقذائف المدفعية.

وفي استهداف آخر لخيمة تؤوي نازحين غرب غزة، قتلت طفلة بشظايا صاروخ أطلق من طائرة استطلاع، كما قتل شابان آخران وأصيب 8 أطفال في استهداف لسيارة قرب مستشفى الشفاء غرب المدينة.

أما شمال قطاع غزة، فوصل مستشفى الإندونيسي خمسة ضحايا و20 مصابًا في ثلاثة استهدافات مختلفة لمنزلين في وقت مختلف بجباليا، وفق مصدر طبي بالمستشفى لـ المنصة.

ووصل مستشفى الأقصى بدير البلح 5 ضحايا، حسبما أكد مصدر طبي لـ المنصة، حيث استهدفت طائرة استطلاع خيمتين تؤويان نازحين.