دخل نحو 1300 صحفي ومنتج وموظف دعم في إذاعة صوت أمريكا في إجازة إدارية إجبارية، حسبما أعلن مدير الإذاعة مايكل أبراموفيتز على لينكدإن، وذلك بعد يوم واحد من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمرًا تنفيذيًا يستهدف تقليص نطاق 7 وكالات فيدرالية، منها وكالة الإعلام الأمريكي العالمي/USAGM التي تُشرف على إذاعة صوت أمريكا وغيرها من وسائل الإعلام الممولة حكوميًا حول العالم.
وشمل قرار ترامب هيئة الوساطة والمصالحة الفيدرالية، ووكالة تطوير الأعمال للأقليات، والمجلس المشترك بين الوكالات لشؤون المشردين، ومركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين، ولجنة أبحاث القطب الشمالي. ووجه ترامب رؤساء الوكالات بإلغاء جميع الوظائف غير المُلزمة قانونًا، مع ضرورة "تقليص أداء وظائفهم القانونية وموظفيهم المرتبطين بها إلى الحد الأدنى من الحضور والوظيفة المطلوبين قانونًا.
ودعمت كبيرة مستشاري الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي كاري ليك قرار ترامب، وقالت في بيان "أنا أدعم تمامًا الأمر التنفيذي للرئيس، حيث إن الفساد والهدر وسوء الإدارة متفشية في هذه الوكالة، ودافعو الضرائب الأمريكيون لا ينبغي أن يتحملوا تكاليف ذلك".
وتابعت أن "هذه خطوة مهمة نحو استعادة عظمة الولايات المتحدة وتعزيز الحرية والديمقراطية. من الآن فصاعدًا، سأحرص على أن تكون المساءلة هي القاعدة وليس الاستثناء".
وأضافت "أقدّر عمل الموظفين العموميين المخلصين ومساهماتهم في الوكالة ومنصاتها. وأتطلع إلى المضي قدمًا في تحديث المهمة الأساسية المتمثلة في نقل قصة أمريكا إلى العالم بطريقة مؤثرة وفعالة".
فيما قال مايكل أبراموفيتز إن إذاعة أمريكا بحاجة إلى إصلاح مدروس و"أحرزنا تقدمًا في هذا الصدد. لكن إجراء اليوم سيترك صوت أمريكا غير قادرة على تنفيذ مهمتها". وأضاف أن هذه المهمة حاسمة بشكل خاص اليوم، لأن خصوم أمريكا مثل إيران والصين وروسيا "يدفعون مليارات الدولارات في خلق روايات كاذبة لتشويه سمعة أمريكا".
وتابع أنه بعد قرار ترامب سيتوقف صوت "أمريكا اللامعة" عن العمل للمرة الأولى منذ أكثر من 80 عامًا، وقال "تعمل إذاعة صوت أمريكا على تعزيز الحرية والديمقراطية في جميع أنحاء العالم من خلال سرد قصة الولايات المتحدة وتقديم أخبار ومعلومات موضوعية ومتوازنة، خاصة لأولئك الذين يعيشون تحت وطأة الاستبداد".
في الوقت نفسه، قال الرئيس التنفيذي لإذاعة أوروبا الحرة/إذاعة ليبرتي، ستيفن كابوس، إن إلغاء تخفيض تمويل إذاعة أوروبا الحرة سيكون بمثابة "هدية عظيمة لأعداء أمريكا. سيحتفل الإيرانيون، والقادة الشيوعيون الصينيون، والحكام المستبدون في موسكو ومينسك بزوال إذاعة أوروبا الحرة بعد 75 عامًا. إن منح خصومنا النصر سيجعلهم أقوى وأمريكا أضعف".
وأضاف في بيان أمس أنه لولاهم "لما استطاع قرابة 50 مليون شخص في المجتمعات المغلقة، والذين يعتمدون علينا أسبوعيًا للحصول على أخبار ومعلومات دقيقة، الوصول إلى الحقيقة بشأن أمريكا والعالم".
وتشرف وكالة الإعلام العالمية الأمريكية على مؤسسات إعلامية مستقلة مثل إذاعة صوت أمريكا/VOA، وإذاعة آسيا الحرة/RFA، وإذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي، وشبكة البث في الشرق الأوسط/MBN، وصندوق التكنولوجيا المفتوحة/OTF، وصندوق الإعلام في الخطوط الأمامية، حسب يورنيوز.
وأدانت لجنة حماية الصحفيين/CPJ قرار ترامب "باعتباره خروجًا عن الدور التاريخي للولايات المتحدة كمدافع عن حرية الإعلام"، ودعت المنظمة واشنطن إلى إعادة إذاعة صوت أمريكا وحثت الكونجرس والمجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات ضد هذه الخطوة "غير المسبوقة".
وأصدر النائبان الديمقراطيان؛ جريجوري ميكس العضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ولوريس فرانكل العضو في اللجنة الفرعية للاعتمادات الوطنية للأمن القومي، بيانًا مشتركًا يدينان فيه قرار ترامب، واعتبرا أنه "سيُلحق ضررًا دائمًا بجهود الولايات المتحدة في مكافحة الدعاية الإعلامية العالمية، وتوفير معلومات موثوقة ومستقلة للجماهير في الدول الخاضعة للرقابة الصارمة.
واعتبرت CNN القرار خطوة ضمن جهود ترامب "لإعادة هيكلة البيروقراطية الحكومية، وهي المهمة التي أوكلها بشكل كبير إلى الملياردير إيلون ماسك بصفته مسؤولًا عما يُعرف بإدارة الكفاءة الحكومية، وأسفرت عن إلغاء محتمل لآلاف الوظائف والبرامج، وتجميد المساعدات الخارجية، وإلغاء العديد من العقود الحكومية".