سكرين شوت من خطاب قائد قوات الدعم السريع
قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في خطاب مُسجل، 15 مارس 2025

"لن نخرج من الخرطوم".. حميدتي يهدد الجيش السوداني والدول الداعمة له

قسم الأخبار
منشور الأحد 16 مارس 2025

قال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن قواته لن تخرج من الخرطوم أو من القصر الجمهوري، فيما تصاعدت وتيرة القتال في نطاق العاصمة، التي يسعى الجيش السوداني لإعادة بسط سيطرته عليها، ووجه تهديدًا لـ"الدول التي دعمت الجيش"، وقال إنها "ستدفع الثمن".

وسبق أن اتهم حميدتي مصر بشن ضربات عسكرية لدعم الجيش السوداني، وقال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي "أوجه الشكر لأبطال معركة جبل موية الأبطال الذين استشهدوا غدرًا وضربوا غدرًا من قبل دولة مصر بالطيران المصري الغادر"، وهو ما نفته الخارجية المصرية.

وأضاف حميدتي، في خطاب مُسجل أُذيع أمس السبت "لن نخرج من القصر والمقرن والخرطوم"، مضيفًا "المرحلة القادمة مختلفة، وسيكون القتال من كل فج عميق".

جاء ذلك في وقت أكدت وسائل إعلام اليوم تقدم الجيش السوداني نحو القصر الرئاسي وسط الخرطوم واستعادة السيطرة على عدد من المناطق.

وقبل أيام، قالت إندبندنت إن قوات الجيش السوداني باتت على وشك دخول القصر الجمهوري وتحريره من قبضة قوات "الدعم السريع" مع اقترابها ولم تعد تفصلها عنه سوى أمتار قليلة.

وهدد حميدتي في خطابه بإلحاق خسائر كبيرة بالجيش، متوعدًا بأن يكون يوم السابع عشر من رمضان الذي يصادف ذكرى تأسيس قواته يوم "حسرة على الجيش". وأضاف "الجيش خسر 70% من طائراته الحربية".

وانتقد حميدتي استخدام الدين في السياسة والمجموعات التي تقاتل مع الجيش بشعارات دينية، واعتبر أنها لا تمثل تلك الشعارات، وقال "خدعونا باسم الشريعة وأخافونا من العلمانية".

وأعلن ترحيبه بالدستور الجديد الذي وقعه تحالف الميثاق التأسيسي في العاصمة الكينية نيروبي في مارس/آذار الحالي، الذي ينص على علمانية الدولة، ويمهد الدستور لتشكيل حكومة في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش.

ووصف التحالف التأسيسي بأنه أكبر تحالف سياسي عسكري اجتماعي في السودان، مشيرًا إلى أنه "يجمع كل السودانيين تحت مظلة واحدة من أجل قضاياهم العادلة".

وزعم وجود مساعٍ لتنفيذ مخطط في دارفور على نحو مشابه لفصل جنوب السودان، لكنه أشار إلى أن "الوضع الآن مختلف جدًا، الحرب الآن داخل الخرطوم".

وقال حميدتي إن الجيش بات "شمّاعة"، وأنه "أصبح كتائب". في وقت ذكر أن الجيش فقد ما يترواح بين 70 إلى 80% من قوام قواته الجوية، حسب زعمه.

والشهر الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على جسر "سوبا" الاستراتيجي على نهر النيل الأزرق أقصى جنوب العاصمة الخرطوم، مضيفًا "تم دحر المتمردين (الدعم السريع) في سوبا شرق وجسر سوبا وطردهم من الأعيان المدنية بالمنطقة".

ووقعت قوات الدعم السريع و23 كيانًا، مؤخرًا، ميثاقًا تأسيسيًا لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وجرت مراسم التوقيع في العاصمة الكينية نيروبي.

ونص الميثاق الذي يعد بمثابة دستور مؤقت لدوائر الحكم المتوقع أن تكون في مناطق الدعم السريع على "تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية قائمة على الحرية والمساواة والعدالة"، وتضمن الميثاق أيضًا "حظر تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني أو قيام أي حزب سياسي أو تنظيم سياسي بالدعاية السياسية على أساس ديني أو عنصري، وشدد على "أن المواطنة المتساوية هي أساس الحقوق والواجبات الدستورية دون أدنى تمييز على أي أساس عرقي أو ديني أو ثقافي أو لغوي أو جهوي".

ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.