قدم مشرعون جمهوريون في مجلس النواب الأمريكي مشاريع قوانين لحظر استخدام مصطلح الضفة الغربية في الوثائق الحكومية الأمريكية، واستبداله بعبارة "يهودا والسامرة"، وهو الاسم التوراتي للضفة، وذلك بهدف تعزيز ودعم مطالبة إسرائيل بالسيطرة على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، حسب نيويورك تايمز.
وأعلن الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتمتلكه"، وأبدى، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقد في البيت الأبيض مساء أمس، إصراره على تنفيذ مقترحه بتهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة، مشيرًا إلى أنه سيعلن موقفه من "سيادة إسرائيل على الضفة الغربية في الأسابيع المقبلة".
ونقلت نيويورك تايمز عن النائبة كلوديا تيني قولها إن "عددًا من النواب قرروا إنشاء "مجموعة أصدقاء يهودا والسامرة" في الكونجرس "لتعزيز السياسات التي تدعم الخطط الإسرائيلية للسيطرة على تلك الأرض".
بدوره، أفاد السيناتور توم كوتون، في بيان حول التشريع، بأن "الحقوق القانونية والتاريخية للشعب اليهودي في يهودا والسامرة تعود إلى آلاف السنين"، ودعا الولايات المتحدة إلى "التوقف عن استخدام مصطلح الضفة الغربية المشحون سياسيا".
وسبق أن أعلن عنه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على إكس، داعيًا إلى بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، "2025 عام السيادة (الإسرائيلية) في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية وتشمل كامل الضفة باستثناء القدس الشرقية)".
وانتقد رئيس منظمة جيه ستريت اليهودية المؤيدة للسلام/J Street، جيريمي بن عامي، الاقتراح، وقال إن "الخطير في هذا الاقتراح ليس ما يريدون تسميته بالأرض؛ بل الاقتراح بتأكيد السيادة الإسرائيلية عليها. وهذا ما يسمى بالضم، وهو ليس غير قانوني بموجب القانون الدولي فحسب، بل إنه ناقوس الموت لأي أمل في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية والعالم العربي"، حسب نيويورك تايمز.
ويشهد ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل تعقيدات متزايدة، وكانت الرياض علقت محادثات التطبيع عقب أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023. وذلك بعد شهور من محاولات أمريكية لدفع مسار التطبيع مع المملكة التي لم تعترف بإسرائيل ولم تنضم لاتفاقيات إبراهيم الموقعة في عام 2020 بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وخلال المؤتمر بين ترامب ونتنياهو أمس، لفت الرئيس الأمريكي إلى أنه تحدث إلى زعماء آخرين في الشرق الأوسط بشأن اقتراحه نقل الفلسطينيين من غزة، وأشار إلى أن الزعماء الآخرين "راقت لهم الفكرة"، مشيرًا إلى أنه يخطط لزيارة غزة وإسرائيل والسعودية خلال رحلة مستقبلية، لكنه لم يذكر موعدها.
وقال ترامب إن "السعودية تريد السلام، ولا تطالب بدولة فلسطينية في المقابل".
لكن الموقف السعودي جاء واضحًا في بيان أعقب مؤتمر ترامب ونتنياهو، مؤكدًا رفض أي تغيير لموقف المملكة من القضية الفلسطينية، إذ أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة "ثابت وراسخ"، وأنها لن تتراجع عن دعم إقامة دولة فلسطينية.
وأكدت السعودية أن موقفها "ليس محل تفاوض أو مزايدات، والسلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه من دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية".