
تسريبات صوتية تفجر غضب وفديين ضد "يمامة".. واتهامات متبادلة بين رئيس الحزب وأعضائه
فجرت مكالمة هاتفية مسربة بين رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس مجلس إدارة جريدة الوفد وعضو الهيئة العليا للحزب أيمن محسب، حالة من الغضب تجاه الحزب، قررت على أثرها الهيئة العليا للحزب، أمس، تجميد عضوية محسب وإحالته للتحقيق، حسب القيادي بالحزب فؤاد بدراوي.
ونظم عدد من أعضاء الحزب بالمحافظات وقفة احتجاجية أمام مقر الحزب، بالتزامن مع انعقاد اجتماع الهيئة العليا، طالبوا فيها بإقالة يمامة، كما اقتحموا مقر الحزب بعد صدور قرار رئيسه بمنعهم من الدخول، حسب تصريحات لسكرتير عام الحزب ياسر الهضيبي.
وأكد الهضيبي أن اجتماع الهيئة العليا للحزب، أمس، انتهى إلى تصويت أعضائها لصالح استمرار يمامة رئيسًا للحزب ورفض الطلب المقدم من بعض أعضاء الهيئة بإقالته، بالإضافة إلى تجميد عضوية محسب وإحالته للتحقيق على خلفية مخالفات، رفض الإفضاح عنها، وأخيرًا تحصين تشكيل الجمعية العمومية للحزب لمدة عام، منعًا لإحداث أي تغييرات على تشكيل الهيئة العليا التي تنتخب من قبل تلك الجمعية.
وحول ما تضمنته التسريبات، قال أمين صندوق حزب الوفد ياسر حسان لـ المنصة إن "حالة الغضب التي شهدها الحزب جاءت عقب تسريب مكالمة تليفونية بين يمامة ومحسب يسيئان فيها لعدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب".
وكانت قناة الشرق أذاعت قبل أيام، تسريب مكالمة هاتفية بين يمامة ومحسب دافعا فيها عن عضو الهيئة العليا للحزب سفير نور، الذي سبق تسريب فيديو له من داخل الحزب أثناء حديثه عن صفقة آثار، واتهما أحد قيادات الحزب واسمه ياسر بالاتجار في الآثار، كما تضمنت المكالمة اتهامات وإساءة للقيادي بالحزب محمد الزاهد.
وتابع حسان "الناس كانت رايحة غضبانة علشان يحصل تغيير على مستوى منصب رئيس الحزب بعد التسريبات".
أما قرار تجميد عضوية النائب أيمن محسب، فقال عنه حسان "لا يزال محل جدل انتظارًا لحسمه من قبل رئيس الحزب، مؤكدًا أن لقاء سيجمعه بالهضيبي غدًا وعدد من القيادات لحسم تنفيذ ذلك القرار ومناقشة مستقبل جريدة الوفد وآليات تنفيذ القرار".
وردًا على سبب هذا الغضب، قال رئيس حزب الوفد لـ المنصة "مفيش غضب ولا حاجة دي مجموعة قابضة ومأجورة وجوم اتخانقوا وكسروا باب الحزب وكانوا أقل من 100 شخص".
وهو ما رفضه كلًا من عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدرواي، ونائب رئيس لجنة الوفد بمركز بسيون بالغربية طارق ناصف، إذ قال بدرواي لـ المنصة "هذا كلام لا أساس له من الصحة، من حضر إلى مقر الوفد بالأمس، كلهم أعضاء بالحزب على مستوى المحافظات وما نقدرش نصفهم بالمأجورين".
فيما قال ناصف، الذي كان بين المحتجين أمس، "إحنا لا مأجورين ولا بلطجية، البلطجية هما الناس اللي حوالين يمامة"، مضيفًا "الناس راحت امبارح أثار غضبهم مسألة غلق باب الحزب في وجوههم وصدور قرار من يمامة بمنعهم من الدخول".
ومع ذلك، استنكر يمامة وصف سكرتير عام الحزب أيمن الهضيبي في مداخلته التليفزيونية، أمس، للمتظاهرين ضده بالوفديين الشرفاء، مؤكدًا لـ المنصة "مش شرفاء ولا حاجة، إحنا عندنا كل التفاصيل عن مين دول وجايين وقابضين وكل حاجة بس إحنا مش هنقول، هما طبعًا كان فيهم بعض الوفديين بس الأغلبية مش وفديين".
ورفض يمامة الحديث عن أي تفاصيل بشأن من يقف وراء المعترضين على استمراره بقوله "إحنا حزب بنحافظ على غسيلنا"، مشددًا في الوقت نفسه "الهيئة العليا بتجديد الثقة في شخصي، ردت أبلغ الرد على هؤلاء".
وفي المقابل، عدد ناصف أسباب مطالبتهم برحيل يمامة، وفي مقدمتها اعتراضهم على سياساته ومنها "عدم عرضه ميزانية الحزب لا على الهيئة العليا ولا على الجمعية العمومية منذ انتخابه قبل 3 سنوات، فضلًا على إصراره طوال الوقت على عدم احترام لائحة الحزب"، لافتًا إلى تعدد سوابق فصله أكثر من عضو بالحزب دون تحقيق ودون إبلاغ الهيئة العليا "طول الوقت بيصدر قرارات فصل، ومفيش قرار واحد أخده وكمل فيه، كل القرارات اللي أخدها رجع فيها".
وأضاف أن من بين الأسباب التي دفعتهم للمطالبة بإقالة يمامة أيضًا عدم عقد اجتماعات الهيئة العليا للحزب التي تعد المؤسسة الأكثر تعبيرًا عن الوفديين، "اجتمعت مرة أو مرتين من يوم ما مسك، مع إن المفروض إننا حزب ومؤسسة ديمقراطية، وبالتالي فالناس طبعًا قلقانة على مستقبل الحزب، وقلقانة على الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي من المفترض أن يتم تمثيل الوفد فيها بعدد كويس، وفي المقابل صدرت قرارات يمامة لتغضب الشارع والناس".
وأكمل "أنت لما بتبص على السوشيال ميديا بتلاقي كل الناس بتسخر من الوفد بسبب رئيسه".
وتدليلًا على إيمانهم بالديمقراطية أكد ناصف أنه بمجرد خروج قرار الهيئة العليا باستمرار يمامة لم نعترض وانصرفنا على الرغم من أنه "قبل اجتماع الهيئة العليا أمس جمعنا 22 توقيعًا على قرار بإقالة يمامة، لكن داخل الاجتماع ولما التصويت بقى علني فيه ناس من الـ 22 غيروا أصواتهم، لأنهم منتظرينه يدرجهم ضمن قوائم الحزب كمرشحين لمجلسي النواب والشيوخ".
ونفى ناصف لجوء أيًا منهم للاعتصام داخل الحزب، مؤكدًا "إحنا ناس محترمة وكان هدفنا من دخول الحزب مش إننا نحضر اجتماع الهيئة العليا لأ.. كنا عايزين ندخل نتظاهر داخل أسوار الحزب علشان نبين للكل إن الوفد له ناس بيدوروا عليه، ودخلنا باحترام ولما الهيئة العليا اتخذت قراراتها قررنا نرحل في هدوء دون اعتراض أو فوضى".
وواصل بدراوي الدفاع عن الغاضبين من يمامة بقوله "حرّكتهم دوافع من بينها ما وصل إليه الحزب من تدهور وتراجع وغياب عن الساحة السياسية".
والشهر الماضي، ألغت الهيئة العليا لحزب الوفد قرار رئيس الحزب، فصل السيد البدوي الذي سبقه في المنصب، بعدما أعلن 31 من بين 50 عضوًا بالهيئة، رفضهم القرار الذي اعتبروه "تعديًا على اختصاصات الهيئة".
وكان رئيس الحزب قرر فصل البدوي، بسبب "انتقاد ومهاجمة الوفد وقياداته" خلال لقاء تليفزيوني، الأمر الذي اعتبره أعضاء الهيئة العليا مخالفًا لأنها وحدها من تملك صلاحية النظر في قرارات فصل أعضاء الحزب أو قياداته.