صفحة وزارة الصحة على فيسبوك
وزير الصحة خالد عبد الغفار خلال جولة في بعض مستشفيات الإسكندرية، 4 يوليو 2024

احتجاجات في مستعمرة الجذام بالخانكة.. ومصدر بـ"الصحة": قرار الغلق هدفه التطوير لا البيع

محمد عبدالمطلب
منشور الاثنين 27 يناير 2025

نفى مصدر مسؤول بوزارة الصحة والسكان طرح أراضي مستعمرتي الجذام في الخانكة والعامرية بعد غلقهما للبيع إلى مستثمرين، مؤكدًا أن الوزارة تُخطط لتطويرهما بالتعاون مع وزارة الإسكان في بناء مجتمع عمراني متكامل يضم مستشفى عامًا ومناطق سكنية ومدارس، في وقت شهدت مستعمرة الخانكة احتجاجات من بعض المرضى على خطة الوزارة.

وأوضح المصدر المطلع على خطة تطوير المستعمرتين لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، أن الوزارة "ستغلق المستعمرتين بعد توفير وحدات سكنية للمرضى والمتعافين المقيمين فيهما بالتعاون مع وزارة الإسكان ومحافظتي القليوبية والإسكندرية".

وأضاف أن الهدف من إخراج المرضى والمتعافين المقيمين بالمستعمرتين هو "إدماجهم في المجتمع، وعدم حاجتهم لإنشاء أماكن عزل مرة أخرى"، مؤكدًا أن المرض لم يعد معديًا كما كان سابقًا.

وقال المصدر بوزارة الصحة إن باقي دول العالم أغلقت هذا النوع من المستعمرات، واكتفت بعلاج المرضى في أقسام متخصصة لأمراض الجذام والجلدية ببعض مستشفياتها.

وتضُم مستعمرتا جذام الخانكة والعامرية مستشفيين يتكونان من طابق واحد، ويقدمان خدمات طبية لمرضى الجذام فقط، وبجوارهما أماكن سكن للمرضى وأراضٍ زراعية، حسب المصدر.

وأوضح المصدر أن المستشفيين والأبنية السكنية "تفتقر لأكواد البناء الحديثة، وعليه سيتم هدمها واستغلال مساحتها في بناء مستشفيين عامّين بمواصفات فنية حديثة تقدم كل الخدمات الطبية للمواطنين، مع وجود مبنى ملحق لكل مستشفى يضم قسمًا لأمراض الجذام والجلدية".

وأكد المصدر أن دور وزارة الصحة هو وضع تصميم هندسي وبرنامج وظيفي يُحدد الخدمات الطبية المقدمة والسعة السريرية للمستشفيين المقرر إنشاؤهما، فيما تتولى وزارة الإسكان إعادة تخطيط الأراضي الزراعية الموجودة بالمستعمرة واستثمارها في بناء مجتمع عمراني متكامل يضم مناطق سكنية ومدارس تعليمية.

وأشار المصدر إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي سيكون لها دور أيضًا في مخطط غلق وتطوير مستعمرتي الجذام، حيث ستتولى توفير سبل الرعاية الاجتماعية للمرضى والمتعافين بالتعاون مع المجتمع المدني، وصرف معاش شهري حال خروجهم من المستعمرة وتسكينهم في وحدات سكنية؛ معللًا بأنهم غير قادرين على العمل.

والخميس الماضي، أكد مصدران مطلعان على خطة التطوير بوزارة الصحة لـ المنصة، طلبا عدم نشر اسميهما، أن الوزارة قررت غلق المستعمرتين وطرح الأراضي للمستثمرين، ونقل المرضى لوحدات سكنية جارِ تخصيصها بالتنسيق مع محافظتي القليوبية والإسكندرية، إلا أن المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار، نفى في بيان الجمعة الماضي أن يكون "غلق مستعمرة الجذام بهدف طرح أرضها للاستثمار".

وأشار إلى أن حالات مرض الجذام لم يعد يتم استقبالها في المستعمرات، لكن يتم معالجتهم في أقسام الأمراض الجلدية في المستشفيات، كما أن المستعمرة لم تعد تستقبل مرضى منذ سنوات، ولا توجد أي توصية طبية على مستوى العالم بعزل مرضى الجذام أو حجزهم في مستعمرات.

وأضاف أن جميع المستعمرات على مستوى العالم تم إغلاقها "لأن مريض الجذام منذ تلقي أول جرعة للعلاج يصبح غير معدٍ لأي شخص، كما أن العلاجات الحديثة تشفي المريض تمامًا خلال فترة ستة أشهر"، مشيرًا إلى أنه من المستهدف القضاء على هذا المرض بحلول عام 2030.

ملاذ آمن

وداخل مستعمرة الخانكة، احتج عدد من المرضى على خطة الوزارة لغلقها وتطويرها بعد إخراجهم منها وتسكينهم في وحدات سكنية، مطالبين بالعدول عن هذه الخطوة لما يمثله المكان من ملاذ آمن يلبي احتياجاتهم المادية والطبية والاجتماعية، في ظل عدم قدرتهم على العمل ورهبة المجتمع منهم، حسبما قال أحد المرضى لـ المنصة.

وأضاف المريض، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن بيان وزارة الصحة الأخير الذي نفى غلق المستعمرة بغرض طرح أراضيها للاستثمار "لم يثلج صدورهم"، موضحًا أن الوزارة لم تنفِ رغبتها في غلق المستعمرة بل نفت طرحها أراضيها للاستثمار.

ونتيجة احتجاج المرضى على القرار زارهم أحد المسؤولين بالوزارة لطمأنتهم، لكن زيارته لم تلقَ قبولهم، حسبما قال المريض بالمستعمرة لـ المنصة.

وأوضح المريض أنه قضى بالمستعمرة نحو 34 عامًا، تزوج فيها وأنجب بنتين، تقيمان بجوار المستعمرة في قرية تسمى عزبة الصفيح، ويتردد هو عليهما كل يوم لمتابعة أحوالهما، ثم يعود إلى المستعمرة في نهاية اليوم يبيت فيها.

وأضاف أن وجوده بالمستعمرة يمَكِنه من تلقي مساعدات مادية وعينية يوفرهما لابنتيه، في ظل عدم القدرة على العمل وكسب دخل مالي، قائلًا "لو خرجت من المستعمرة هصرف على بناتي منين؟ ومش هيكون قدامي غير التسول".

وأكد أن حصوله على معاش تكافل وكرامة "لن يسمن ولن يغني من جوع"، فتقاضي 600 جنيه لن يعينه على تلبية متطلبات بنتيه.

وبدأ الحديث عن خطة تطوير مستعمرتي الجذام بعد اجتماع عقد بين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، ووزير الإسكان شريف الشربيني، لبحث تطوير مستعمرتي الجذام بالخانكة والعامرية ووضع خطة سريعة مع لتوفير الوحدات السكنية اللازمة للمرضى لدمجهم مع المجتمع، وإنشاء مستشفيات جديدة لخدمة المرضى، حسبما جاء في بيان نشرته وزارة الصحة.

وحسب نص البيان، فإن وزير الصحة أكد على "أهمية مشاركة وزارة الإسكان في تعزيز التعاون المشترك لزيادة الاستثمار وتوفير أراضي لبناء مستشفيات جديدة".

كما أكد، وفق البيان، "أهمية زيادة الاستثمار في القطاع الصحي من خلال تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال الهام، والعمل على تيسير كل الإجراءات بمشاركة وزارة الإسكان".

وبشأن مستعمرة الجذام في الخانكة والعامرية، أكد وزير الإسكان "التنسيق مع صندوق التنمية الحضرية لتطوير المنطقة بالتنسيق مع وزارة الصحة في هذا الشأن، وإعداد المخططات وموافاة الصندوق بها ليعمل وفقًا لها، وستتضمن المستشفيات بتلك المناطق"، وفق نص البيان نفسه.