تصوير سالم الريس، المنصة
نازحون يبدأون العودة إلى منازلهم بعد وقف النار في غزة، 19 يناير 2025

"التشييد والبناء": 20 مليار دولار لإعادة إعمار غزة و5 سنوات للتنفيذ

إسلام علي
منشور الخميس 23 يناير 2025

استبعد رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء محمد سامى سعد دخول الشركات المصرية لإعادة إعمار غزة في الوقت الحالي لعدم انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل، فيما قدر رئيسا شركتين تعملان بقطاع البناء لـ المنصة حاجة القطاع لنحو 20 مليار دولار و5 سنوات لتنفيذ الأعمال.

ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية، منتصف الشهر الجاري، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

وتعتزم الحكومة، بالتعاون مع 80 شركة مصرية من القطاع الخاص في مختلف المجالات، المشاركة في عملية إعادة إعمار غزة بأعمال قيمتها 600 مليون دولار، حسب مصدر بوزارة المالية المصرية مطلع على ملف إعادة إعمار غزة لـ المنصة.

من ناحيته، قال رئيس الاتحاد المصرى لمقاولي التشييد والبناء محمد سامى سعد لـ المنصة إن إزالة المباني المهدمة فقط في قطاع غزة يحتاج إلى عامين كاملين، بخلاف فترة تنفيذ تخطيط عمراني جديد للقطاع.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة الشمس للمقاولات وعضو اتحاد المقاولين شمس الدين يوسف، إن إعادة إعمار غزة يحتاج ما بين 15 إلى 20 مليار دولار لتنفيذ البنية التحتية فقط، في ظل حجم الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع.

وأضاف يوسف لـ المنصة، أن قطاع غزة يحظي بفرصة جيدة حاليًا لتنفيذ تخطيط عمراني جديد يؤمن المواطنين بشكل أكبر ويمنحهم فرصًا أفضل في السكن الجيد، مؤكدًا أهمية دور اتحاد المقاولين الفلسطيني في تنفيذ إصلاحات مواسير المياه والكهرباء قدر الإمكان قبل دخول شركات المقاولات المصرية.

والخميس الماضي، رصد مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات" تدمير وتضرر نحو 70% من مباني قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي على مختلف المنشآت.

وقال رئيس شركة ديتيلز للمقاولات وعضو اتحاد المقاولين محمد لقمة لـ المنصة، إن مرحلة الإعمار قد تستغرق نحو 5 سنوات لإنشاء مرافق مناسبة للمواطنين، بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار لتنفيذ البنية الأساسية والمستشفيات فقط.

ونظرًا لطول فترة إعادة الإعمار اقترح رئيس الاتحاد المصرى لمقاولي التشييد والبناء، اعتماد فكرة المباني الجاهزة، التي اعتبرها الخيار الأمثل لإنجاز عملية البناء، حيث يمكن إنشاء مصانع مخصصة لذلك في مدينة رفح المصرية، وهو ما يعزز من سرعة البناء في أوقات الأزمات.

والمباني الجاهزة هي التي يجري إنشاؤها بمواد أو هياكل كاملة مبنية ومجهزة خارج الموقع في المصانع ثم يجري تركيبها في الموقع كمنتج نهائي، ويمكن أن يتراوح ذلك بين مكون مسبق الصنع (مثل الهيكل المعدني) أو لوح (مثل الجدار) أو حتى غرفة كاملة، ويجري بعد ذلك تجميع تلك الأجزاء سريعًا من خلال طرق بسيطة وسهلة داخل الموقع.

وأشار سعد إلى أن المباني الجاهزة ستقلص المدة المطلوبة لتنفيذ عمليات إعادة الإعمار، وهو ما أكده لقمة أيضًا.

لكن رئيس مجلس إدارة شركة الشمس للمقاولات قال إن المباني الجاهزة ليست الحل الامثل لأن تكلفته تكون مرتفعة، إضافة إلى أن وقت تنفيذها متقارب مع المباني التقليدية، معتبرًا أن فترة الخمس سنوات ليست طويلة في عملية إعادة إعمار قطاع تم تدميره بالكامل.

وأكدت المصادر الثلاثة أهمية تميهد الطريق وتأمين عمل الشركات المصرية في غزة، فقال لقمة إن عنصر الأمان هام للغاية قبل الدخول للقطاع ومن الضروري أن يكون الطريق ممهدًا لدخول الشركات المصرية، وهو نفس ما أكده يوسف.

وأشار سعد إلى أن "دخول الشركات المصرية لإعادة إعمار غزة مش هيحصل دلوقتي بسبب عدم خروج الكيان الصيهوني بشكل كامل من القطاع".