زودت جوجل جيش الاحتلال الإسرائيلي بإمكانية الوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركة منذ الأسابيع الأولى للعدوان بين إسرائيل وغزة، وفق وثائق حصلت عليها واشنطن بوست.
وتظهر الوثائق أن جوجل ساعدت وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل مباشر خلال عدوانها على غزة، الذي استمر نحو 15 شهرًا وراح ضحيته 47107 قتلى و111147 مصابًا، على الرغم من جهود الشركة للنأي بنفسها علنًا عن جهاز الأمن القومي في البلاد بعد احتجاجات الموظفين ضد عقد الحوسبة السحابية مع الحكومة الإسرائيلية.
وتشير الوثائق، التي تفصّل مشاريع داخل قسم الحوسبة السحابية في جوجل، إلى أن الوزارة الإسرائيلية أرادت بشكل عاجل توسيع نطاق استخدامها لخدمة Vertex من جوجل، التي يمكن للعملاء استخدامها لتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الخاصة.
وحذر موظف في جوجل في إحدى الوثائق من أنه إذا لم تعمل الشركة بسرعة على توفير المزيد من الوصول، فإن جيش الاحتلال سيلجأ بدلًا من ذلك إلى شركة أمازون، منافس جوجل السحابي، التي تعمل أيضًا مع حكومة إسرائيل بموجب عقد نيمبوس.
وأظهرت وثيقة أخرى، تعود إلى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن الموظف شكر زميله في العمل لمساعدته في التعامل مع طلب وزارة الدفاع.
ولا تشير الوثائق على وجه التحديد إلى الكيفية التي خططت بها وزارة الدفاع لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من جوجل أو كيف تساهم في العمليات العسكرية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أخطرت شركة جوجل 28 من موظفيها بفصلهم عن العمل بعد مشاركتهم في احتجاجات نظمها عشرات الموظفين في مكاتب الشركة بنيويورك وسياتل وسانيفيل بولاية كاليفورنيا، ضد عقد أبرمته الشركة مع إسرائيل في إطار ما يعرف بمشروع نيمبوس.
واعتصم المحتجون لما يقرب من 10 ساعات بمقار الشركة، قبل أن يتم اعتقال تسعة منهم بتهمة التعدي على الممتلكات.
ونيمبوس هو عقد بين الحكومة الإسرائيلية وشركتي جوجل وأمازون يتعلق بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بقيمة 1.2 مليار دولار أمريكي، ينص على إنشاء نظام آمن مماثل لـ"Google Cloud" على الأراضي الإسرائيلية، على نحو يمكِّن الحكومة الإسرائيلية من إجراء تحليل للبيانات على نطاق واسع، والتدريب على الذكاء الاصطناعي، واستضافة قواعد البيانات، وأشكال أخرى من الحوسبة القوية باستخدام تكنولوجيا جوجل، مع القليل من الإشراف من قبل الشركة.
وسبق أن دشَّن موظفون في جوجل وأمازون حملة باسم لا تكنولوجيا للفصل العنصري/No Tech for Apartheid، للاحتجاج ضد مشروع نيمبوس، واستقال عاملان في جوجل في أبريل الماضي احتجاجًا على المشروع.
وكشف تحقيق استقصائي مشترك لمجلة "+972" وموقع "Local Call" في أبريل الماضي عن تطوير جيش الاحتلال برنامجًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي يعرف باسم "لافندر"، وهو نظام يستخدم لتحديد جميع النشطاء المشتبه بهم في الأجنحة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي بما في ذلك العناصر ذات الرتب المنخفضة واعتبارهم أهدافًا محتملة للتفجيرات.
وهذه ليست أولى الوثائق التي تتحدث عن دور جوجل في العدوان على غزة، ففي أبريل أيضًا كشفت وثيقة خاصة بجوجل عن تقديمها خدمات حوسبة سحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، ودخولها في مفاوضات لتعميق الشراكة مع تل أبيب أثناء الحرب على غزة، حسب تحقيق نشرته مجلة تايم الأمريكية.
وبعد أيام من إطلاق حماس عملية طوفان الأقصى عطلت خرائط جوجل تحديثات حركة المرور المباشرة لمناطق إسرائيل وقطاع غزة بناء على طلب الجيش الإسرائيلي.
وقالت الشركة وقتها "كما فعلنا سابقًا في حالات الصراع واستجابة للوضع المتطور في المنطقة، قمنا مؤقتًا بتعطيل القدرة على متابعة حركة المرور الحية وبيانات اختناقات المرور الكثيفة مراعاة لسلامة المجتمعات المحلية".
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي اتهمت وكالة الأونروا إسرائيل بـ"شن حملات تضليل معلوماتي ضدها مستهدفة تشويه صورتها"، وقالت إن الحملة الإسرائيلية تعتمد على استخدام إعلانات جوجل واللوحات الإعلانية في جميع أنحاء العالم "ما تتسبب في ضرر هائل لسمعة الأونروا".