أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مئات العائلات في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، على النزوح القسري إلى مدينة غزة، بعد حصاره لثلاث مدارس وعدد من المنازل المكتظة بالسكان، في وقت اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إسرائيل بـ"شن حملات تضليل معلوماتي ضدها مستهدفة تشويه صورتها".
وقال شاهد عيان، لـ المنصة، إنّ جيش الاحتلال أمرهم بالإخلاء عبر مكبرات الصوت في مُسيرات كوادكوبتر، تزامنًا مع إطلاق الرصاص في مناطق قريبة من مساكنهم، مما اضطرّهم للنزوح تحت تهديد فوهات مدافع الدبابات.
وأشار إلى أنهم توجهوا نحو الحاجز الإسرائيلي بالقرب من المستشفى الأندونيسي، حيث سُمح للنساء والأطفال بالمرور، فيما اُحتجز الشباب والرجال للفحص الأمني، قبل السماح لهم باستكمال طريقهم نحو شارع صلاح الدين الرئيسي شرقًا، ثم التوجه جنوبًا إلى مدينة غزة.
وأفاد شاهد عيان آخر، لـ المنصة، بتعرض النازحين لإطلاق نار من قبل آليات الاحتلال خلال سيرهم في شارع صلاح الدين، ما تسبب في إصابة البعض، وتمكنت طواقم الإسعاف من نقلهم إلى المستشفى المعمداني بغزة.
وقال مصدر صحفي في مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا، لـ المنصة، إنّ جيش الاحتلال استهدف البوابة الشمالية للمستشفى بالرصاص، دون وقوع إصابات، موضحًا أنّه لا يزال في بيت لاهيا عشرات العائلات التي ترفض النزوح والامتثال لأوامر الإخلاء.
وفي سياق آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، "تحرير جثمان الأسير الإسرائيلي إيتاي ليوري، الذي اختطف من مستوطنة بئيري على حدود قطاع غزة، خلال عملية طوفان الأقصى"، حسب ما أوضح جيش الاحتلال في بيان.
واتهم جيش الاحتلال، حماس، بـ"قتل ليوري" خلال احتجازه، مؤكدًا استمرار العمل حتى إعادة
"كافة المختطفين".
وميدانيًا، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، أكثر من 45 فلسطينيًا غالبيتهم أطفال ونساء، شمال وجنوب القطاع.
وقصف جيش الاحتلال، ثلاثة منازل في شارع النفق شمال مدينة غزة بصواريخ حربية دون سابق إنذار، وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل، لـ المنصة، إنّ "ثلاث بنايات سكنية مأهولة، تم تدميرها بصواريخ حربية بشكلٍ كامل فوق رؤوس الأطفال والنساء".
وأشار إلى أنّ طواقمهم تمكنت من انتشال أكثر من 20 جثمانًا و50 مصابًا، غالبيتهم أطفال ونساء، وصلوا إلى مستشفى المعمداني، موضحًا أنه "لا يزال تحت الأنقاض، قرابة 20 آخرين بحسب إفادات المصابين".
وبالتزامن، تعرضت منطقة الكرامة والمخابرات والشيخ رضوان وحي تل الهوا، لقصف بالطائرات الحربية الإسرائيلية. وتمكنت طواقم الإسعاف من انتشال ضحيتين وعدد من الإصابات بعد قصف مجموعة مواطنين بالقرب من برج الشفاء غرب غزة.
كما تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال 7 مصابين إثر استهداف آخر لمجموعة من المواطنين بحي النصر شمال غرب غزة، حسب ما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة. فيما قصف جيش الاحتلال منزلًا يعود لعائلة الأشقر بحي الشيخ رضوان بعد مطالبة سكانه بالإخلاء، حسب ما أفاد شاهد عيان.
وفي خانيونس، وتحديدًا في المواصي غرب المدينة، حيث تتكدس خيام النازحين في المنطقة المصنفة بأنها منطقة إنسانية آمنة، استهدف جيش الاحتلال الخيام بصواريخ تسببت في انفجار كبير أدى إلى حرق عشرات الخيام.
وبينما عملت طواقم الدفاع المدني على إخماد الحرائق والسيطرة عليها، انتشلت طواقم الإسعاف 20 ضحية، من بينهم 5 أطفال تفحمت أجسادهم، فيما انتشلت باقي الضحايا أشلاءً، حسب ما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
وقال مصدر طبي بمستشفى ناصر بخانيونس لـ المنصة، إنه وصلهم 18 إصابة نتيجة القصف، غالبيتهم يعانون من حروق بالغة، فيما أكد مصدر صحفي لـ المنصة، أنه لا يزال هناك 3 مفقودين حسب إفادات النازحين من أقاربهم.
وتسبب القصف في إحداث حفرة كبيرة في الأرض، وتدمير أكثر من 40 خيمة. وقال شاهد عيان لـ المنصة "لا ضل خيمة ولا حرامات ولا أواعي ولا حتى أكل، كل إشي إنحرق ومنيح طلعت أنا وولادي وزوجتي بخير، هي المنطقة الإنسانية والأمان فيها".
ووسط قطاع غزة، انتشلت طواقم الإسعاف بمستشفى العودة، مساء الأربعاء، 3 ضحايا من عائلة مقداد، جراء استهداف منزلهم بمخيم النصيرات، الذي أدى إلى دمار 4 منازل مجاورة أيضًا.
وأوضح مصدر في الإسعاف، لـ المنصة، أنهم انتشلوا 21 إصابة جراء الإستهداف، غالبيتهم من الأطفال، بعضهم حالته خطيرة، تم تحويلهم لمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح لإجراء عمليات جراحية عاجلة.
وقُتل 5 مواطنين بينهم 3 أطفال إثر قصف استهدف تجمعًا للمواطنين أمام مخبز للخبز البلدي وتكية تقدم الطعام المجاني للنازحين، شرق مخيم النصيرات. كما قُتل شاب برصاصة من مُسيرة إسرائيلية شرق مخيم المغازي، وأصيب 3 مواطنين في قصف بمخيم البريج، حسب ما أفاد مصدر في الإسعاف التابع لمستشفى العودة بالنصيرات، لـ المنصة.
وتعرضت منطقة شرق مدينة دير البلح، الأربعاء، لقصف كثيف استهدف عدة مناطق بشكل متزامن، حسب شاهد عيان قال لـ المنصة، إنّ "قوة خاصة إسرائيلية تسللت إلى المنطقة بسيارة مدنية، واعتقلت شابين من عائلة أبو هويشل، قبل أن تتعرض المنطقة للقصف الكثيف لحظة انسحاب القوة من المكان.
في غضون ذلك، قالت وكالة "الأونروا" عبر فيسبوك، إن "الحكومة الإسرائيل تقود حملة تضليل معلوماتي مستهدفة الوكالة، التي تُعد أكبر مزود إنساني لسكان غزة التي مزقتها الحرب".
واعتبرت أن قيام إسرائيل، الدولة العضو في الأمم المتحدة، بتصنيف الأونروا، إحدى وكالات الأمم المتحدة، منظمة إرهابية، "يرقى إلى مستوى خطاب الكراهية"، مشيرة إلى أن الحملة الإسرائيلية تعتمد على استخدام إعلانات جوجل واللوحات الإعلانية في جميع أنحاء العالم. وقالت "الحملة تتسبب في ضرر هائل لسمعة الأونروا".
وأضافت "يجب على المسؤولين عن نشر المعلومات المضللة أن يتوقفوا ويحاسبوا. كما يجب وضع لوائح للتحكم في انتشار هذه الرسائل الضارة، التي قد تكون خطيرة".
وصنفت إسرائيل الوكالة منظمة إرهابية وقررت وقف التنسيق معها داخل إسرائيل أو خارجها، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، اكتشفت المديرة التنفيذية للأونروا في الولايات المتحدة مارا كرونينفيلد حملة إعلانية موجهة ضد الوكالة أثناء إجراء بحث عن اسم الأونروا على جوجل، حسب الشرق.
وذكر تقرير نشرته مجلة "وايرد" في أغسطس/آب الماضي أن الحكومة الإسرائيلية أطلقت حملة دعائية عبر الإنترنت تستهدف تشويه الأونروا، تضمنت شراء إعلانات على جوجل لجذب الباحثين عن اسم الوكالة إلى موقع إلكتروني تابع للحكومة الإسرائيلية يربط الوكالة الأممية بحركة حماس.