أُصيب 5 إسرائيليين بينهم جندي بجيش الاحتلال في عملية طعن نفذها شاب مغربي في تل أبيب، مساء أمس، فيما قُتل 10 فلسطينيين وأصيب 40 آخرين في الضفة الغربية في هجوم شنه الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها مُعلنًا بدء عملية عسكرية تستهدف المقاومة الفلسطينية.
وباركت حركة حماس في بيان عبرّ تليجرام، عملية الطعن التي وصفتها "بالبطولية" في تل أبيب، مشيرة إلى أنها إثبات على "استمرار وتصاعد المقاومة ما دام الاحتلال وما دامت جرائمه وعدوانه"، ناعية "الشهيد المغربي البطل عبد القاضي عزيز منفذ العملية".
وقالت حماس، إن العملية رد طبيعي بعد ساعات على مقتل وإصابة العشرات في جنين، واعتبرتها "رسالة بليغة أن الدم بالدم وأن يد المقاومة ستضرب بكل قوة في عمق هذا الكيان الغاصب".
ودعت الحركة، الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية للنفير وتكثيف العمل المقاوم ضد جيش الاحتلال والمستوطنين والعمل على إسناد جنين وكل المحافظات الفلسطينية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، دفع بقوات وآليات عسكرية وبغطاء من طائرات الاستطلاع والطائرات المروحية، بعد ظهر أمس، مُحاصرًا مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية من المداخل الثلاث، حسب شاهدي عيان لـ المنصة.
وفي بيان مقتضب لجيش الاحتلال عبر واتساب، قال إن قواته بالمشاركة مع الشاباك وحرس الحدود أطلقت حملة عسكرية باسم "السور الحديدي" هدفها إحباط الأنشطة "الإرهابية" في جنين، بحسب وصف البيان.
وأفاد شاهدا عيان بأن قناصة جيش الاحتلال استهدفوا المدنيين في شوارع جنين، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم كبار سن وأطفال ونساء، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أمس مقتل 10 مواطنين بينهم طفل، وإصابة أكثر من 40 آخرين خلال العملية العسكرية.
وقال مصدر طبي في مستشفى جنين الحكومي لـ المنصة، إن جيش الاحتلال هاجم المستشفى بالرصاص وبشكل مباشر، ما تسبب بإصابة عدد من الكوادر الطبية والمرضى، مشيرًا إلى أنه من بين المصابين الذين وصلوا المستشفى، أطفال بعمر السنة.
وقامت جرافات جيش الاحتلال بتجريف مساحات واسعة من الشوارع والبنية التحتية منذ اللحظات الأولى لاقتحام المدينة، كما اقتلعت عشرات الأشجار في أراضي زراعية، حسب ما أوضح شاهدا العيان.
وقال مصدر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن جيش الاحتلال منع طواقم الإسعاف التابعة لهم من دخول مدينة جنين لانتشال الضحايا والجرحى، وأجبر سائقي الإسعاف على الابتعاد عن مداخل جنين تحت تهديد السلاح.
وفي السياق، قال رئيس حركة حماس في الضفة الغربية زاهر جبّارين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لتصعيد القتال وفتح جبهات جديدة بشكل مستمر، بهدف تعزيز بقائه في السلطة وحماية حكومته من الانهيار.
وأكد جبّارين في بيان نشرته حماس عبر تليجرام، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد الاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقوقه، وهو ما يدفعه للاستمرار بمواجهة الفلسطينيين ومقاومتهم ودفع المستوطنين لارتكاب جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني بشكل مستمر.
وأضاف "الشعب الفلسطيني توحد في غزة واستطاع كسر إرادة المجرمين، وكما هزمنا نتنياهو في غزة سنهزمه في الضفة".
بالتزامن مع العملية العسكرية في جنين، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات في عدة مناطق بالضفة الغربية والقدس، وأفاد مصدر صحفي بأن الاحتلال اقتحم مخيم شعفاط شرقي القدس، ما أسفر عن إصابة شاب بالرصاص، كما شهد حي المساكن الشعبية شرقي نابلس مواجهات عنيفة مع شبان فلسطينيين تخللها إطلاق نار.
وفي بلدة عزون شرق قلقيلية، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على منازل المواطنين، بينما اعتقلت خمسة فلسطينيين في بيت كاحل غرب الخليل، وعلى الطريق الرئيسي بين رام الله ونابلس قرب مستوطنة شيلو، اندلعت مواجهات بين مستوطنين وفلسطينيين تبادلوا خلالها إلقاء الحجارة.
تزامنت العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين واقتحام مدن وبلدات بالضفة الغربية مع اليوم الثالث لسريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وجاء ذلك بعد حرب استمرت 470 يومًا وأسفرت عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني والإسعاف، الثلاثاء، جثامين 58 قتيلًا من مناطق مختلفة جنوب وشمال قطاع غزة، وذلك عقب بدء انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من بعض المناطق. ومن المقرر أن يستكمل الانسحاب تدريجيًا خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وفقًا لما نصت عليه صفقة وقف إطلاق النار.
وفي اليوم الثالث لوقف إطلاق النار، سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخول 891 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية والبضائع والوقود إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح، وفقًا لمصدر في هيئة المعابر والحدود بغزة.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد الماضي، لإنهاء 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي على المدنيين والنازحين في قطاع غزة، في أعقاب هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية الأربعاء الماضي، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبموجبه ستطلق حماس سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا لديها في المرحلة الأولى التي تمتد 42 يومًا، فيما ستفرج تل أبيب عن 735 معتقلًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال.