تكبد مزارعون خسائر كبيرة تراوحت من 40 إلى 50 ألف جنيه في الفدان الواحد، نتيجة زراعتهم محصول البطاطس التي تهاوت أسعارها في السوق المحلية بنسبة تزيد عن 60% خلال الفترة الأخيرة، حسب 4 مصادر بينهم مسؤول حكومي لـ المنصة.
وفيما كان انخفاض أسعار البطاطس خبرًا سعيدًا للمواطنين، وقع أثره السيئ على قطاع من المزارعين نتيجة خسارتهم تكاليف الزراعة المرتفعة منذ العام الماضي، إذ تراجع سعر الكيلو إلى أقل من 10 جنيهات مقابل 25 و30 جنيهًا للكيلو الشهر الماضي، نتيجة إغراق السوق بمحصول العروة الشتوية، حسب مزارعين اثنين لـ المنصة.
وقال ميلاد نعيم وهو مزارع بمحافظة أسيوط إن خسائره وصلت لنحو 250 ألف جنيه، نتيجة زراعته خمسة أفدنة من البطاطس، موضحًا أن تكلفة زراعة الفدان بلغت 90 ألف جنيه، فيما بلغ سعر بيع المحصول للفدان نحو 40 ألف جنيه فقط.
وأضاف نعيم لـ المنصة أن فدان البطاطس يحتاج إلى متوسط طن ونصف تقاوي في العروة الشتوية، بسعر 40 ألف جنيه، بجانب تكلفة تأجير الأرض البالغة نحو 16 ألف جنيه للفدان، إضافة إلى مصاريف رش مبيدات تصل إلى 5 آلاف جنيه، وعمالة بـ17 ألف جنيه، ومصاريف تسميد بلغت 8 آلاف جنيه، و4 آلاف تكلفة حرث وري.
وأشار إلى عزوفه عن زراعة البطاطس مرة أخرى، لافتًا إلى أن "هذا ما يراه أيضًا أغلب المزارعين"، نظرًا للخسارة الكبيرة التي تكبدها.
وقال سعيد جمعة وهو مزارع بمحافظة المنيا لـ المنصة إنه تعرض لخسائر بلغت نحو 40 ألف جنيه في فدان البطاطس، نتيجة مصاريف زراعته التي وصلت لحوالي 80 ألف جنيه، وإنتاجية ضعيفة تراوحت بين 7 إلى 8 أطنان في الفدان، لافتًا إلى عزوفه عن زراعة البطاطس مجددًا.
من ناحيته، قال عضو بجمعية إنتاج البطاطس، طلب عدم نشر اسمه، إن بعض الفلاحين حاولوا تخفيض النفقات العالية لزراعة البطاطس من خلال تقليل كميات السماد والمبيدات فتراجعت إنتاجية الفدان من 10 و12 طنًا إلى 8 أطنان فقط.
وأوضح عضو الجميعة لـ المنصة أن زيادة المعروض من البطاطس أدت إلى انهيار أسعارها ليصل سعر المحصول إلى 5 جنيهات للكيلو من الأرض الزراعية في العروة الشتوية، مقابل 15 و20 جنيهًا في العروة الصيفية، إذ يجري زراعة العروة الشتوية خلال شهر سبتمبر/أيلول، بينما يتم الحصاد منتصف ديسمبر/كانون الأول.
وأرجع مصدر بقطاع المحاصيل البستانية بوزارة الزراعة سبب خسارة مزاعي العروة الشتوية للبطاطس إلى "التخزين والطمع"، موضحًا بقوله "الفلاحين خزنوا بطاطس المحصول الصيفي في الثلاجات ليحافظوا على الأسعار المرتفعة، ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية للبطاطس الفترة الماضية، وتزامن ذلك مع حصاد بطاطس العروة الشتوية حاليًا وزيادة المعروض وتراجع الطلب".
وأضاف المصدر لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، أن العروة الشتوية هي أكبر العروات الثلاثة التي تزرع على مدار العام، وتنتج عن التقاوي كسر المحلي رخيصة السعر، بمتوسط 27 ألف جنيه للطن، بمساحة نحو 250 ألف فدان، ومتوسط إنتاج من 8 إلى 10 أطنان للفدان، وتُحصد في توقيت يكون فيه التصدير متوقفًا، بعكس العروة الصيفية التي تُحصد في ذروة توقيت التصدير، وكل هذه عوامل تؤدي لتراجع سعرها.
وتراجعت أسعار التقاوي الصيفية المستوردة للبطاطس بنحو 50% خلال الفترة الأخيرة، ليصل سعر الطن إلى 70 ألف جنيه، بعدما بلغ 160 ألف جنيه في بداية العام الحالي.
وارتفعت أسعار البطاطس من 12 إلى 30 جنيهًا للكيلو في بعض المناطق منذ يونيو/حزيران الماضي، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج والتقاوي ونشاط التصدير بجانب تخزين التجار الكميات المتبقية بالأسواق، حسب تقرير سابق لـ المنصة.