أعلن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، اليوم، مواصلة المسار الذي بدأوه عام 2011، في إشارة إلى الثورة السورية، في وقت حذرت إيران وروسيا، الداعمتان الرئيسيتان لبشار الأسد من الفوضى، وتوالت ردود الفعل الدولية متباينة بين الترحيب بإسقاط بشار غربيًا، والإعلان عن دعم الشعب السوري وخياراته عربيًا.
وقال الجولاني، في بيان بثه التليفزيون السوري الرسمي، إنه لا مجال للعودة إلى الوراء وإن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011. وأضاف "المستقبل لنا"، حسب سكاي نيوز.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد قرر مغادرة البلاد، والتخلي عن منصبه وأمر بانتقال سلمي للسلطة بعد مفاوضات مع أطراف في النزاع، حسب سكاي نيوز.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن روسيا لم تشارك في المفاوضات التي أدت إلى هذا القرار، لكنها تواصل اتصالاتها مع جميع فصائل المعارضة السورية، داعية إلى ضرورة نبذ العنف والعمل على حل القضايا السياسية في سوريا من خلال الحوار، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وصدر القرار رقم 2254 في ديسمبر/كانون الأول من عام 2015، ومفاده أن الشعب السوري هو المخول الوحيد في تقرير مصير بلاده.
كما شدد بيان الخارجية الروسية على أهمية احترام آراء جميع المكونات العرقية والطائفية في سوريا، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق عملية سياسية شاملة.
من جانبها، قالت إيران إنها "لن تدخر أي جهود لدعم الاستقرار والهدوء في سوريا، ومن هذا المنطلق ستواصل مشاوراتها مع جميع الأطراف المؤثرة وخاصة الأطراف الإقليميين"، حسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية نقلته وكالة الأنباء الرسمية إرنا.
وأعلن البيان أن مواقف إيران الثابتة تتمثل في "احترام وحدة وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية السورية"، مشيرًا إلى أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل بلاده، "بعيدًا عن التدخلات المخرّبة أو الإملاءات الأجنبية".
وأضاف أن "تحقيق هذا الهدف يستدعي الإنهاء الفوري للمواجهات العسكرية، والحول دون التحركات الإرهابية، والبدء في حوار وطني يشمل جميع الأطراف المكوّنة للمجتمع السوري، وبالتالي تشكيل حكومة شاملة تمثل الشعب السوري برمته".
كما أكدت الخارجية الإيرانية أن طهران "إذ ترصد بدقة التطورات في سوريا والمنطقة، ومع الأخذ بعين الاقتدار تحركات وإجراءات اللاعبين المؤثرين على الساحة السياسية والأمنية لهذا البلد، ستتخذ الإجراءات والمواقف المناسبة أيضًا".
في المقابل، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الإدارة السورية الجديدة يجب أن تشمل الجميع وإن الشعب السوري سيقرر الآن مستقبله.
ودعمت تركيا على مدار سنوات فصائل مناهضة للنظام السوري خلال الحرب الأهلية، ودخلت في مواجهات ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تمثل الأكراد.
وأضاف فيدان، خلال مؤتمر صحفي بالدوحة، أن الشعب السوري ليس في وضع يسمح له بإعادة البناء بمفرده وأن الجهات الفاعلة الدولية والقوى الإقليمية يجب أن تتصرف بحكمة وأن تحافظ على سلامة الأراضي السورية، حسب ما نقله موقع سويس إنفو عن وكالة رويترز.
وحذر وزير الخارجية التركي من أنه "لا ينبغي السماح للمنظمات الإرهابية باستغلال الوضع".
من جانبه قال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس جو بايدن وأعضاء فريقه يتابعون عن كثب الأحداث غير العادية في سوريا، وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين، حسب الشرق الأوسط.
بينما قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عبر إكس، "لقد رحل الأسد. فرَّ من بلاده. ولم تعد حاميته، روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، مهتمةً بحمايته بعد الآن". وأضاف "روسيا وإيران في حالة ضعف، أليس كذلك؟، إحداهما بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والأخرى بسبب إسرائيل ونجاح عملياتها القتالية".
وأكد نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دانييل شابيرو، خلال مؤتمر حوار المنامة الأمني في البحرين، أن الولايات المتحدة ستظل في شرق سوريا، وستتخذ التدابير اللازمة لمنع عودة ظهور تنظيم داعش، داعيًا جميع الأطراف، إلى حماية المدنيين، خصوصًا الأقليات، والالتزام بالمعايير الدولية، حسب الشرق الأوسط.
ترقب عربي
قالت مصر في بيان لوزارة الخارجية، إنها "تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته سوريا الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها".
ودعت مصر "جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي".
وأشارت القاهرة إلى استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري.
وصرح مصدر سعودي لرويترز بأن المملكة على اتصال بكل الأطراف في المنطقة بشأن سوريا، وأنها عازمة على بذل كل ما في وسعها لتجنب حدوث فوضى في البلاد، حسب ما نقله موقع سويس إنفو.
وأضاف المسؤول "نحن على اتصال بكل الأطراف الفاعلة في المنطقة. نحن على اتصال دائم مع تركيا وجميع الأطراف المعنية".
وقال ملك الأردن عبدالله الثاني، إن بلاده تقف إلى جانب الأشقاء السوريين وتحترم إرادتهم وخياراتهم، مشددًا على ضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها، والعمل بشكل حثيث وسريع لفرض الاستقرار وتجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى، حسب وكالة الأنباء الأردنية بترا.
واستعرض الملك عبد الله جهود بلاده في دعم سوريا خلال السنوات الماضية، قائلًا إن الأردن "لطالما وقف إلى جانب الأشقاء السوريين منذ بداية الأزمة وفتح أبوابه للاجئين خلال العقد الماضي مقدمًا لهم مختلف الخدمات من صحة وتعليم وغيرها، أسوة بالأردنيين".
وحث مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، السوريين على التعاون لتجنّب حصول "فوضى" بعد إعلان فصائل معارضة دخول دمشق وهروب الأسد، قائلًا خلال مداخلة في منتدى المنامة المقام في البحرين "نأمل في أن يعمل السوريون معًا لكي لا نشهد حلقة أخرى من الفوضى"، حسب فرانس 24.
من جانبه أكد الجيش العراقي، أن الوضع على الحدود مع سوريا "مؤَمَّن بالكامل"، مشيرًا إلى 4 موانع تساعد على حماية الحدود، حسب سكاي نيوز.
ترحيب غربي
وقالت نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر "الديكتاتورية والإرهاب يخلقان مشكلات للشعب السوري الذي عانى كثيرًا بالفعل، كما أنهما يزعزعان استقرار المنطقة. ولهذا السبب يتعيَّن علينا إيجاد حل سياسي وصولًا إلى حكومة تعمل لصالح الشعب السوري. وهذا ما نريد أن نراه".
وتابعت، حسب الشرق الأوسط، "هذا هو شكل الديمقراطية التي نقول إنها مناسبة للعالم، ونأمل في أن يتمتع بها الشعب السوري.. إذا رحل الأسد، فهذا تغيير مرحب به، لكن ما سيأتي بعد ذلك لا بد أن يكون حلًا سياسيًا، ولا بد أن يعملوا لصالح الشعب السوري".
ورحّبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بسقوط الأسد، معتبرة ذلك مؤشرًا على ضعف حليفته روسيا وإيران، حسب موقع المشهد العربي.
ورحّب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، بسقوط نظام الأسد، معتبرًا أن هذا التحول يمثل نهاية "أكثر من 13 عامًا من القمع العنيف ضد الشعب السوري"، حسب مونت كارلو الدولية.
وقال لوموان في بيان صحفي اليوم "إن نظام بشار الأسد لم يتوقف عن تحريض السوريين ضد بعضهم البعض، وأدى إلى تقسيم البلاد وتشتيتها، حان الوقت لتحقيق الوحدة".
كما أعربت ألمانيا عن "ارتياحها الكبير" لسقوط حكم الأسد، محذّرة في الوقت عينه من وصول "متشددين" الى السلطة.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان "يجب على البلاد الآن ألا تسقط بين أيدي متشددين آخرين تحت أي شكل كان. لذلك ندعو كل الأطراف إلى تحمّل كل مسؤولياتها تجاه جميع السوريين"، حسب فرانس 24.