أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس، إعلانًا دستوريًا يتضمن تعديلًا على القانون الأساسي الفلسطيني، ينص على تولي رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، رئاسة السلطة مؤقتًا لمدة 90 يومًا حال شغور منصب الرئيس لحين إجراء الانتخابات.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن التعديل يُتيح تمديد المدة لمرة واحدة فقط بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني، حال تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية بسبب "ظروف قاهرة".
ونقلت الشرق عن مصادر في حركة فتح قولها إن إعلان عباس جاء بعد نقاشات واسعة داخل القيادة الفلسطينية بشأن خلافته، في ظل بلوغه التسعين ومعاناته من مشكلات صحية مرتبطة بالعمر، وأكدت المصادر أن "عباس حسم الموقف برفض أي صيغة للتوريث أو الخلافة المباشرة"، مشددًا على أن الانتخابات العامة هي المسار الوحيد لاختيار رئيس جديد.
وينص النظام الأساسي للسلطة الفلسطينية على أن يتولى رئيس المجلس التشريعي مهام الرئاسة لمدة 60 يومًا حال شغور المنصب، تُجرى خلالها انتخابات عامة لاختيار رئيس جديد، لكن تغيرت هذه الآلية بعد قرار عباس بحل المجلس التشريعي عام 2007 عقب الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، مما استدعى تعديلًا دستوريًا لتحديد الجهة التي ستتولى السلطة مؤقتًا.
ويتولى روحي فتوح رئاسة المجلس الوطني منذ عام 2022، خلفًا للرئيس السابق سليم الزعنون، ويتمتع بخبرة سابقة في إدارة المرحلة الانتقالية، حيث تولى رئاسة السلطة الفلسطينية مؤقتًا عام 2004، بصفته رئيس المجلس التشريعي آنذاك، عقب وفاة الرئيس ياسر عرفات، واستمرت ولايته 60 يومًا، أُجريت خلالها انتخابات عامة انتهت بفوز عباس.
وعلى صعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بخروج 20 مريضًا وجريحًا من قطاع غزة مع مرافقيهم لتلقي العلاج خارج القطاع، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وذكر مصدر في المنظمة لـ المنصة، أن القافلة انطلقت من مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس إلى معبر كرم أبو سالم قرب رفح، حيث غادر المرضى لاستكمال العلاج اللازم.
وأفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عن 3 فلسطينيين اعتقلهم خلال عمليته العسكرية شمال غزة، إذ تسلمهم الصليب الأحمر الذي عمل على نقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي الرعاية الصحية.
ووصل السبعيني حسن بعلوشة، إلى جنوب القطاع، بعدما أفرجت عنه سلطات الاحتلال من المعتقلات الإسرائيلية، وقال لـ المنصة، إنه "تعرض للتعذيب داخل المعتقلات وخلال عمليات التحقيق"، مشيرًا إلى أنّ جسده لم يقوَ على تحمل التعذيب الذي خلف له ندوبًا.
وأوضح بعلوشة أنه تعرض للاعتقال في بيت لاهيا شمال القطاع، حينما مرّ على حاجز لجيش الاحتلال بعد إجباره وعائلته على النزوح إلى مدينة غزة، وقال "ضربوني وعذبوني من لحظة اعتقالي الأولى بعد ما احتجزونا في بناية مدمرة قريبة من الحاجز، لا رحموا كبير ولا صغير، كلنا ضربونا وعذبونا، وبعدين نقلوني على مسشفى إسرائيلي مُقيد اليدين وعنيا مغميين".
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملياته العسكرية شمال قطاع غزة، حيث شهدت مناطق جباليا وبيت لاهيا قصفًا مكثفًا ونسفًا للمربعات السكنية، وفقًا لثلاثة شهود عيان تحدثوا لـ المنصة، أفادوا بتعرض مساحات واسعة لتدمير شامل جراء القصف وعمليات التجريف التي طالت المنازل والبنية التحتية.
كما نسف الاحتلال برجًا سكنيًا قرب مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا، إلى جانب تفجير مربعات سكنية بمحيط المستشفى الإندونيسي. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات استقبلت أكثر من 20 مصابًا نُقلوا بعربات تجرها حمير نتيجة شدة الدمار وصعوبة الوصول بالسيارات، وفق مصدر في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة.
وتواصل نزوح السكان من شمال قطاع غزة، حيث اضطر العديد منهم إلى الفرار غربًا عبر شارع الرشيد/شارع البحر، وصولًا إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، هربًا من عمليات التهجير القسري التي يفرضها جيش الاحتلال.
ووصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح سيدة مسنة نازحة من بيت لاهيا، بعدما اضطرت للمشي لأكثر من 20 كيلومترًا على طول الطريق الساحلي، وفقًا لما قالته لـ المنصة.
وقُتل 4 شباب، جراء قصف إسرائيلي في استهدافين منفصلين جنوب قطاع غزة، وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة بأن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت بصاروخ شابين قرب كف ميراج جنوب رفح، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.
وفي استهداف آخر بعد أقل من ساعة، قصفت الطائرة مزارعين في منطقة جورة اللوت جنوب خانيونس، ما أدى إلى مقتل اثنين آخرين وإصابة أربعة بجروح متفاوتة بسبب الشظايا. ونُقل المصابين إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج.
وسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، بدخول 40 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبر حاجز نتساريم على شارع صلاح الدين إلى وسط قطاع غزة. كما سمح بدخول 20 شاحنة أخرى عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 419، منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها شن جيش الاحتلال عدوانًا على القطاع، راح ضحيته حتى الآن 44 ألفًا و282 قتيلًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب 104 آلاف و880 آخرون حسب وزارة الصحة الفلسطينية.