أعلن الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، مساء أمس، مقتل إحدى المحتجزات الإسرائيليات شمال قطاع غزة، في قصف على المنطقة خلال الأيام الماضية، فيما شارك آلاف الإسرائيليين في مظاهرات نددت باستمرار الحرب دون التوصل لاتفاق حول تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار.
وقال أبو عبيدة، عبر تليجرام، "بعد عودة الاتصال المنقطع منذ أسابيع مع مجاهدين مكلفين بحماية أسرى للعدو؛ تبين مقتل إحدى أسيرات العدو في منطقة تتعرض لعدوان صهيوني شمال قطاع غزة".
وأشار أبو عبيدة إلى أن "محتجزة ثانية كانت في ذات المكان الذي تعرض للقصف، وأن الخطر لا يزال يحيط بها، ما يعرض حياتها للخطر والقتل"، في إشارة إلى استمرار العملية العسكرية البرية الإسرائيلية شمال قطاع غزة، وعمليات القصف ونسف المربعات السكنية بجباليا وبيت لاهيا منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحمّل أبو عبيدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته وقادة جيش الاحتلال، مسؤولية مقتل المحتجزة، التي لم يُعلن اسمها أو أي معلومات بشأنها، معتبرًا ما حدث "نتيجة إصرارهم على استمرار الحرب وعمليات القتل دون اتفاق تبادل المحتجزين والانسحاب من قطاع غزة".
وتابع الناطق باسم القسام "على العدو أن يستعد للتعامل مع معضلة اختفاء جثث أسراه القتلى بسبب التدمير الواسع وبسبب استشهاد بعض الأسرى".
وردًا على إعلان كتائب القسام، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان على إكس، إنه يعمل على فحص المعلومات التي نشرتها حركة حماس، مضيفًا "لا يمكن في هذه المرحلة تأكيدها أو نفيها، ويبقى مندوبو جيش الدفاع على تواصل مع العائلة ليتم إطلاعها على كل المعلومات المتوفرة لدينا".
واتهم جيش الاحتلال، حماس، بـ"ممارسة الإرهاب النفسي والتصرف بشكل وحشي"، متجاهلًا قتله أكثر من 44 ألف مدني من سكان قطاع غزة وفقد أكثر من 10 آلاف آخرين خلال 14 شهرًا من الحرب المستمرة على قطاع غزة.
فيما شارك آلاف الإسرائيليين في مظاهرات نددت باستمرار الحرب على قطاع غزة على مدار أكثر من 13 شهرًا دون التوصل لاتفاق حول تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار. واتهمت عائلات المحتجزين، نتنياهو، بالسعي لاستمرار الحرب من "أجل تجنب محاكمته الجنائية".
والخميس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال لنتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، لاتهامهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى 20 مايو/أيار 2024 على الأقل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحتج فيها الإسرائيليون على سياسة نتنياهو واستمرار الحرب، فعلى مدار الـ13 شهرًا الماضيين، شارك مئات الآلاف في مظاهرات عدة لنفس السبب، كان أضخمها في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي سياق متصل، أعلنت كتائب القسام قصفها قاعدة "رعيم" العسكرية الإسرائيلية على غلاف القطاع الشرقي، بعدد من الصواريخ من نوع "رجوم" قصيرة المدى، حيث رصدت المنصة محاولات القبة الحديدية التصدي للقذائف الصاروخية.
وبعد ساعات من عملية إطلاق القذائف الصاروخية، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوامر إخلاء للسكان في مناطق جنوب حي الشجاعية شرق مدينة غزة شمال القطاع، متذرعًا بإطلاق المقاومة الفلسطينية قذائف صاروخية من تلك المناطق، ومحملًا حماس المسؤولية عن نزوح السكان من ذات المنطقة مرات عدة.
واضطرت مئات العائلات الغزية للخروج من منازلها ليلًا والنزوح باتجاه المناطق الغربية لمدينة غزة، وقال عودة عبد الحق وهو أحد النازحين مع عائلته لـ المنصة "للمرة المليون بيهجرونا وبنقلوا فينا من مكان، يا عالم وينكم من إللي بيصير فينا، لوقتيش بدنا نضلنا على هالحال نحمل ولادنا ونسوانا وشوية أغراض ونطلع نجري فيهم، لوقتيش بدنا نقعد بالشوارع".
وتابع "أنا بحكي بصوت النازحين، بدنا حل وبدنا نخلص من هالحرب، بدنا نلم حالنا ونحافظ على ولادنا، إحنا تعبنا من الجوع والتشرد وفقدان الحبايب، وفقدان بيوتنا، إيش ضل يعملوا فينا أكتر من هيك".
في المقابل، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، في ساعة متأخرة من مساء أمس، بمسيرات كوادكوبتر، وعدد من القنابل المتفجرة، ما تسبب في إصابة عدد من المرضى والكوادر الطبية ومدير المستشفى حسام أبو صفية بشظايا في قدمه اليسرى، كما تضرر خزان المحروقات الخاص بتشغيل مولد الكهرباء، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.
وتعرضت مناطق واسعة من بلدة جباليا شمال مدينة غزة لقصف كثيف بالقذائف المدفعية الإسرائيلية وإطلاق الرصاص العشوائي من الكوادكوبتر، حسب اثنين من شهود العيان لـ المنصة، فيما لم يبلغ عن وقوع ضحايا وإصابات في مستشفيات شمال القطاع، على الرغم من تأكيد شهود العيان وجود منازل مدنية مأهولة بالسكان في المناطق المستهدفة.
وبصاروخ من طائرة استطلاع، استهدف جيش الاحتلال مجموعة من المواطنين، مساء أمس، يجلسون على باب منزلهم بحي الأمل وسط خانيونس، المكتظ بالسكان. وأفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة بنقل 3 ضحايا و9 مصابين بينهم أطفال، إلى مستشفى ناصر الطبي لتلقي العلاج.
ونتيجة قصف الاحتلال فجر اليوم، منزلين بمخيمي المغازي والبريج، دون إنذار، وصل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، 4 جثامين بينهم 3 لأطفال و8 مصابين بينهم أطفال حالتهم خطيرة حسب مصدر طبي بقسم الطوارئ لـ المنصة.
ومساء السبت، استهدف الاحتلال منزلًا بمخيم النصيرات دون سابق إنذار، حيث تسبب القصف في دمار جزئي للمنازل المجاورة ومقتل 6 أشخاص، غالبيتهم أطفال، وصلوا أشلاء وبعضهم بلا رؤوس إلى مستشفى شهداء الأقصى.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 366، منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها شن جيش الاحتلال عدوانًا على القطاع، راح ضحيته حتى الآن 44 ألفًا و176 قتيلًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب 104 آلاف و473 آخرين حسب وزارة الصحة الفلسطينية.