قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الثانية أمس، مدرسة أبو عاصي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 10 نازحين وإصابة 20 آخرين، غالبيتهم أطفال ونساء، في وقت قُتل 6 أشخاص وأصيب 6 آخرين في استهداف الاحتلال لصالون حلاقة بقطاع غزة.
وقال مصدر، وهو صحفي كان متواجدًا بالمدرسة، لـ المنصة، إن الاحتلال استهدفها بصاروخين، مشيرًا إلى انتشال أشلاء عدد من الضحايا من تحت الأنقاض، في حين أصيب أطفال كانوا يلعبون في ساحة المدرسة وقت الغروب.
وسبق وقدرت الأونروا قصف الاحتلال نحو 69% من المدارس التابعة لها والتي تؤوي نازحين، وذلك حتى يونيو/حزيران الماضي.
وفي سياق متصل، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي صالون حلاقة رجالي في حي الدرج وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم شقيقين يمتلكان الصالون. وأشار شاهد عيان لـ المنصة إلى أنّ القصف حدث خلال عمل الشباب داخل الصالون، ودون سابق إنذار، وقال إن المصابين نقلوا إلى مستشفى المعمداني لتلقي العلاج.
في غضون ذلك، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، هجماته الصاروخية بالطيران الحربي على وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال وإصابة أكثر من 15 آخرين، نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
واستهدفت طائرة حربية بصاروخ واحد، منزلاً في البريج، ما تسبب في مقتل 9 أشخاص وإصابة 7 آخرين وصلوا إلى مستشفيات العودة وشهداء الأقصى وسط القطاع. وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنّ القصف تسبب في تدمير المنزل وأجزاء من المنازل الملاصقة.
وأشار إلى أنّ القصف تزامن مع ساعات النوم القليلة التي يحصل عليها الغزيون قبيل الفجر بسبب كثافة القصف المدفعي الذي يتعرض له مخيم البريج يوميًا.
وقصف الاحتلال منزلاً آخر في المخيم ما أسفر عن مقتل طفلة، وإصابة 8 آخرين من نفس العائلة، وصلوا إلى مستشفيات العودة وشهداء الأقصى.
وقال شاهدي عيان لـ المنصة، إنّ هدفًا ثالثًا قُصف في المناطق الشمالية للبريج. وحاولت طواقم الإسعاف والدفاع المدني التقدم لانتشال ضحايا القصف إلا أنهم اضطروا للتراجع بسبب خطورة المنطقة القريبة من محور نتساريم وتمركز آليات جيش الاحتلال بالإضافة إلى تحليق مُسيرات الكوادكوبتر على علو منخفض في المنطقة، حسب ما أفاد سائق إسعاف لـ المنصة.
ولاحقت طائرة استطلاع إسرائيلية، مساء السبت، شابين كانا يسيران على طريق صلاح الدين الرئيسي، الفاصل بين مخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع، واستهدفتهم بـ 6 صواريخ متتالية، حسب ما أفاد شاهد عيان لـ المنصة.
وأضاف أن "الشابين كانوا ماشيين على الطريق الرئيسي، وكان في مارة بالشارع، لاحقتهم الطائرة وحاولوا الهرب بجوار بعض المنازل السكنية، وأطلقت الطائرة الصاروخ الأول والثاني وحتى السادس الذي قتلهم وسط الطريق".
وأوضح شاهد العيان أنّ ثلاثة منازل مأهولة بالسكان تعرضت للضرر خلال القصف، ما أدى إلى إصابة 16 من سكانها بعضهم أطفال، وعملت فرق الإسعاف على نقل المصابين والضحايا إلى مستشفيي العودة وشهداء الأقصى وسط القطاع.
وقُتل طفل و4 نساء من عائلة واحدة إثر قصف الاحتلال منزلهم بصاروخ في منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما وصلت 5 إصابات أخرى إلى مستشفى العودة حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وفي خانيونس، استهدف جيش الاحتلال مساء السبت، منزلاً في قيزان رشوان جنوب المدينة، ما أدى إلى مقتل 4 أ فراد بينهم شقيقين، وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن الاحتلال استهدف المنزل بصاروخ من طائرة استطلاع دون سابق إنذار أو تحذير.
وقُتل، مساء السبت، 3 مواطنين بعد قصف الاحتلال المباشر لهم بصاروخ استطلاع خلال تواجدهم في الشارع وسط بيت لاهيا شمال القطاع، فيما قتل الصحفي محمد الشريف جراء إصابته بطلق ناري من مُسيرة كوادكوبتر خلال تواجده في محيط مستشفى كمال عدوان، حسب ما أكد مصدر صحفي لـ المنصة.
ولليوم الـ41 على التوالي، يستمر جيش الاحتلال في عمليته البرية العسكرية شمال قطاع غزة، مستهدفًا المدنيين في منازلهم، ويمنع الطعام والشراب والإمدادات الطبية من الوصول إلى المستشفيات التي تعرضت لإنهيار تام، حسب مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية.
وأوضح أبو صفية لـ المنصة، أنهم يتلقون عشرات المكالمات والاستغاثات بشكل يومي من مواطنين محاصرين تحت أنقاض منازلهم المدمرة، لكنهم لا يستطيعون عمل شيء، وقال "نحن عاجزون عن تقديم الخدمات الطبية والإسعافية بسبب منع وصول الإمدادات الطبية وتدمير سيارات الإسعاف واعتقال وقتل عدد من الكوادر الطبية"، مناشدًا المنظمات الدولية ذات الشأن الضغط على الاحتلال لإيصال الإمدادات وتمكينهم من تقديم الخدمات الطبية.
وأضاف أبو صفية، أنّ المستشفى به 90 جريحًا حالتهم حرجة، إضافة إلى 30 حالة بحاجة لإجراء جراحات دقيقة يتعذر إجراؤها بسبب نقص الأطباء والأدوات الطبية اللازمة.
وأشار مدير مستشفى كمال عدوان إلى أنهم أطلقوا عشرات المناشدات خلال الأسابيع الأخيرة "لكننا لم نحصل على شيء، وبعض ما وصلنا من مستلزمات طبية محدودة عن طريق منظمة الصحة العالمية، دمرها جيش الاحتلال في قصفه المتعمد للمستشفى".
وكثف الاحتلال حتى ساعات فجر اليوم، من عمليات القصف المدفعي ونسف المربعات السكنية بمخيم جباليا شمال القطاع، حسب ما أفاد شاهد عيان لـ المنصة، قائلًا "أصوات الانفجارات لا تتوقف، نسمعها وتتساقط فوق منزلنا الشظايا ولا نستطيع التحرك خارج المنزل".
ووصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، إلى 43 ألفًا و799 قتيلًا، وإصابة 103 آلاف و601 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.