شكا طالبان في جامعة القاهرة أحدهما في حركة "طلاب من أجل فلسطين" والآخر بكلية الإعلام لـ المنصة، من مواجهة الحركة والمستقلين عراقيل حالت دون ترشحهم في انتخابات اتحادات الطلاب الجامعية، مقابل تقديم تسهيلات لأسرة "طلاب من أجل مصر"، الأمر نفسه أكده طالب في جامعة الإسكندرية، في وقت رصد مركز حرية الفكر والتعبير "خروقات" انتخابية على مستوى جامعات القاهرة والإسكندرية والزقازيق.
وتجري انتخابات اتحادات الطلاب الجامعية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتُعلن القوائم النهائية للمرشحين اليوم، ثم يفتح الطعن ليوم واحد، وبعده تبدأ فترة الدعاية، ثم الانتخابات.
وقال المصدر في حركة "طلاب من أجل فلسطين"، طالبًا عدم نشر اسمه، إن إجراءات استلام استمارات الترشح كانت تواجه تعقيدات، "رعاية الشباب لا تعطي الاستمارة غير لأسرة 'طلاب من أجل مصر'، وأكثر من 7 طلاب مستقلين في خمس جامعات، منها القاهرة والإسكندرية والزقازيق والمنصورة وعين شمس نسقنا وتابعنا معاهم. كلهم مقدروش يحصلوا على ورقة الترشح".
وأضاف المصدر "في جامعة المنصورة الزملاء في أكثر من كلية حاولوا مع رعاية الشباب في كلياتهم، لكن الرد كان موحد، مفيش استمارات دلوقتي والقوائم اتبعتت أصلًا".
وتنص المادتين 13 و14 من لائحة الاتحادات الطلابية الصادرة بقرار رقم 352 لسنة 2019، على توفير أوراق الترشح والإعلان عن المواعيد التفصيلية للانتخابات المعتمدة من السلطة المختصة.
وسبق وألقي القبض على 4 طلاب لتدشينهما حركة "طلاب من أجل فلسطين"، حيث وجهت النيابة لهم اتهامات "بالانضمام لجماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة"، قبل أن تُخلي سبيلهم في يوليو/تموز الماضي.
وقال الطالب في كلية الإعلام لـ المنصة، إنه مُنع من الترشح في الانتخابات بدعوى أنه "شايل مادتين" رغم أنه منقول إلى السنة الثانية وبدأ الدراسة فيها بشكل طبيعي.
وأوضح "علمت بفتح باب الترشح من صديق في أسرة 'طلاب من أجل مصر'، قبل موعد الإعلان الرسمي، وحضرت كل الورق المطلوب مني، بما فيه البرنامج الانتخابي، وحظي أني دخلت مع مجموعة من 'طلاب من أجل مصر' فاستلمت الاستمارة وكتبت المطلوب فيها. لكن عند الدفع الإلكتروني من خلال موقع الكلية، واجهت مشاكل تقنية كتير".
وأشار المصدر بكلية الإعلام إلى أن محاولاته المتكررة للدفع باءت بالفشل، رغم استخدامه أجهزة مختلفة، مما دفعه للذهاب إلى رعاية الشباب حيث طُلب منه المحاولة مجددًا، في الوقت الذي "كان هناك مرشحين من أسرة 'طلاب من أجل مصر' بيستخدموا الكمبيوتر الخاص برعاية الشباب وبيطلعوا الأكواد الخاصة بالدفع وبيخلصوا الإجراءات بسهولة".
وأضاف "يوم الخميس الماضي وقبل قفل باب التقديم بساعة رحت شؤون الطلاب وقلت لهم إن الموقع واقع، واشمعنى في طلاب متاح ليهم الدفع من عندكم، أنا لو مدفعتش هطلب الشرطة عشان أعمل إثبات حالة وبعد محاولات سمحوا لي بالدفع وأخذت الوصل".
لكنه فوجئ خلال تصديقه على الأوراق من شؤون الطلاب، بأنهم يقولون له "أنت مكتوب سنة أولى في السيستم". ورغم تأكيده المتكرر أنه يدرس في السنة الثانية ويؤدي امتحانات الميدتيرم، لم يقتنع موظف شؤون الطلاب وقال له "السيستم جايب إنك في أولى وكمان أنت مش دافع المصاريف الدراسية".
وأكد محمود أن "اللائحة لا تشترط دفع المصروفات الدراسية للترشح في الانتخابات، يكفي فقط دفع المصاريف الخاصة بالترشح"، مشيرًا إلى أن موظف شؤون الطلاب قال له "معلش ملكش نصيب السنة دي، حاول تترشح السنة اللي جاية".
وفي الإسكندرية، قال أحد الطلاب في كلية الآداب، من المستقلين، لـ المنصة، "لما حاولت أسحب الاستمارة قالوا سبب تافه إن عدد الساعات الدراسية غير كافي، مع العلم إنه أنا في الفرقة الرابعة ومعنديش أي مشاكل في عدد الساعات".
من جانبه قال مدير وحدة الرصد والتوثيق في مركز حرية الفكر والتعبير وسام عطا، لـ المنصة، "هناك العديد من المخالفات التي رصدناها، أبرزها تأخير إعلان الجدول الزمني للانتخابات، الذي لم يتم نشره إلا مساء يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل ساعات من فتح باب الترشح، في حين أن أسرة 'طلاب من أجل مصر' علمت الموعد قبل أسبوع".
وأضاف عطا أن هذا التأخير يدل على أن الانتخابات كانت "معدة مسبقًا" لصالح "طلاب من أجل مصر"، وأن العملية الانتخابية يتم "كروتتها"، حيث فُتح باب الترشح يوم الخميس الماضي لمدة 5 ساعات فقط وفي فترة امتحانات الميدتيرم.
وتنص اللائحة الإدارية للاتحادات الطلابية في المادة 14 على أن "تنتخب مجالس الاتحادات ولجانها سنويًا خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي، وتحدد السلطة المختصة المواعيد التفصيلية للانتخابات قبل بدء إجراءاتها بسبعة أيام على الأقل"، وفق محامي مؤسسة حرية الفكر والتعبير مهاب سعيد.
من جانبه نفى المتحدث الإعلامي لجامعة القاهرة محمود منصور هيبة، تمييز أسرة "طلاب من أجل مصر" في الانتخابات، وقال لـ المنصة، "الجدول الزمني للانتخابات الطلابية تم الإعلان عنه قبل يوم من بدء العملية الانتخابية، حيث كانت مواعيد تقديم الأوراق والطعون محددة مسبقًا لكل مرحلة".
كما نفى وجود مشكلات تتعلق بعطل في نظام سداد الرسوم، مشددًا على أن "جامعة القاهرة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين لانتخابات الاتحادات الطلابية بالكليات، ولا تسمح بأي صورة من الصور بالإخلال بحق الطلاب في الترشح طبقا للوائح المنظمة والشروط المعتمدة من وزارة التعليم العالي".
وكانت الجامعات احتفلت يوم الخميس الماضي ببدء الترشح لانتخابات اتحاد الطلاب، وظهر رؤساء الجامعات في صور جماعية مع أسرة "طلاب من أجل مصر"، الذين كلفتهم إدارة الجامعة بتنظيم الفعاليات الانتخابية والإشراف على سير اليوم، في مشهد يعكس الدعم الرسمي لهذا الكيان الطلابي.
ولم يجب المتحدث باسم جامعة القاهرة عن سؤال بشأن ظهور لافتة أسرة "من أجل مصر" في الاحتفال الذي أقيم في المبنى المركزي مع رئيس الجامعة، بالإضافة إلى وضع الشعار الخاص بهم على الفيديوهات المنشورة على موقع الجامعة وصفحاتها على السوشيال ميديا والدعم المباشر لهم من الجامعة، مكتفيًا بالحديث عن "آلية فحص طلبات الترشح التي لا تميز بين الطلاب بناءً على انتمائهم لأي أسرة طلابية"، على حد تعبيره.
من جانبه، أشار محامي مركز حرية الفكر والتعبير، مهاب سعيد إلى رصد عدة مخالفات من بينها "منع بعض الطلاب من الحصول على استمارات الترشح، ما يحرمهم من حق الطعن في حالات الاستبعاد لاحقًا".
وأوضح سعيد أنهم حاولوا إقناع الطلاب باتخاذ إجراء قانوني ضد الموظفين الممتنعين، وكتابة مذكرة لعميد الكلية، إلا أن ذلك "أثار قلقًا شديدًا لدى الطلاب الذين واجهوا تهديدات مباشرة بتسليم بياناتهم للأمن". وقال سعيد إن "الطلاب وجدوا أنفسهم في مواجهة غير متكافئة مع الجامعة، ما دفعهم للتراجع عن اتخاذ أي خطوات قانونية".
وأضاف سعيد أن "الحديث عن وجود ديمقراطية في الجامعة يصبح فارغًا عندما تُكمم أصوات الطلاب بهذا الشكل".
وفي العام الماضي أُجلت انتخابات اتحاد الطلاب بسبب الانتخابات الرئاسية، وفي انتخابات العام الدراسي 2023/2022 فازت أسرة "طلاب من أجل مصر" بـ98% من الاتحادات الطلابية.
وتأسست أسرة "طلاب من أجل مصر" خلال احتفالات جامعة القاهرة بذكرى انتصارات حرب أكتوبر عام 2017، كمبادرة طلابية تهدف إلى "خدمة الجامعات وتعزيز أهداف التنمية المستدامة".