شهد مؤتمر المناخ COP 29، الذي تستضيفه العاصمة الآذرية باكو حاليًا، وقفةً احتجاجيةً، للتنديد بـ"الإبادة الجماعية في قطاع غزة"، والمطالبة بـ"حظر إمدادت الوقود الذي تستخدمه إسرائيل في عدوانها على القطاع".
شارك في الوقفة، اليوم، التي تم تنظيمها داخل المنطقة المُخصصة لاحتجاجات المجتمع المدني، عدد كبير من النشطاء البيئيين الممثلين عن منظماتٍ معنيةٍ بالعدالة المناخية حول العالم، ونددت هتافاتهم باستمرار "تمويل آلة الحرب من جانب شركات النفط الكبرى والدول التي تُصدر النفط إلى إسرائيل".
وأكد المشاركون في الوقفة استمرار احتجاجاتهم خلال فترة المؤتمر، الذي يستمر حتى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، من أجل الضغط على الدول التي يجتمع ممثلوها داخل غرف المفاوضات؛ لحظر شركات الوقود الأحفوري.
وتُعد أذربيجان، التي تستضيف النسخة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، من أكبر الدول المُصدّرة للنفط الخام للاحتلال الإسرائيلي، حيث توفر 28% من إمدادات النفط الخام عبر خط أنابيب باكو - تبليسي - جيهان "BTC"، الذي تملكه وتديره شركة BP، وهي الشحنات التي يتم نقلها من خلال تركيا للتصدير إلى إسرائيل.
ورغم النفي الرسمي التركي للاضطلاع في تمرير النفط إلى تل أبيب، يرى الناشط المناخي الفلسطيني وعضو ائتلاف حظر الطاقة عن إسرائيل أكرم سلهب أن الكثير من الدول التي تُعلن تأييدها للقضية الفلسطينية "ما زالت تمد آلة الحرب الإسرائيلية بالوقود الذي قتل ولا يزال يقتل الآلاف من الأبرياء في قطاع غزة، من بينها تركيا وجنوب إفريقيا والبرازيل".
وقال سهلب لـ المنصة إن تحقيق العدالة المناخية لا يمكن أن يتم بمعزلٍ عن حقوق الإنسان "التي يأتي في مقدمتها بالطبع الحق في الحياة".
وأضاف "هناك شركات متورطة في تدمير البيئة والتسبب في الأزمة المناخية التي تعصف بكوكبنا، وهي ذاتها التي تتورط في تمويل هذه الإبادة الجماعية، بينما تجني مليارات الدولارات جراء ذلك، لا يجب أن يفلت هؤلاء الأطراف من المساءلة، وهذا ما نسعى للضغط من أجله".
ولفتت الناشطة البيئية الكولومبية جينا كورتيس، في حديثها لـ المنصة، إلى أن غياب كبار اللاعبين الرئيسيين من زعماء العالم عن مؤتمر المناخ هذا العام، يعكس حقيقة مواقف الدول المتسببة في الأزمة المناخية "وفي السماح باستمرار آلة القتل ليس فقط في قطاع غزة، ولكن أيضًا في لبنان والسودان".
وأضافت "شاركت في قيادة هذه الوقفة الاحتجاجية اليوم؛ لإيصال أصوات ضحايا المجازر التي ما زالت تُرتكب كل يوم؛ ولفضح تناقض وازدواجية الدول المتقدمة التي تدّعي عدم قدرتها على توفير التمويلات المناخية لإنقاذ كوكبنا، بينما تنفق المليارات على دعم العمليات العسكرية، فقد رأينا العام الماضي أن الإنفاق العسكري في العالم تجاوز 2.4 تريليون دولار".
وترى كورتيس أنه رغم ذلك هناك "مواقف إيجابية لبعض دول الجنوب العالمي، ومنها كولومبيا البلد الذي أتيت منه، فقد اتجهت إلى قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، بحظر تصدير الفحم إليها، وهذا ما نطالب بقيّة الدول المؤثرة في العمل عليه فورًا".
وكانت كولومبيا حظرت تصدير الفحم إلى إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، للضغط من أجل وقف إطلاق النار وإيقاف الإبادة المستمرة بقطاع غزة، بعد أن كان الفحم الكولومبي مصدرًا رئيسيًا لتغذية قطاع الطاقة في إسرائيل، إذ احتل أكثر من 60% من إجمالي الفحم الذي تم توريده إلى إسرائيل عام 2023.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية في وقت يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أطلقت حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية متواصلة راح ضحيتها 43712 قتيلًا و103258 مصابًا، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.