تصوير سالم الريس، المنصة
احتجاج المواطنين على ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بسوق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، 5 نوفمبر 2024

ضد جشع "تجار الموت".. إغلاق الأسواق الرئيسية في دير البلح وخانيونس

سالم الريس
منشور الثلاثاء 5 نوفمبر 2024

أغلق غزيون، الثلاثاء، الأسواق الرئيسية في وسط وجنوب القطاع، احتجاجًا على رفع أسعار المواد الغذائية الأساسية والخضروات لأكثر من 10 أضعاف ثمنها، في الوقت الذي يعاني السكان والنازحون من أوضاع اقتصادية صعبة.

وتضمن الاحتجاج إغلاقًا للأسواق في مدينتي دير البلح وخانيونس، بعد تحذيرات من مجموعات شبابية أطلقتها خلال الأيام الماضية بعد شح المواد الغذائية الأساسية من "طحين وسكر ومعلبات وخضروات"، بالتزامن مع تقنين الاحتلال الإسرائيلي للشاحنات التجارية منذ أكثر من شهر.

وقال رزق عبد النبي، 37 عامًا، وهو نازح من مدينة غزة إلى وسط القطاع، إنهم يسمعون عن دخول عدد قليل من شاحنات المواد الغذائية، إلا أن المتوفر منها في الأسواق كميات محدودة وبأسعار مرتفعة، مضيفًا "يعني التاجر الكبير بحتكر البضاعة وبنزل كميات بسيطة بأسعار مضاعفة وكله بحجة إن الاحتلال ما بسمح بدخول البضائع".

وأشار إلى أنه وأسرته يعتاشون على المساعدات التموينية التي تصلهم منذ أكثر من عام، إلا أنه يضطر لشراء بعض المستلزمات الإضافية ليتفاجأ بارتفاع.

تاجر يغلق محله في سوق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة اعتراضًا على ارتفاع الأسعار، 5 نوفمبر 2024

ولم يكن عبد النبي وحده من نزل للهتاف في شارع السوق الرئيسي وسط مدينة دير البلح، حيث خرج مئات الشبان والرجال والأطفال حاملين لوحات كُتب عليها "لا لاحتكار البضائع، يسقط جشع التجار، قُطاع الطرق مجرمين بحق الشعب".

كما أعلن العشرات من أصحاب محال التجزئة عن إغلاق محالهم ورفضهم شراء البضائع بأسعار مرتفعة من المستوردين، الذين يطلقون عليهم "تجار الموت" و"تجار الحروب".

واستمرارًا لعملية تهجير جيش الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين من شمال غزة، ألقت مسيرة إسرائيلية منشورات تحمل أوامر إخلاء فوق منطقة الشيماء ببيت لاهيا، الثلاثاء، تطالب السكان بالنزوح لمدينة غزة جنوبًا، حسبما أفاد شاهدان لـ المنصة.

وتضمنت المنشورات خريطة توضيحية لطريق الخروج، مع التحذير بعد التحرك والخروج من طرق أخرى وإلا سيتعرض للقتل كل من يخالف تعليمات جيش الاحتلال.

وقال أحد الشهود إن منطقة الشيماء تعج بكثافة سكانية عالية بعد لجوء آلاف الغزيين النازحين لها، وبعد محاصرة واقتحام وتدمير مخيم جباليا والعطاطرة وجباليا النزلة والصفطاوي والتوام.

وأوضح الشاهد أن إلقاء المنشورات تسبب في حالة من الفزع لدى العائلات، حيث بدأ العشرات منهم في النزوح القسري، تحت تهديد ومراقبة المسيرات الإسرائيلية.

أحد المنشورات التي ألقتها طائرات إسرائيلية فوق منطقة الشيماء ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، 5 نوفمبر 2024

وأفاد شاهد ثانٍ بأن عشرات النازحين الشباب تعرضوا لعمليات اعتقال خلال مرورهم من حاجز إسرائيلي في منطقة المستشفى الإندونيسي، فيما سمح الاحتلال بمرور النساء والأطفال، وأخضع الشباب والرجال للفحص الأمني والتفتيش قبل السماح لهم باستكمال طريقهم باتجاه شارع صلاح الدين شرقًا، من ثم مدينة غزة جنوبًا.

وحول التطورات الميدانية شمال القطاع، قصف جيش الاحتلال منزلًا في بيت لاهيا، ما أدى إلى مقتل 20 شخصًا وإصابة آخرين وصلوا إلى مستشفى كمال عدوان، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة، مؤكدًا وجود مفقودين تحت الأنقاض لا يعرف مصيرهم.

كما قصف الاحتلال منزلًا ثانيًا قرب مفترق أبو الجديان ببيت لاهيا، وهو منزل مأهول بالسكان، حيث تواصل واحد من سكان المنزل مع صحفيين، وأبلغهم بوجود أحياء وجرحى تحت الأنقاض.

وأطلق صحفيون مناشدات لإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض، في الوقت الذي يُمنع فيه طواقم الدفاع المدني من تقديم خدماتهم في شمال القطاع منذ أكثر من أسبوعين بعد اعتقال جيش الاحتلال لكوادرهم وتدمير سيارات الدفاع المدني.

في غضون ذلك، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 مواطنين من عائلة واحدة وهم شاب وزوجته وطفلاه، بينما نُقل طفلاه الآخران لتلقي العلاج في مستشفى المعمداني بعد إصابتهم بجروح نتيجة استهداف منزلهم بالطيران الحربي الإسرائيلي في حي التفاح شرق مدينة غزة.

وقتل الاحتلال من عائلة أخرى شابًا وزوجته وطفليه، في قصف استهدف خيمتهم في بلدة الزوايدة وسط القطاع، وهم من العائلات التي اضطرت للنزوح القسري من مدينة غزة قبل قرابة عام، حيث استهدفهم الاحتلال داخل خيمتهم بصاروخ من طائرة مروحية، الثلاثاء، أدت إلى مقتلهم على الفور.

وفي استهداف آخر بصاروخ من طائرة مروحية، قُتل شابان داخل خيمتهم في غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، جراء استهدفهما بشكلٍ مباشر ودون سابق إنذار، فيما أصيب 6 آخرون من أفراد العائلة نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.

وفي بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، قتل جيش الاحتلال طفلًا وأصيب آخرون في استهدافين مختلفين في ذات البلدة، حسب شاهد قال لـ المنصة إن كوادكوبتر فجرت نفسها ذاتيًا في مجموعة من المواطنين كانوا وسط الشارع، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة آخرين، وبعدها بدقائق أطلقت كوادكوبتر النار على مجموعة ثانية من المواطنين، ما أدى إلى إصابة 4 منهم وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي، لتلقي العلاج.

وأُصيب 5 مواطنين آخرين، الثلاثاء، نتيجة استهداف الاحتلال لخيمة تؤوي نازحين في منطقة معن جنوب شرق خانيونس، حسبما أفاد مصدر طبي بمستشفى ناصر لـ المنصة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى، عن مقتل 43 ألفًا و374 قتيلًا، وأصيب 102 ألف و261 مصابًا، حسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.