أحد العمال لـ المنصة
إضراب عمال شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي، 22 أكتوبر 2024

"الحكومة ضحكت علينا".. عمال "مصر للألومنيوم" غاضبون بسبب تجاهل مطالبهم

أحمد خليفة
منشور الخميس 31 أكتوبر 2024

سادت حالة من الغضب بين عمال شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي في محافظة قنا، بسبب إصرار إدارة الشركة على تقليص الأرباح السنوية، والامتناع عن صرف نسبة الـ12% المنصوص عليها قانونًا، وتثبيت المؤقتين، رغم وعود حكومية بالتفاوض معهم لتنفيذ مطالبهم.

وأصدرت إدارة الشركة، اليوم الخميس، منشورًا يتضمن عددًا من القرارات رآها العمال لا تلبي مطالبهم، معتبرين أن الحكومة متمثلة في وزارة قطاع الأعمال "ضحكت عليهم" وفق 4 عمال تحدثوا لـ المنصة.

منشور إدارة شركة مصر للألومنيوم يتضمن قرارات جديد بشأن مطالب العمال، 31 أكتوبر 2024

ودخل نحو 3 آلاف عامل بشركة مصر للألومنيوم، في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في إضراب عن العمل واعتصموا في ساحة الشركة احتجاجًا على تخفيض نسبة الأرباح إلى 66 شهرًا، مطالبين بصرف النسبة القانونية التي تعادل 133 شهرًا، وتثبيت العمال المؤقتين، فضلًا عن مطالب بزيادة الحافز والبدلات.

وعلق العمال إضرابهم بعد يومين واستأنفوا العمل في كل أقسام الشركة، بعد وعود من مسؤولين بوزارة قطاع الأعمال، بعقد اجتماع للتفاوض حول مطالبهم.

وأوضح أحد العمال لـ المنصة، اليوم، أن اجتماعًا عقد الاثنين الماضي بمقر وزارة قطاع الأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الوزير محمد شيمي، شارك فيه رئيس مجلس إدارة مصر للألومنيوم الدكتور محمود عجور، وعضو مجلس الإدارة المنتخب مؤمن ياسين، ورئيس اللجنة النقابية بالشركة ياسر الجالس، ونواب بمجلسي النواب والشيوخ عن محافظة قنا.

وأضاف العامل، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن مَن حضروا الاجتماع ظلوا متكتمين حول ما دار فيه، باستثناء أعضاء البرلمان الذين نشروا بوستات قالوا فيها إنه تم حل الأزمة والاستجابة لمطالب العمال "لحد امبارح مكناش نعرف حاجة عن اللي حصل في الاجتماع، مجرد كلام من نواب البرلمان، أعضاء اللجنة النقابية قفلوا تليفوناتهم ومعرفناش نوصلهم".

واعتبر عامل ثانٍ أن الاجتماع لم يشارك فيه ممثلين حقيقيين عن العمال، "كنا متوقعين إن الاجتماع مش هينفذ كل مطالبنا، لأن العمال أصحاب المصلحة استبعدوا من الحضور، لكن مكناش متخيلين إن القرارات تطلع بالشكل ده وتتجاهل كل المطالب، ووعود الوزارة كلها تبقى كلام في الهوا، يعني الحكومة ضحكت علينا".

وتضمن منشور الإدارة، الذي اطلعت المنصة عليه، صرف 68 شهرًا من الأرباح السنوية الأسبوع المقبل، وإقرار مكافأة خالصة الضرائب بما يعادل 18 شهرًا ليصل الإجمالي إلى 86 شهرًا، على أن تصرف الـ18 شهرًا على 3 دفعات كل 3 أشهر، إضافة إلى زيادة بدل الوجبة والبدل النقدي والحافز بنسبة تحدد لاحقًا.

كما تضمن المنشور رفع المكافأة الشهرية للعمال المؤقتين لتصبح 1000 جنيه بدلًا من 500 جنيه، والموافقه على تطبيق نظام العلاج الطبي بمستشفى الشركة، مع وعد بتحرير عقود عمل في المشاريع المستقبلية.

وبينما اعتبر أحد أعضاء اللجنة النقابية بالشركة، تحدث لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، أن ما تم التوصل إليه يعد "انتصارًا للعمال"، ولا يمكن تحقيق أكثر من ذلك، يرى أحد العمال القدامى بالشركة أن القرارات "فارغة من مضمونها وأغلبها مجرد وعود زائفة".

ويوضح العامل "نصيبنا قانونًا في الأرباح نسبة 12% يعني 133 شهر، هناخد زي ما بيقول المنشور 68، والـ18 شهر على 3 دفعات على شكل مكافأة، يعني اتاكل من حقوقنا حوالي 50 شهر، ده يبقى اسمه انتصار! كمان بند زيادة الحوافز والبدلات مش محدد نسبتها، وده يخلينا نقول إنها هتبقى زي الزيادات اللي فاتت 200- 300 جنيه".

وأشار إلى أن العمال رفضوا أثناء الإضراب اقتراحًا بصرف 90 شهرًا، فكيف يقبلون الآن 86 شهرًا؟ "غلطتنا إننا صدقنا كلام الوزارة وفضينا الإضراب قبل ما نضمن حقوقنا".

وفيما يتعلق بما تضمنه المنشور بخصوص العمال المؤقتين، يرى أحدهم أنها "وعود في الهواء"، فقد تلقوا وعودًا بالتثبيت منذ 4 سنوات في مصانع جديدة تابعة للشركة، لمتنفذ حتى الآن. كما أن زيادة المكافأة الشهرية من 500 إلى 1000 لا تعتبر إضافة كبيرة لرواتبهم التي لا تزيد عن 3 آلاف جنيه.

وأكد العمال الأربعة أن ضغوطًا وتهديدات كبيرة مورست عليهم، حيث تم استدعاء 22 عاملًا بعد تعليق الإضراب إلى أقسام ومراكز الشرطة التابعين لها، وقابلهم أشخاص قالوا إنهم من الأمن الوطني، حذروهم من العودة للإضراب أو الاعتصام، وإلا سيتم القبض عليهم وسجنهم.

وسجلت مصر للألومنيوم صافي ربح بلغ 9.32 مليار جنيه خلال الفترة من يوليو/تموز 2023 إلى يونيو/حزيران 2024، مقابل أرباح بلغت 3.69 مليار جنيه في العام المالي المقارن.

وارتفعت إيرادات الشركة خلال العام المالي الماضي إلى 32.81 مليار جنيه، مقابل إيرادات بلغت 22.04 مليار جنيه في العام المالي السابق له.

وبدأ إنشاء شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي بمحافظة قنا عام 1969، وفي 1975 بدأ إنتاج الشركة، ووصل عدد الخطوط إلى خمسة خطوط في يوليو 1983، وفي 2010 تم الانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير جميع خطوط الإنتاج إلى خلايا سابقة التحميص لتصل الإنتاجية القصوى إلى 320 ألف طن سنويًا.

وحسب الموقع الرسمي للشركة القابضة للصناعات، يبلغ إنتاج مصر للألومنيوم حاليًا، 320 ألف طن من المعدن المنصهر، وينتج قطاع المسابك بالشركة 320 ألف طن سنويًا على هيئة أشكال مختلفة من المسبوكات، ويصل إنتاج قطاع الدرفلة إلى 108 آلاف طن سنويًا من المنتجات المدرفلة على الساخن.