تعتزم مصر زيادة وارداتها من القمح الفرنسي، نتيجة ارتفاع أسعار نظيره الروسي، بجانب اشتراط موسكو عدم تقديم أي عروض لتصدير القمح سواء عن طريق المناقصات أو الشراء بالأمر المباشر بأسعار تقل عن 250 دولارًا للطن، ما دفع وزارة التموين للتوجه إلى تنويع مصادر ومناشئ الأقماح الواردة إليها، حسب مصدر مطلع على ملف استيراد القمح في وزارة التموين، تحدث لـ المنصة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إنه جرت مباحثات لزيادة الواردات المصرية من الأقماح الفرنسية، خاصة أنها تتناسب تمامًا مع المواصفات المصرية، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لن يكون بديلًا للقمح الروسي، "لكن أسعاره ستكون مناسبة أكتر، خصوصًا أن موسكو تفرض شروطًا من حين لآخر على أسعار القمح"، وفق المصدر.
لكن مدير شركة ميدترنين ستار للتجارة واستيراد الحبوب هشام سليمان، رأى أن القمح الفرنسي غير مناسب للمواصفات القياسية المصرية، وعند طحنه يجب خلطه أولا بالقمح المصري، وذلك بسبب أن نسبة الرطوبة في القمح الفرنسي تصل لـ14.5%، بعكس المصري أو الروسي الذي نسبته 11%.
وأوضح لـ المنصة، أنه في الإجراءات الفنية لطحن القمح، يمر بمرحلة "نقع" في الماء، وذلك لغسله وإزالة الشوائب، وتلك المرحلة ترفع نسبة الرطوبة 3%، ليصل إلى الحد الأقصى البالغ 14%، وبالتالي لا ينفع أن يمر القمح الفرنسي بتلك الخطوة المهمة، حتى لا يصبح "معجن".
وأضاف سليمان، أن الحد الأقصى لنسبة الرطوبة في كراسة الشروط والمواصفات لمناقصات القمح المصرية، لا يتجاوز الـ14%، وعند استيراد القمح الفرنسي تقوم هيئة السلع التموينية بتعديل المواصفات وتسمح بزيادة نسبة الرطوبة لـ14.5%، كي تتناسب معه.
وأرجأ المصدر في وزارة التموين الحديث عن التفاصيل للصفقات المستقبلية لحين إبرامها، قائلًا إن مصر تستهدف استيراد كميات قمح بالأمر المباشر من الحكومة الفرنسية خلال الفترة المقبلة، لكننا لا نتعجل الاستيراد حاليًا، لوجود رصيد كبير يكفي لـ4.8 أشهر.
وكانت مصر أبرمت اتفاقًا لشراء قمح مباشر من البحر الأسود بين نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي وأبريل/نيسان الماضي بنحو 3.12 مليون طن.
وقال مصدر مسوؤل بوزارة الزراعة، مطلع على ملف واردات القمح، إن حجم القمح الفرنسي المستورد خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انخفض بنسبة 52%، إذ استوردت مصر قمحًا فرنسيًا هذا العام بنحو 180 ألف طن، مقابل 380 ألف طن في نفس الفترة من العام الماضي.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لـ المنصة، أن واردات مصر من القمح الروسي ارتفعت خلال نفس تلك الفترة لتصل إلى 8.1 مليون طن، لتمثل نسبة 80% من إجمالي واردات مصر من القمح هذا العام.
واعتبر مدير شركة ميدترنين ستار للتجارة واستيراد الحبوب أن إقدام مصر على التلويح بزيادة الكميات الموردة من القمح الفرنسي هدفه الضغط على روسيا لخفض السعر.
وأضاف سليمان، أن روسيا قررت زيادة قيمة توريد القمح إلى 250 دولارًا للطن في حال شراء هيئة السلع التموينية فقط، ولكنها سمحت بتوريده بأسعار أقل للقطاع الخاص في مصر، وأن هناك موردين روس عرضوا عليهم الاستيراد بسعر 240 دولارًا للطن منذ أيام.
كانت هيئة السلع التموينية تعاقدت الشهر الماضي على استيراد 430 ألف طن قمح من روسيا بسعر 235 دولارًا للطن الواحد، عبر آلية الشراء بالأمر المباشر، وليس عن طريق مناقصة حسب بيان لوزارة التموين والتجارة الداخلية.
وتعاقدت هيئة السلع التموينية، في منتصف يوليو/تموز الماضي على شراء 770 ألف طن قمح من روسيا وبلغاريا، حسب تاجرين تحدثا لـ المنصة آنذاك، مؤكدَين أنها أكبر كمية تتعاقد عليها الهيئة منذ عدة سنوات.