أعلن الجيش اللبناني، الخميس، أن 3 من جنوده، بينهم ضابط، قتلوا في غارة إسرائيلية، أثناء قيامهم بإجلاء جرحى في خراج قرية ياطر-بنت جبيل في جنوب لبنان، في وقت حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان الجنوب من العودة إلى منازلهم.
وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الجيش اللبناني إلى 6، بعد 3 عسكريين قتلوا، الأحد الماضي، في استهداف آلية تابعة له جنوب البلاد، وفق الشرق الأوسط.
في الوقت نفسه، حذر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، سكان الجنوب اللبناني، من العودة إلى منازلهم التي قاموا بإخلائها "لأنها مناطق قتال خطيرة"، على حد تعبيره.
وقال أدرعي، الخميس، إن "حزب الله يستخدم سيارات الإسعاف لنقل مخربين وأسلحة"، داعيًا الطواقم الطبية إلى "تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم".
وعلى الجبهة الأخرى، أعلن حزب الله، في بيان على تليجرام، نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، قصفه مدينة نهاريا بدفعة صواريخ "كبيرة جدًا".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في مؤتمر باريس لدعم لبنان، إن "منظمة الأمم المتحدة قلقة على سلامة المدنيين على طرفي الخط الأزرق والهجمات ضد اليونيفيل أمر مرفوض تمامًا وتشكّل جريمة حرب".
وأضاف أن "إسرائيل تواصل قصفها العنيف لمناطق مأهولة في لبنان"، مؤكدًا أن"وقف إطلاق النار مهم جدًا".
وكانت 40 دولة أدانت، الشهر الحالي، الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل، جنوب لبنان، التي تسببت في إصابة 5 من جنود قوات حفظ السلام خلال يومي الخميس والجمعة.
وتأسست قوات اليونيفيل في مارس/آذار 1978 من قبل مجلس الأمن الدولي لحفظ السلام على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، وتضم نحو 10 آلاف جندي.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر باريس، إلى وقف إطلاق النار بسرعة، واعتبر أن إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل، ودعا إلى وضع حد لحرب الآخرين على أرض لبنان، وفق العربية.
هذا وأعرب عن استعداد بلاده التنسيق من أجل دخول المساعدات إلى اللبنانيين. وحذر من تفاقم أزمة النزوح، قائلًا إن "مليونًا و100 ألف شخص نزحوا ما سيؤدي لاضطرابات عميقة".
وأشار إلى ضرورة تطبيق القرار 1701، وتحديد الأسس التي تسمح بسلام دائم على طول الخط الأزرق.
تم اعتماد القرار 1701 بالإجماع عام 2006، بهدف وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، حيث يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة، واتخاذ خطوات لضمان السلام، من بينها السماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.
وفي سياق استمرار الهجمات الإسرائيلية، استهدف جيش الاحتلال سيارة إسعاف ودراجة نارية بغارة إسرائيلية على بلدة مجدل سلم، وفق BBC، التي أشارت إلى أنه في وقت مبكر من صباح الخميس "أغار الطيران الإسرائيلي على منطقة الفاقعاني عند أطراف يحمر الشقيف، لجهة مجرى نهر الليطاني، كما تعرضت البلدة لقصف طال منطقتي الشرابيك ورأس العريض، تزامنًا مع تحليق للطيران الحربي وغارات وهمية فوق النبطية وإقليم التفاح وبلدات النبطية".
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بسقوط شهيد وجريح جراء غارة من مسيرة على دراجة نارية في مدينة صور.
وحسب الأمم المتحدة تعرض نظام الرعاية الصحية في لبنان لضغوط شديدة، حيث وثقت منظمة الصحة العالمية 47 هجومًا على المرافق الطبية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث قُتل 95 عاملًا صحيًا وأصيب 77 أثناء تأدية واجبهم.
وأغلق ما يقرب من نصف المراكز الصحية الأولية والعيادات التي يزيد عددها عن 200 مركز في المناطق المتضررة من الأعمال العدائية. ولم تعد ستة مستشفيات تعمل، فيما تعمل أربعة منها بشكل جزئي.