جدد رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، تأكيده دعم حزب الله اللبناني، في مواجهته مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال زيارة إلى بيروت اليوم، التقى خلالها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما تجول وسط الحطام في موقع استهدفته إسرائيل في وقت سابق.
يأتي ذلك في وقت تتوعد إسرائيل إيران بالرد على هجوم نفذته طهران بأكثر من 200 صاروخ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وكان لافتًا أن قالبياف قاد طائرته بنفسه إلى بيروت، إذ نشرت وكالة تسنيم الإيرانية مقطع فيديو عبر إكس، يظهر فيه رئيس مجلس الشورى الإيراني يقود طائرته بنفسه حتى لحظة هبوطها في مطار رفيق الحريري الدولي، بالعاصمة اللبنانية.
ولدى وصوله والوفد البرلماني الإيراني إلى بيروت، قال قالبياف، "فضلت الحضور الى بيروت بدعوة من الرئيس نبيه بري أولًا لنقل رسالة قائد الثورة الاسلامية والحكومة والشعب الايراني إلى الشعب اللبناني ومفادها انهم سيبقون دائمًا إلى جانب لبنان شعبًا وحكومة ومقاومة"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية إرنا.
وأضاف أنه "سيتوجه إلى جنيف للمشاركة في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي لشرح جرائم الصهاينة ودعم فصائل المقاومة وتوضيح حالة القمع التي يعاني منها الشعب اللبناني والفلسطيني للعالم".
وخلال تفقده منطقة تعرضت لقصف إسرائيلي، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، حسب إرنا، إنه "عندما سأل أهالي المناطق التي تعرضت للقصف الصهيوني عما حدث لهم، أكدوا جميعًا على أن العدو الصهيوني قام بقصفهم وهم جميعهم من المواطنين والمدنيين اللبنانيين المسلمين الذين يسكنون في هذه المنطقة".
وردًا على أسئلة الصحفيين، أكد قاليباف أن "الجمهورية الاسلامية الإيرانية مستمرة في دعم الشعبين الفلسطيني واللبناني وهذا الدعم نابع من مسؤولية إيران في الدفاع عن المظلومين والنازحين في هذه المنطقة"، حسب إرنا.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال لقائه المسؤول الإيراني، أن "أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه"، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية.
وشدد ميقاتي على "التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، وإجراء الاتصالات اللازمة مع دول العالم والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار كاملًا".
وصدر القرار السابق من مجلس الأمن في عام 2006، ويقضي بإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان بعد 34 يوما من الصراع، ويتضمن بنودا تستهدف حفظ الأمن والسلام وإيقاف إطلاق النار.
لكن القرار نفسه انتهكته إسرائيل أمس باستهداف قوة حفظ السلام "اليونيفيل" في الجنوب، وفق المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أندريا تينينتي، الذي وصف في تصريح لسكاي نيوز عربية، اليوم، استهداف إسرائيل لقواتهم في جنوب لبنان بـ"تطور خطير".
وكان الجيش الإسرائيلي، قال الجمعة، إن جنديين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أصيبا في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة الخاص بهما في جنوب لبنان، بينما هزت انفجارات القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في المنطقة للمرة الثانية في 48 ساعة وسط مواجهات بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.
وأشار تينيتي إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل متواصلة، مشيرًا إلى أن "القوات الإسرائيلية طلبت منا الابتعاد عن الخط الأزرق".
وأعربت فرنسا، التي يشارك 700 من جنودها في قوة اليونيفيل، عن "انشغالها الشديد بعد إطلاق النار الإسرائيلي الذي أصاب قوات اليونيفيل في لبنان ونددت بأي استهداف لأفرادها"، وفق فرانس 24.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في حديث للصحفيين الجمعة، استهداف اليونيفيل، قائلًا "أدين إطلاق النار على موقع تابع للأمم المتحدة، ما أدى إلى إصابة اثنين من قوات حفظ السلام، الأمر الذي يعدّ انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".
وتأسست قوات اليونيفيل في مارس/آذار 1978 من قبل مجلس الأمن الدولي لحفظ السلام على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان وتضم نحو 10 آلاف جندي.