إسرائيل تحاصر "كمال عدوان" وتتوغل بريًا في مدينة غزة.. و"الدفاع المدني" يعلن توقف خدماته شمال القطاع

كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، قصف مختلف مناطق قطاع غزة، في وقت أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني توقف خدماته بشكل كامل في شمال القطاع، مع استمرار حصار قوات الاحتلال لمستشفى كمال عدوان، وتوغلها بريًا في مدينة غزة.

جاء إعلان جهاز الدفاع المدني توقف خدماته الإنسانية بشكل كامل في شمال القطاع، بعد اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 من كوادره في المستشفى الإندونيسي، وإصابة 3 آخرين، انقطع الاتصال بهم، في بيت لاهيا، واستهداف سيارة الإطفاء الوحيدة الباقية في شمال القطاع بقذيفة مدفعية، ما تسبب في حرقها وإصابة عدد من طاقمها.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "نأسف عن عدم تقديم الخدمة الإنسانية للمواطنين في محافظة شمال غزة بسبب تهديد قوات الاحتلال للطواقم بالقتل والقصف".

وأضاف بصل لـ المنصة أن "الوضع أصبح كارثيًا في شمال القطاع حيث بات المواطنون دون أي خدمات إنسانية، ونحن لا نعلم مصير طواقمنا التي اعتقل عدد من أفرادها واقتيدوا إلى جهة مجهولة، فيما أصيب آخرون في الشوارع وانقطع الاتصال بهم".

وأكد بصل أن الاحتلال أطبق حصاره على مستشفيات شمال القطاع؛ كمال عدوان والإندونيسي والعودة، مشيرًا إلى اعتقال 5 من عناصر الدفاع المدني، بعدما طالبهم الاحتلال بالخروج من المستشفى الإندونيسي وتسليم أنفسهم.

ومن جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية لـ المنصة إن المستشفى الذي يعاني أوضاعًا كارثية نتيجة فقدان المستلزمات الطبية ونقص في الكوادر، بات يخضع لحصار إسرائيلي مشدد، مشيرًا إلى أن المستشفى يوجد به أكثر من 150 مصابًا، عدد كبير منهم حالته خطيرة وبحاجة لإجراء عمليات جراحية.

وطالب أبو صفية المؤسسات الدولية والأممية ذات الشأن، بالضغط على الاحتلال لفتح ممر إنساني آمن بهدف إدخال الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، وإدخال شاحنات تحمل مستلزمات طبية وأكفانًا.

وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عمليات القصف التي طالت عشرات المنازل، بعضها مأهول بالسكان، في بيت لاهيا شمال القطاع، كما حاصر عددًا من العائلات داخل منازلهم ما تسبب في حالة من الخوف والرعب لدى الأطفال والنساء، حسبما قال أحد أفراد هذه العائلات لـ المنصة.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن بلدة بيت لاهيا تتعرض لقصف مدفعي متواصل أدى لمقتل عشرات المواطنين، وأضاف "الجثث ملقاة في الطرقات".

بينما أشار شاهد ثانٍ لـ المنصة إلى أن الاحتلال حاصرهم في مدرسة أبو تمام في بيت لاهيا، التي يوجد بداخلها مئات النازحين. وقال "توجهنا تحت تهديد السلاح والدبابات حتى حاجز الجيز على دوار الشيخ زايد بالقرب من الإندونيسي، وهناك تعرضنا للتفتيش وتم اعتقال البعض بعدما أمرنا الاحتلال بالتوجه إلى شارع صلاح الدين، ومن ثم إلى مدينة غزة".

وأكد شاهد ثالث لـ المنصة، يسكن شمال شرق مدينة غزة، وصول عدد من النازحين من شمال قطاع غزة فجر الخميس، موضحًا أن من وصلوا كانوا قد تعرضوا للاعتقال صباح الأربعاء والثلاثاء الماضيين في مناطق متفرقة من مخيم جباليا وبيت لاهيا، وأطلق سراحهم الاحتلال.

في جباليا، يستمر جيش الاحتلال في استهداف المنازل، وأكد شاهدان لـ المنصة تعرض منزل يؤوي نازحين لقصف مدفعي أدى إلى مقتل 6 أشخاص.

واغتال جيش الاحتلال، مساء الأربعاء، مدير شرطة بلديات شمال قطاع غزة مازن الكحلوت، برصاص مسيّرة إسرائيلية قرب مستشفى اليمن السعيد شمال القطاع.

أما في بلدة بيت حانون، فتقدمت آليات الاحتلال وفتحت النار على منازل المواطنين، وفق شاهد عيان، كما توغلت قوات الاحتلال مساء الأربعاء في حي تل الهوا واستهدفت 4 من النساء والأطفال.

واستهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية، مساء الأربعاء، شابين على دراجة نارية جنوب مدينة خانيونس، الأمر الذي أدى لمقتلهما على الفور، حسبما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.

وفي حادثة منفصلة، وصل شاب بحالة حرجة إلى مستشفى غزة الأوروبي جنوب شرق خانيونس، بعد قصف 4 قذائف مدفعية على مقربة من المنطقة الخلفية للمستشفى، وأفاد شاهد بأن مجموعة من المقاومة الفلسطينية أطلقت قذيفة صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية شرق المدينة، اعترضتها القبة الحديدية، قبل أن تستهدف مدفعية الاحتلال المكان الذي أُطلقت منه القذيفة.

وفي سياق آخر، وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي تهمة "الانتماء العسكري" لستة من الصحفيين العاملين في قناة الجزيرة بقطاع غزة، مدعيًا أنهم "ينتمون إلى الأجنحة العسكرية التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس إنه "حصل على صور لوثائق تثبت عمل الصحفيين الستة وتلقيهم مستحقات مالية من الحركتين".

وأدانت شبكة الجزيرة، في بيان، هذه الاتهامات "التحريضية"، مؤكدة أن "الاحتلال استخدم وثائق مزورة".

ورفضت الجزيرة وصف العاملين معها "بالإرهابيين"، محذرة من أن تكون تلك الاتهامات مبررًا لاستهداف الصحفيين المذكورين ضمن بيان الجيش في وقت لاحق.

ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ384، الذي راح ضحيته 42792 قتيلًا، وأدى إلى إصابة 100412 آخرين منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.