تصاعدت أزمة شركة مصر للألومنيوم في نجع حمادي بمحافظة قنا، بعد فشل لقاء جمع رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية المهندس محمد السعداوي، وعمال الشركة المعتصمين، في محاولة لإقناعهم بإنهاء إضرابهم واستئناف العمل، خلال زيارة قصيرة قام بها السعداوي للشركة، منتصف الليلة الماضية.
لم تستغرق زيارة السعداوي للشركة سوى دقائق، طالب فيها العمال بإنهاء الإضراب، ورفض أي حديث عن صرف نسبة الأرباح إلا بعد استئناف العمل، قائلًا "محدش يلوي دراع الدولة"، ما أغضب العمال، مطالبين وزير قطاع الأعمال بالمجيء إلى الشركة للتفاوض معهم، وفق اثنين من العمال المشاركين في الاعتصام لـ المنصة.
ودخل نحو 3 آلاف عامل بشركة مصر للألومنيوم، أمس الثلاثاء، في إضراب عن العمل واعتصموا في ساحة الشركة احتجاجًا على تخفيض نسبة الأرباح إلى 66 شهرًا، مطالبين بصرف الأرباح بنسبة 12% بما يعادل 133 شهرًا، وإضافة العلاوات المتأخرة إلى الراتب الأساسي، وتثبيت العمال المؤقتين، فضلًا عن مطالب بزيادة الحافز والبدلات.
وقال أحد العمال لـ المنصة، إن السعداوي وصل من القاهرة في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل ودخل المصنع بصحبة عدد من نواب البرلمان عن مركز نجع حمادي، ومعه رئيس مجلس إدارة مصر للألمونيوم الدكتور محمود عجور، لكن العمال رفضوا دخول عجور من باب الشركة، ما أغضب السعداوي وغادر الشركة بعد مطالبة العمال بإنهاء الإضراب.
وعلق العامل بأنهم "يعتبرون عجور المسؤول عن الأزمة، هو صاحب قرار تخفيض نسبة الأرباح، علشان كده ثاروا ضده".
وأضاف العامل، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن رئيس الشركة القابضة هدد العمال، قائلًا "محدش يلوي دراع الدولة، اشتغلوا بدل ما نقفلهالكم"، فرد العمال "مش هنشتغل غير لما ناخد حقوقنا"، فاستمر السعداوي في تهديده "بكرة هتشتغلوا برضاكم أو غصب عنكم".
وقال عامل ثانٍ لـ المنصة إن عضو مجلس الإدارة مؤمن ياسين عاد للعمال بعد مغادرة السعداوي للشركة، وطالبهم بقبول الـ66 شهرًا التي تقرر صرفها من الأرباح السنوية، على أن يتم صرف الأرباح موزعة على الراتب خلال الأشهر المقبلة، وهو ما رفضه العمال تمامًا.
وأشار العامل إلى أنه قبل وصول رئيس القابضة إلى الشركة، أبلغهم مسؤولو القطاعات أنه سيعرض عليهم قبول 90 شهرًا أرباحًا سنوية بدلًا من 66 شهرًا، ورغم أن هذا العرض أيضًا كان مرفوضًا من العمال إلا أن السعداوي لم يتحدث عنه.
وبالإضافة لأزمة الأرباح السنوية، يعاني أكثر من 1000 عامل من العمالة المؤقتة ظروفًا صعبة، حيث يتقاضون رواتب تتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف جنيه شهريًا، وهم محرمون من أي مزايا تأمينية أو مالية.
وبدأ إنشاء شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي عام 1969، وفي 1975 بدأ إنتاج الشركة، ووصل عدد الخطوط إلى خمسة خطوط في يوليو/تموز 1983، وفي 2010 تم الانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير جميع خطوط الإنتاج إلى خلايا سابقة التحميص لتصل الإنتاجية القصوى إلى 320 ألف طن سنويًا.
وحسب الموقع الرسمي للشركة القابضة للصناعات، يبلغ إنتاج مصر للألومنيوم حاليًا 320 ألف طن من المعدن المنصهر، وينتج قطاع المسابك بالشركة 320 ألف طن سنويًا على هيئة أشكال مختلفة من المسبوكات ويصل إنتاج قطاع الدرفلة إلى 108 آلاف طن سنويًا من المنتجات المدرفلة على الساخن.