ارتفع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مساء أمس، إلى 87 قتيلًا ومفقودًا تحت الأرض، وأكثر من 40 مصابًا بعضهم في حالة حرجة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت واصل جيش الاحتلال عدوانه على شمال القطاع، بحصار عدد من المدارس التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا وبيت لاهيا، وإجبار قاطنيها على النزوح مجددًا.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عملية برية في مخيم جباليا شمال القطاع، وعدد من المناطق المحيطة، حيث جرف المنازل والبنية التحتية، وغيّر معالم المخيم، فيما راح ضحية العملية حتى اﻵن أكثر من 550 شخصًا ومئات الجرحى، حسب مصدر في وزارة الصحة بغزة تحدث لـ المنصة.
وقال صحفي من شمال قطاع غزة لـ المنصة إن عددًا من منازل المواطنين قُصفت صباح الأحد، فوق رؤوس ساكنيها بمخيم جباليا ولم تتمكن أي جهة، سواء الدفاع المدني أو الإسعاف، من الوصول إليهم لانتشال الضحايا والمصابين، وعُرف من بين المنازل المستهدفة منازل تعود لعائلات البرعي وأبو قمر.
وأشار الصحفي إلى أن دبابات كثيفة وآليات عسكرية محملة بالجنود تتنقل بين منطقة وأخرى داخل المخيم، وتعمل على تمشيط الأحياء دون أنّ تخلف وراءها فلسطينيين، فإما أن يتعرضوا للقتل أو الإصابة أو الاعتقال والتهجير.
وفي سياق متصل، هاجم جيش الاحتلال عددًا من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف الفلسطينيين، وأجبر الاحتلال قاطنيها على الخضوع للتفتيش ثم النزوح باتجاه مدينة غزة. وقالت إحدى النازحات لـ المنصة إنّ الجيش حاصرهم بالدبابات والآليات العسكرية ثم طالب الشباب والرجال بالنزول وتسليم أنفسهم.
وأضافت "أخدوا الشباب والرجال واعتقلوا أغلبهم، وبعدين طالبونا إحنا النساء والأطفال نمشي باتجاه غزة، وحكولنا يلا عالجنوب"، في إشارة إلى مطالبة الجيش للمدنيين بالانتقال إلى جنوب قطاع غزة، بعد حاجز نتساريم الذي يفصل القطاع إلى قسمين.
وفي بيت لاهيا، تعرض عدد من المنازل للقصف المباشر، كما قصفت طائرة استطلاع بصاروخ واحد عربة يجرها حمار، كان يستقلها 5 مواطنين، حاولوا الهروب من القصف، الأمر الذي تسبب في مقتل 3 منهم وإصابة اثنين، حسب ما أفاد مصدر صحفي ثانٍ لـ المنصة.
وأوضح المصدر أنّ الجيش حاصر قرابة 5 مدارس تحولت إلى مراكز لإيواء مئات المدنين، بالقرب من مستشفى الأندونيسي، وأجبر من فيها على النزوح جنوبًا بعد اعتقال عشرات الشباب والرجال، الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن.
ونوه المصدر الصحفي بأنّ ما يجري في غالبية مناطق شمال قطاع غزة هو عملية إبادة جماعية، وتفريغ للسكان المدنيين، وتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مدينة غزة، قصف جيش الاحتلال، الأحد، تجمعًا للمواطنين بالقرب من دوار القرم شمال شرق المدينة، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين. كما استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ واحد مجموعة ثانية لمواطنين في شارع النصر شمال غرب غزة، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة آخر، نقلوا إلى مستشفى المعمداني وسط المدينة.
وفي جنوب قطاع غزة، أطلقت آليات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة شرق مدينة خانيونس، الأحد، عشرات قذائف المدفعية على أراضي المزارعين، حيث يعمل مجموعة من العمال في جني ثمار الزيتون، ما تسبب بإصابة 5 من العمال، نقلوا إثر إصابتهم إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إنّهم في ظل شُح المواد الغذائية والخضروات التي تدخل إلى قطاع غزة بسبب المنع الإسرائيلي، قرروا جني ثمار أرضهم وما تنتجه من زيتون وبعض الخضروات لسد جزء بسيط من حاجتهم، مضيفًا "لكن الجيش ما بده لا يدخل طعام ولا بده نقدر نزرع أرضنا وناكل ونقدر نصمد".
من جهة أخرى، وصل مستشفى ناصر الطبي، جثماني ضحيتين من منطقة المواصي شمال غرب مدينة رفح، كان الاحتلال قتلهما في وقت سابق، وتمكن أحد أقاربهما من انتشالهما ونقلهما إلى خانيونس.
وقتل جيش الاحتلال 4 مواطنين آخرين في قصف استهدفهم في منطقة خربة العدس شرق مدينة رفح، حيث وصلت جثامينهم إلى مستشفى ناصر، حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب "7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 84 شهيدًا و158 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية"، علمًا بأن تلك الإحصائية لا تتضمن ضحايا الهجوم على بيت لاهيا، إذ تضمن البيان ذاته تحديثًا لعدد ضحاياه الذين وصلوا إلى 87 فلسطينيًا.
ووصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي وحتى الآن إلى 42 ألفًا و603 قتلى و99 ألفًا و795 مصابًا.