تصوير سالم الريس، المنصة
نيران مشتعلة في خيام النازحين إثر استهدافها من طائرات الاحتلال الإسرائيلي داخل ساحات مستشفى شهداء الأقصى، 4 أغسطس 2024

إسرائيل تستهدف مستشفيات ومزارعين وعمال إصلاح الصرف الصحي في غزة

سالم الريس
منشور السبت 19 أكتوبر 2024

كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، هجماته على شمال قطاع غزة وخصوصًا مخيم جباليا، وتوغلت قواته مستهدفة المدارس التي تستخدم مراكز إيواء، في وقت حاصر جيش الاحتلال وقصف مستشفى الأندونيسي في بيت لاهيا، متسببًا في قطع الكهرباء عن أقسامها.

وألقى جيش الاحتلال منشورات على مدينة خانيونس، عن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيي السنوار، قال فيها "تمت تصفيته وهو يهرب بذعر"، مطالبًا الغزيين بتسليم المحتجزين والاستسلام. 

طائرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تلقي منشورات قبل قليل في سماء مدينة خانيونس، 19 أكتوبر 2024

وأعلنت حركة حماس، أمس الجمعة، مقتل السنوار، بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتله الخميس. 

وظهر السنوار في فيديو بثه جيش الاحتلال، يواجه طائرة درون بعصا، بعد إصابته، وسط احتفاء جماهيري بمقاومته حتى اللحظات الأخيرة من حياته. 

وشمال قطاع غزة، قال ثلاثة شهود عيان من السكان لـ المنصة، إنه منذ ساعات الفجر، تعرض مخيم جباليا لعمليات قصف بالطيران الحربي وقذائف المدفعية، طالت عشرات المنازل المأهولة بالسكان. وأسفرت الهجمات عن مقتل 33 من المدنين من بينهم 21 امرأة، إضافة إلى إصابة 85 آخرين، حسب مدير مستشفى العودة الدكتور محمد صالحة، متوقعًا زيادة عدد القتلى بسبب عدم توفر الأدوات الطبية اللازمة لعلاج المصابين.

وأضاف صالحة، في تصريح إلى المنصة، أنّ طواقم الإسعاف تمكنت من الوصول للمنازل المستهدفة بسبب قربها من المستشفى، واصفًا الوضع الصحي بـ"الكارثي".

ونوه شهود العيان إلى تواجد عشرات الجثامين، من بينهم أطفال ونساء في شوارع المخيم نتيجة القصف المستمر والمتواصل، الذي طال كل ما يتحرك داخل أزقة وشوارع المخيم.

وكان جيش الاحتلال تعمد قطع شبكات الاتصال والإنترنت عن كافة مناطق شمال قطاع غزة مساء الجمعة، فيما تمكن البعض ممن يمتلكون شرائح eSIM، من نقل ما يحدث في المنطقة، وطلب الاستغاثة.

وناشدت عائلة في منطقة الفالوجا بجباليا، سيارات الإسعاف والدفاع المدني العمل على إخراجهم من منزلهم بعد حصار دبابات وجرافات الاحتلال لـ15 من أفرادها، حسب ما أفاد زميل صحفي لـ المنصة.

كما قُصف منزل عائلة أخرى، تواصلت أيضًا مع طواقم الدفاع المدني لإنقاذهم، إلا أنّ الدفاع المدني لم يتمكن من الوصول للمكان، حسب ما أفاد مصدر في المنزل لـ المنصة.

وحول استهداف المدارس، قال شاهد عيان، لـ المنصة، إنّ قوات الاحتلال هاجمت النازحين في مدرسة حفصة بنت عمر الحكومية بمخيم جباليا مساء الجمعة، وطردتهم منها واستولت على المدرسة وحولتها إلى قاعدة عسكرية، ما تسبب في موجه نزوح جديدة باتجاه بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون.

وفجر السبت، حاصر جيش الاحتلال مدرسة حلب بالقرب من المستشفى الأندونيسي شمال القطاع، ما أجبر النازحين والمواطنين في المنطقة على النزوح تحت القصف وطلقات الرصاص.

واستمر الحال على هذا الوضع حتى صباح السبت، حيث تقدمت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه المستشفى الأندونيسي. وقال مصدر طبي لـ المنصة، إنّ مدفعية الاحتلال استهدفت بقذيفة الطابقين الثالث والرابع من المستشفى، الذي يتواجد به قرابة 40 مريضًا بالإضافة إلى مرافقيهم والكوادر الطبية.

وأكد المصدر الطبي انقطاع التيار الكهرباء من مولد الطاقة الخاص بالمستشفى نتيجة القصف، ما أسفر عن موت اثنين من المرضى في غرفة العناية المركزة.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة، متواجد بمستشفى الأندونيسي، إنّ جيش الاحتلال حاصر 4 مراكز إيواء داخل مدارس في محيط المستشفى، وداهمها بعد إطلاق نار كثيف، واعتقل عددًا من الرجال والشباب فيما أبقى حصاره مفروضًا على الأطفال والنساء داخل مراكز الإيواء.

والأندونيسي ليس المستشفى الوحيد الذي استهدفه الاحتلال خلال الساعات الماضية، إذ كثف القصف في محيط مستشفى العودة وكمال عدوان شمال القطاع، وتعمد إطلاق الرصاص الكثيف من مسيرات كوادكوبتر على ساحة الأخير بشكل مباشر، مما تسبب في مقتل شابين، حسب ما أفاد شاهد عيان لـ المنصة.

وفي مدينة غزة، قصفت طائرة حربية إسرائيلية، السبت، مدرسة أسماء بمخيم الشاطئ غرب المدينة، وأفاد مصدر بالدفاع المدني لـ المنصة، بانتشال 7 جثث، إضافة إلى بعض المصابين.

وتوغلت آليات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، بشكل محدود في شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة، تزامنًا مع إطلاق عشرات قذائف المدفعية على المنازل الخاوية من السكان، وتقع المنطقة مقابل محور نتساريم من الجهة الشرقية وتتعرض بشكل مستمر لإطلاق نار وقصف مدفعي تسبب في دمار واسع.

وكثف جيش الاحتلال المتمركز غرب محور نتساريم قصفه المدفعي على مناطق شمال غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، كما أطلق النيران بشكل كثيف تجاه المزارعين، وتلقت طواقم الإسعاف في مستشفى العودة بالنصيرات نداء استغاثة.

وأفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة، بنقل 4 قتلى و 5 مصابين إلى مستشفى العودة، وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنّ جميع المصابين والقتلى كانوا يعملون في قطف الزيتون.

وفي خانيونس جنوب قطاع غزة، وصل السبت إلى مستشفى غزة الأوروبي 4 جثامين لعمال البلدية، استهدفهم جيش الاحتلال بصاروخ من طائرة استطلاع أثناء عملهم في بلدة خراعة شرق المدينة، حيث كانوا يصلحون شبكات الصرف الصحي التي دمرها الاحتلال خلال توغله البري في وقت سابق.

وقُتل طفل من عائلة عياد يبلغ من العمر عامين، جراء سقوط صندوق مساعدات ألقته طائرات صباح السبت، غرب مدينة خانيونس، وكان الطفل نائمًا داخل خيمة النزوح، حسب ما أفاد مصدر مقرب من العائلة لـ المنصة.

ووصل جثمانان مجهولا الهوية إلى مستشفى ناصر الطبي، انتشلهما مواطنون من منطقة تل السلطان شمال غرب مدينة رفح، حسب ما أفاد مصدر في مشرحة المستشفى لـ المنصة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن الاحتلال ارتكب "3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 19 شهيدًا و 91 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية"، وبذلك ارتفع ضحايا العدوان على القطاع إلى 42 ألفًا و519 قتيلًا و99 ألفًا و637 مصابًا، بعد مرور 379 يومًا على العدوان.