أحد الطلاب لـ المنصة
جانب من احتجاجات طلاب جامعة الجلالة، 16 أكتوبر 2024

حمّلوا الإدارة مسؤولية وفاة زملائهم.. طلاب جامعة الجلالة يواصلون احتجاجاتهم

أحمد خليفة
منشور الخميس 17 أكتوبر 2024 - آخر تحديث الخميس 17 أكتوبر 2024

واصل طلاب جامعة الجلالة "الأهلية"، لليوم الثالث، احتشادهم، داخل ساحة الجامعة، احتجاجًا على مصرع 12 طالبًا وإصابة العشرات من زملائهم، في حادث انقلاب أوتوبيس كان يقلهم على طريق "الجلالة - العين السخنة" باتجاه "الزعفرانة - السويس"، أثناء عودتهم إلى أماكن سكنهم بـ"بورتو السخنة"، الاثنين الماضي، واعتبروا أن سياسة إدارة الجامعة هي المسؤول الأول عن "الكارثة".

كما واصل الطلاب إضرابهم عن الدراسة بامتناعهم عن حضور المحاضرات، وفق اثنين من الطلاب لـ المنصة.

وتجمع مئات الطلاب، صباح اليوم، داخل ساحة الجامعة وطالبوا الإدارة باتخاذ إجراءات فعلية لمعالجة كافة السلبيات و"ليس مجرد إطلاق وعود في الهواء"، فيما تحدث مسؤولون من إدارة الجامعة مع الطلاب في محاولة لتهدئة غضبهم.

ووقعت، أمس، مشادة بين الطلاب ومدير أمن الجامعة اللواء ياسر فهمي، إذ وقف وسط الطلاب الغاضبين، وهو يشعل سيجارته، وينفث دخانها في وجوههم، وهم يتلون مطالبهم، ما اعتبره الطلاب "استهانة بكلامهم"، حسب المصدرين.

وقالت إحدى الطالبات لـ المنصة، إن هناك العديد من الأزمات داخل الجامعة منذ سنوات ولا تتخذ أي خطوة حقيقية لحلها، رغم الشكاوى المتكررة من الطلاب، وعلى رأسها أزمة السكن، التي تعتبرها أساس جميع المشكلات "ارتفع سعر السرير داخل الأوضة الدبل بسكن الجامعة، من 12 ألف جنيه عام 2022 إلى 15 ألف جنيه عام 2023، ووصل السنة دي لـ20 ألف في الترم، يعني 40 ألف في العام الدراسي الواحد، الأسعار المبالغ فيها دي خلت أغلبية الطلاب تدور على سكن في القرى السياحية أو تروح بيوتها كل يوم".

وأضافت الطالبة، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن مشكلة المواصلات هي أزمة ملحقة على أزمة السكن، حيث رفعت الجامعة أسعار اشتراكات "الباصات" إلى 16 ألفًا و500 جنيه في الترم الواحد، ولا توفر الجامعة باصات لأماكن سكن الطلاب بالقرى السياحية مثل "بورتو السخنة" رغم أن مئات الطلاب يسكنون بها ما يضطر الطلاب للتعاقد مع شركات خارجية.

كما لا توفر الجامعة الباصات المتعاقدة معها إلا في موعدين فقط للذهاب والعودة في التاسعة صباحًا والرابعة عصرًا "يعني لو ما عنديش محاضرة غير الساعة واحدة، فأنا مضطرة أروح الجامعة من 9 صباحًا، وده بيخلينا نفضل شركات النقل الخارجية لأنها بتوفر لنا 3 مواعيد مختلفة في الذهاب و3 في العودة، وكمان الشركات الخارجية بتوفر لنا الدفع اليومي لأننا غالبًا مش بنروح الجامعة يوميًا"، وفق الطالبة.

وأشارت الطالبة إلى انعدام الرعاية الصحية داخل الجامعة "فسيارة الإسعاف الموجودة غير مجهزة، كما لا توجد صيدلية، وتمتنع الإدارة عن تشغيل مستشفى الجامعة منذ 5 سنوات".

وأوضحت الطالبة أن هذا الحادث لم يكن الأول فوقعت أكثر من حادثة في السنوات الماضية أدت إحداها إلى بتر أطراف ثلاثة من الطلاب، ورغم أن الجامعة تعهدت بتكلفة أجهزة تعويضية لهؤلاء الطلاب، وإعفائهم من نصف المصروفات إلا أنها تراجعت عن وعودها، وهو ما يجعل الطلاب غير واثقين في الإدارة.

وقال طالب ثانٍ لـ المنصة إنه منذ وقوع الحادث يخيم على الطلاب حزن شديد "محدش قادر يتمالك نفسه، أعصابنا منهارة، اللي ماتوا دول واللي مصابين في المستشفى كانوا زمايلنا ولحد يومين فاتوا كانوا وسطنا ومننا اللي كانوا يعرفوهم، وقاعدين جنبهم في المدرج، مهما اتكلمنا ما نقدرش نوصف ألمنا، كمان أهالينا في البيوت، بقوا عايشين في رعب".

وأضاف الطالب، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الطلاب صاغوا عدة مطالب وطلبوا من الإدارة تنفيذها، بشكل عاجل، وهي "توفير مساكن تحت إشراف الجامعة بأسعار مناسبة، وتوفير باصات بنفس أسعار الشركات الخارجية التي يتعامل الطلاب معها، إضافة لتجهيز سيارات الإسعاف وإنشاء صيدلية بالجامعة، وتحديد موعد لافتتاح المستشفى".

وأوضح الطالبان أن على رأس مطالبهم إلغاء المصروفات كاملة عن المصابين، ومتابعة علاجهم، ورد المصروفات لأهالي الضحايا الذين لقوا مصرعهم، واستكمال علاج الطلاب الذين أصيبوا في حوادث سابقة على نفقة الجامعة، خاصة أن إحدى هذه الحوادث كان لأوتوبيس تابع لشركة تعاقدت معها الجامعة.

من جانبها، قالت إحدى أولياء أمور الطلاب لـ المنصة إن لجنة من أولياء الأمور تتشكل الآن لمتابعة تنفيذ الجامعة للمطالب، لتفادي وضع الطلاب في مواجهة الإدارة، وتعرضهم للتنكيل، سواء عن طريق مجالس التأديب أو بأي شكل آخر، مشيرة إلى أن من ضمن مطالبهم أشياء تقع تحت مسؤولية الحكومة من بينها إنشاء وحدات إسعاف بسيارات مجهزة على طريق الجلالة.

وأصدرت إدارة جامعة الجلالة بيانًا، الأربعاء، قالت فيه إنها قررت "تشكيل فريق دعم صحي ونفسي ودراسي لحالات المصابين، نظرًا لأن آثار ما بعد الصدمة قد تؤثر على أدائهم الدراسي بعد تلك اللحظات العصيبة، وتحمل كل نفقات العلاج دون التقيد بالحد الأقصى للتغطية التأمينية للطلاب، وتقديم منحة بنسبة 50% لكل المصابين بالحادث، وذلك حتى تمام التخرج".

إضافة إلى "توفير وسيلة نقل آمنة عاجلة للمقيمين في قرية بورتو من وإلى الجامعة دون أي أعباء مالية، حتى يتم توفير سكن لهم في مدينة الجلالة، ودعم طلاب الجامعة نفسيًا في مواجهة مصابنا الأليم، وتحليل طلباتهم المشروعة وتنفيذ ما يقع في نطاق صلاحيات إدارة الجامعة على الفور، ودراسة التوسع في السكن الجامعي في مدينة الجلالة ليشمل الجميع، وذلك بالتعاون مع الجهات المسؤولة".

وأول أمس، أمر النائب العام المستشار محمد شوقي بحبس السائق 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد ثبوت تعاطيه المخدرات، واتهام مصابين في الحادث له في تحقيقات النيابة "بالقيادة بسرعة هائلة أدت لاختلال عجلة القيادة وانقلاب الأوتوبيس"، قبل أن تعلن النيابة العامة، في بيان أصدرته في ساعة متأخرة من مساء أمس، إحالة السائق إلى محكمة الجنايات المختصة.