كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، القصفَ المدفعي واستهداف المدنيين في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة المحاصر لليوم العاشر على التوالي.
ووصل إلى المستشفيات في شمال القطاع أكثر من 30 قتيلًا وعشرات الجرحى والمصابين، حسبما أفاد مصدر طبي بوزارة الصحة الفلسطينية لـ المنصة.
واضطرت عشرات العائلات في شمال القطاع للمجازفة، ومحاولة الوصول لمخازن تتبع وكالة الأونروا للحصول على بعض الأطعمة، التي لم تستطع الوكالة توزيعها مع التوغل البري الإسرائيلي.
وقال شاهد لـ المنصة إن آليات وجنود الاحتلال يتمركزون في منطقة قريبة من مكان المخازن التابعة للأونروا و"بعدما وصل الناس إليها استهدفهم جيش الاحتلال بشكل مباشر بالقذائف وإطلاق النار".
وأسفر ذلك عن مقتل 10 مواطنين وإصابة أكثر من 40 آخرين "في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بحق الجوعى بمخيم جباليا، كما قتل 5 آخرون باستهداف طال مجموعة من العائلات في محيط بركة أبو راشد بالمخيم"، حسب بيان لوزارة الصحة في قطاع غزة اطلعت عليه المنصة.
وأضاف مصدر طبي في مستشفى كمال عدوان لـ المنصة أن عشرات آخرين أصيبوا في قصف منازل وتجمعات للمدنيين، إثر إطلاق الكوادكوبتر للرصاص على النازحين في مدرسة القوقا، التي تحولت إلى مركز إيواء بجباليا.
وقال شاهد آخر لـ المنصة إن جيش الاحتلال تعمد وضع براميل بلاستيكية في عدد من شوارع مخيم جباليا، ليتبين أنها براميل مفخخة معدة للتفجير عن بعد "صباح اليوم فجر الاحتلال 3 براميل في شوارع مختلفة بالمخيم تسببت في إصابات كتير بين الناس، وفجر أكثر من روبوت مفخخ بين منازل المدنيين".
وقال مساعد مدير الدفاع المدني في غزة سمير الخطيب لـ المنصة إن "مناشدات كثيرة تصلنا من الأهالي في شمال غزة، لا نستطيع الوصول إليهم بسبب تضييق الاحتلال على عمل جهاز الدفاع المدني واستهداف طواقمه"، موضحًا أن العدد الحقيقي للضحايا داخل المخيم سيُكتشف بعد انسحاب الجيش وانتشال الضحايا، إذ وصل إلى المستشفيات منذ بدء التوغل قبل عشرة أيام أكثر من 300 ضحية، فيما لا يزال عشرات الجثامين تحت الأنقاض وفي الشوارع.
وأشار الخطيب إلى إبلاغ جيش الاحتلال الصليب الأحمر بتوقف التنسيقات التي كانت تعمل على تأمين وتسهيل مهمات دخول طواقم الدفاع المدني لأماكن الخطر حتى إشعار آخر، موضحًا أن الاحتلال يعمل على التغطية على جرائمه.
وفيما يتعلق باستهداف كونتينر تابع للشرطة داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، قال عوني خطاب، 43 عامًا، وهو نازح من شرق مدينة دير البلح إلى داخل المستشفى منذ أشهر مع عائلته "إحنا نازحين هنا من بداية الحرب بعد ما قصف الجيش منازلنا وفقدنا كل ما نملك، والليلة طالنا الحرق واحترقت كل خيامنا وأغراضنا".
وكانت وزارة الصحة أعلنت أن الهجوم على المستشفى، فجر اليوم، تسبب في مقتل 4 وإصابة أكثر من 40 آخرين، فيما وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الهجوم ووصفه بـ"المحرقة"، إذ أدى القصف إلى انفجار عدد من أسطونات الغاز، واحتراق نحو 30 خيمة.
وتابع النازح في حديثه لـ المنصة "يعني إحنا جاي علينا شتا وكنا بنجهز الخيم وبنعيد حمايتها من المطر، لكن هينا فقدنا كل شيء حتى ملابسنا وفرشاتنا وكل شيء احترق".
وفي مدينة رفح، جنوب القطاع، انتشل مواطنون 8 جثامين من استهدافين مختلفين بالمدينة، إذ استهدف الاحتلال 4 مواطنين في حي الجنينة بمحيط مستشفى أبو يوسف النجار شرق رفح، فيما استهدف 4 آخرين في مخيم الشابورة، غرب المدينة، ووصلت جثامينهم إلى مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس على عربات يجرها حيوانات.
وقال شاهد لـ المنصة إن عددًا من المواطنين يحاولون الوصول إلى منازلهم لجلب بعض احتياجاتهم إلا أن جيش الاحتلال استهدفهم مباشرة، ولم يسمح بتحرك المدنيين حتى لو كانت عودةً مؤقتةً ومحدودةً لساعات.
وتعرضت مناطق وسط قطاع غزة، بالتحديد شمال مخيم النصيرات، الاثنين، إلى قصف مدفعي طال عددًا من المنازل المخلاة من السكان، ما أدى إلى خسائر مادية نتيجة دمار أكثر من 3 منازل بشكل كامل.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى 42 ألفًا و289 قتيلًا، و98 ألفًا و684 مصابًا، وفق الإحصاء اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية.